الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الإعجاز المعماري في جامع الشيخ زايد يبهر «سفراء أبوظبي»

الإعجاز المعماري في جامع الشيخ زايد يبهر «سفراء أبوظبي»
19 مارس 2013 20:25
يواصل برنامج «سفير أبوظبي» جولاته التعريفية المتخصصة على المعالم البارزة ملقياً الضوء على الوجه الحضاري الذي ينعم به المجتمع المحلي، ويؤهله للمنافسة على أفضل المراتب عالمياً. وفيما تميز الأسبوع السادس من التدريبات بزيارات ميدانية لجامع الشيخ زايد الكبير ومركز زايد العدل والقرية التراثية وفندق «قصر الإمارات»، ارتفعت وتيرة الحماس بين «السفراء» المواطنين على اكتساب أكبر قدر من مهارات الإرشاد والخطابة والتواصل بأكثر من لغة. ودخل الجميع ضمن مرحلة التقييمات النهائية التي تشرف عليها «هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة»، لاختيار مواطنين يكونوا واجهة للترويج الإعلامي والسياحي والاجتماعي للبلاد. (أبوظبي) - يوم مفعم بالأنشطة بدأه «السفراء»، تمام الثامنة صباحاً، حيث تجمع أكثر من 100 مشارك للانطلاق بالباصات إلى رحلة جديدة من البرنامج الوطني الذي يعزز دور الشباب على الأجندة السياحية لإمارة أبوظبي. أتوا في الموعد، وفي بالهم تحقيق هدف آخر من أهداف الارتقاء بمستويات الأداء، لا سيما في مسيرة دعم استراتيجية 2030 التي تنادي بدعم الطاقات والمواهب المواطنة. 4,7 مليون زائر المحطة الأولى كانت باتجاه جامع الشيخ زايد الكبير الذي يعتبر المعلم الرئيسي في إمارة أبوظبي، سواء من ناحية جماليات التصميم على المستوى العالمي أو عدد الزيارات اليومية التي يشهدها، وقد تعرف «السفراء» خلال الجولة إلى الكثير من المعلومات والحقائق التي استمعوا إليها للمرة الأولى، مع أن معظمهم كان قد زار الجامع مرات عدة من قبل. في الباحة الخارجية المفروشة نوراً والمطعمة بالطلاء الذهبي الذي يدعو إلى السكينة والانشراح، تحدث يوسف العبيدلي مدير مركز جامع الشيخ زايد الكبير، واصفاً «السفراء» بأمل المستقبل، وفيما كانت الأعين شاخصة باتجاه المتحدث للاستفادة من مهاراته في الخطابة، استرسل بدوره في الإضاءة على أهم خصائص الجامع الذي يعتبر رابع أكبر مسجد في العالم ومن بين أول عشر مساجد تستقبل أكبر عدد من المصلين في العالم، ومنها أن جامع الشيخ زايد الكبير استقطب العام الفائت قرابة 4 ملايين و700 ألف زائر، في دلالة على تزايد أعداد الزوار من داخل الدولة وخارجها في التعرف إلى مناطق الإبهار في هذا الجامع الذي فاقت أصداؤه التوقعات، خصوصاً أنه فتح أبوابه خلال شهر رمضان الأخير لإفطار 22 ألف صائم في اليوم، كما أمه 47 ألف مصل ليلة القدر. ومما أوضحه يوسف العبيدلي لـ«السفراء» عن مركز جامع الشيخ زايد، أنه يحمل رسالة ثقافية تتخطى حدود الوطن، بحيث يرعى مسابقة «فضاءات من نور» التي دخلت موسمها الثالث. وتتنافس عليها 5000 صورة لـ 500 مشارك من 50 دولة، وذلك من باب إبراز الدولة من ناحية انفتاحها على العالم. كما أشار إلى احتواء المركز على أضخم مكتبة وطنية تضم حقائق عن المخطوطات الإسلامية وفنون العمارة، إضافة إلى ما ترعاه من برنامج تأهيل المواطنين ليكونوا مرشدين في جامع الشيخ زايد الكبير الذي يعمل فيه حالياً 9 مرشدين دائمين و25 مرشداً بدوام جزئي. 73 طناً عند الدخول إلى قاعات الصلاة داخل المسجد، تواصلت الفقرات التعريفية التي استغرقت أكثر من ساعة ونصف الساعة في الشرح الميداني لكل جزئية جمالية موزعة على الأرضيات والأسقف والجدران التي أقل ما يقال فيها إنها تحفة قد لا يقدر للعين أن ترى ما يضاهيها ندرة وروعة وتناسقاً. وأورد المرشد محمد الهاشمي مجموعة قيمة من المعلومات الدقيقة المتعلقة بجامع الشيخ زايد الكبير التي لاقت من «السفراء» المشاركين كل إصغاء وتجاوب، حيث توقفت غالبيتهم عند استفسارات عدة أثرت الجولة التعريفية. وبداية كلامه كانت عن الفكرة من بناء المسجد التي انطلقت في نهاية الثمانينيات، حين أراد المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان تشييد صرح إسلامي تزوره الجماهير من مختلف أنحاء العالم، ولفت تذكيراً، إلى أن أعمال التشييد استمرت من عام 1996 حتى عام 2010، فيما أقيمت أول صلاة فيه يوم عيد الأضحى من عام 2007، وكان الوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، دفن في منطقة الجامع يوم 2 نوفمبر من عام 2004. وأشار محمد الهاشمي إلى أن مساحة الجامع تساوي 5 أضعاف المساحة الدولية لملاعب كرة القدم، فيما تمتد مواقعه التي تتاح فيها الصلاة حتى 22 ألف متر مربع. وذكر أن المسجد يضم 7 ثريات، 4 منها موزعة عند المدخل و3 في القاعة الرئيسية، وهي كلها مصنوعة في ألمانيا على يد أهم الشركات المتخصصة. وفي سؤال عن قيمة الثريا الموضوعة في الوسط وهي الأكبر حجماً، أوضح المرشد أنها تحتوي على 40 كيلوجراماً من الذهب، وفيها 40 ألف قطعة كريستال «شواروفسكي» مستوردة من النمسا، في حين أن الزجاج الملون فيها مصنوع في مدينة مورانو الإيطالية. وأضاف أنه روعي عند تصميم الثريا التحفة أن تأتي متجانسة مع الأرضية التي تفترشها أكبر سجادة مطرزة في العالم التي تزن ما يزيد على 73 طناً، وقد صنعت في مدينة مشهد على يد 1200 امرأة محترفة في فنون الحياكة اليدوية. مدعاة للمباهاة المحطة الثانية كانت التوجه إلى مركز زايد العدل في منطقة البطين الذي يقدم لمحة شاملة من حياة المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وأكثر المقتنيات الشخصية العزيزة عليه. وفي المكان المليء بلوحات من الماضي مدعاة المباهاة، انتشر «سفراء» أبوظبي يغمرهم الفضول للاطلاع على تفاصيل دقيقة لتواريخ مرت منذ زمن، إلا أن أثرها باق أبداً. وقد أخرج كل منهم كاميرته الخاصة، مستفيداً من اللحظة لالتقاط المزيد من الصور الأبلغ تعبيراً عن المعنى الذي يطبعه المركز في قلوب الملايين من محبي زايد. وتوضح المرشدة، أن المركز أنشئ للتعبير عن العرفان والتقدير لزايد الخير والعدل، وهو الرجل الذي أرسى أسس الأمة. وتشرح أن السيارات الموزعة في الأرجاء كانت المفضلة لدى المغفور له بإذن الله تعالى، وكان يقودها بنفسه معظم الأحيان من دون الحاجة لأن يرافقه أي حارس شخصي. وتشير إلى مجموعة من بنادق الصيد الخاصة به، وعدد من الهدايا التي تلقاها الوالد الشيخ زايد، رحمه الله، من مختلف أنحاء العالم، وبينها النمور والفهود المحنطة. وتتوسط القاعة مبخرة عملاقة مصنوعة على شكل ألبوم لصور تجمع المغفور له بإذن الله، مع زواره من الملوك ورؤساء الدول وكبار الشخصيات. بعدها انتقل الجميع إلى القرية التراثية في منطقة كاسر الأمواج، في خطوة تكميلية لمعاينة المواقع السياحي لواحدة من أبرز مرافق الجذب في العاصمة. وهناك جالوا ما بين البيئة البرية، بما فيها «بيت الشعر» و»بيت اليواني» و»بيت البحر». وكذلك تجمعوا عند البيئة الزراعية والمشغل اليدوي النسائي، حيث حرف الجدات، وزاروا السوق الشعبي، والمتحف الذي يجسد حياة الأولين. وفي نهاية اليوم الميداني الذي جمع خلاله «السفراء» مشاهد وطنية عدة، كانت الاستراحة في ربوع فندق «قصر الإمارات» عند الخيمة الشعبية التي تتوسط شاطئه المطل على أجمل واجهة بحرية للعاصمة. واستمعوا خلال الجلسة إلى شرح عن أبرز الأقسام التي تجعل من القصر معلماً سياحياً يستحق الزيارة، لما يتضمنه من مناطق حيوية من غير المعتاد أن تصمم لمنشآت الضيافة، وهذا ما يجعله يستحق توصيف القصر، لا سيما أنه يخصص أجنحة كاملة للملوك والسلاطين وكبار الشخصيات من أنحاء العالم. ولا يغفل فندق «قصر الإمارات» إقامة أهم الفعاليات الجماهيرية التي لطالما رسمت الملامح العصرية وتعابير الأصالة التي تفاخر بها إمارة أبوظبي. أم الصدف رداً على تساؤل حول المواد المصنوع منها منبر جامع الشيخ زايد الكبير الذي لا تلتقطه عدسة الكاميرات بوضوح، فهو من خشب السيدار الأميركي، وقد تم طلاؤه بأم الصدف من قبل إحدى الشركات السورية، أما الأعمدة من حوله، فهي من الرخام، فيما الجدارية الأساسية من الخلف للمصمم الإماراتي محمد التميمي. واحة استفسر «سفراء أبوظبي» خلال جولتهم داخل جامع الشيخ زايد الكبير عن الكثير من الأمور، ومما فوجئوا بمعرفته، أن الباحة الخارجية بنيت على شكل واحة إكراماً للمغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الذي كان يحب مدينة العين ويرتاح إلى واحاتها. وأن الأرضيات كلها مصقولة بأجود أنواع الرخام في العالم، ويتم تنظيفها كل ليلة بالصابون، فيما تلمع يدوياً مرتين في السنة. مطلية بالذهب على النقيض مما يردد بأن أعمدة المسجد مطلية بالذهب، يؤكد المرشد محمد الهاشمي أنها مدهونة باللون الذهبي وحسب، في حين أن القباب مطلية بالذهب عيار 24 قيراطاً، ومن ثم مغلفة بزجاج الموزاييك، وعددها الإجمالي 110 قباب.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©