الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«قمة أبوظبي الثقافية» تطرح رؤى وتطلعات مستقبلية

«قمة أبوظبي الثقافية» تطرح رؤى وتطلعات مستقبلية
12 ابريل 2018 21:56
إبراهيم الملا (أبوظبي) اختتمت «القمة الثقافية 2018 أبوظبي» جدول أعمالها أمس، بجلسة مناقشات ختامية استعرضت حصيلة الموضوعات والمفاهيم والإجراءات التي تداولها المشاركون على مدار أيام القمة. وجاءت هذه الجلسة تحت عنوان «الاحتفاء بثمار مبادرات التعاون غير المتوقعة»، بحضور معالي نورة الكعبي وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة ورئيسة اللجنة التوجيهية للقمة الثقافية، حيث ناقشت الجلسة الأفكار والمبادرات المنبثقة عن هذا الحدث، والتي سيتم تبنيها لمعالجة بعض أبرز التحديات العالمية الملحّة في جميع أنحاء العالم من خلال قوة الثقافة. وأكدت معالي نورة الكعبي: «نحن نرحب بكل المقترحات المعمقة التي أفادنا بها الضيوف والمشاركين في القمة طوال الأيام الماضية. فقد نجحت أبوظبي مرة أخرى في جمع قادة العالم لتوجيه رسالة واحدة بأنه لم يفت الوقت بعد على اتخاذ خطوات فعالة لإعادة تعريف دور الثقافة في عالمنا. سنواصل مساعينا في استخدام قوة الثقافة لإحداث تغييرات إيجابية، وبناء الجسور بين الأمم والعقول. لقد سلكت أبوظبي هذا الدرب مع المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، مؤسس الاتحاد، ويقع على عاتق الجيل الشاب في هذا البلد حمل تلك الرسالة ونشرها، رسالة التسامح والعالمية، من خلال العمل المتواصل والتعاون مع شركائنا الدوليين بما يخدم بناء مستقبل أفضل للإنسانية جمعاء». وشهدت أبرز جلسات الأمس المنعقدة تحت عنوان «النتائج والخطوات التالية للقمة الثقافية» مشاركة أعضاء اللجنة التوجيهية للقمة الثقافية، معالي محمد خليفة المبارك رئيس مجلس إدارة دائرة الثقافة والسياحة بأبوظبي، وسيف سعيد غباش مدير عام دائرة الثقافة والسياحة بأبوظبي، وديفيد روثكوبف الرئيس التنفيذي لمجموعة روثكوبف، وكارلا ديرليكوف كاناليس الرئيس التنفيذي لشركة تي سي بي فينتشرز، حيث قدموا عرضاً عاماً عن المخرجات الأساسية للقمة الثقافية، وركز أعضاء اللجنة على ما يمكن تحقيقه الأفراد والمؤسسات حول العالم لعقد شراكات جديدة من شأنها معالجة القضايا الملحة التي تداولتها القمة. وتبع الجلسة عرض أداء منفرد لعازف الكمان العالمي غيدون كريم. وقال معالي محمد خليفة المبارك، عضو اللجنة التوجيهية للقمة الثقافية، ورئيس دائرة الثقافة والسياحة بأبوظبي: «القمة الثقافية هي حركة ثقافية مستمرة، وهي إحدى المبادرات التي تقدمها دائرة الثقافة والسياحة بأبوظبي للحفاظ على استدامة التبادل الثقافي المؤثر، وتعزيز مفهوم التسامح كأسلوب حياة، فقد شكلت النقاشات أثناء القمة الثقافية إضافة لأسس العمل في الدائرة. واتضح من النقاشات أن التعليم هو الأداة التي علينا استخدامها لتوظيف هذا الفهم في المستقبل، خاصة أن الطلبة يتفاعلون مع المواد الثقافية في مناهجهم التعليمية بشكل إيجابي، ولذلك تتوجه أبوظبي إلى التركيز على الثقافة من خلال المناهج التعليمية للأجيال الشابة، انطلاقا من أن الفكر المنغلق البعيد عن الثقافة هو فكر مبتور، فطالما كانت الثقافة العربية والإسلامية قائمة على جذور ثقافية عميقة مبنية على التسامح وتقبل الآخر والتبادل المعرفي. وأذكر بتجربة دولة الإمارات حيث شهدنا كيف قادت الثقافة التحولات الكبرى في وقت قياسي، وكذلك جمهور المتاحف الذي يتفاعل مع كنوز العالم بشكل رائع، حيث يعكس مثلا متحف اللوفر أبوظبي جوهر الإنسانية وهذا أمر يعني الجميع». وقال سيف سعيد غباش، عضو اللجنة التوجيهية للقمة الثقافية ومدير عام دائرة الثقافة والسياحة بأبوظبي: «أصبحت «القمة الثقافية» في دورتها الثانية منصة فريدة لرواد الثقافة في العالم تقدم حلولاً عبر النقاشات الواسعة التي تناولت مواضيع معاصرة ملحة، مثل دعم الفنانين وتأثير الإعلام والقدرة على قياس التأثيرات والحفاظ على التراث والثقافة والتكنولوجيا وغيرها. أود أن أشير إلى بعض المبادرات التي نعمل عليها في دائرة الثقافة والسياحة بأبوظبي في نفس هذا السياق، فقد اطلقنا مؤخرا منصة «ثقافة أبوظبي» الإلكترونية، وهي تضم محتوى ثقافيا غنيا طوره متخصصون وباحثون، وتتميز بالتفاعلية من اتجاهين من حيث إنتاج المحتوى واستقبال المحتوى أيضاً، كما أننا نعمل على المزج ما بين الثقافة والسياحة لخدمة القطاعين وليس فقط الترويج السياحي، حيث نطبق ذلك في مختلف مشاريعنا بتوظيف الإمكانات في كلا القطاعين، بالإضافة إلى ذلك نعمل خلال «عام زايد» على تكريس قيم الوالد المؤسس في حياتنا اليومية». وبدوره علّق عضو اللجنة التوجيهية والرئيس التنفيذي لمجموعة «روثكوبف» ديفيد روثكوبف قائلاً: «لقد حققت القمة الثقافية في عامها الثاني، وبفضل القادة والفاعلين من 90 دولة، أشياء مهمة وغير اعتيادية، فقد استطاعت أن تجعل من قطاع الفنون جزءاً رئيسياً من النقاش الجديّ الهادف إلى مجابهة التحديات العالمي في وقنا الراهن. فمن خلال ورش العمل التفاعلية التي عقدتها القمة وتطرقت لمحاور التطرّف وحفظ التراث، واستكشفت آفاق عولمة الإبداع واستخدام الثقافة كأداة للتغيير—استطاع الفنانون وأهل السياسة والمبتكرون الجلوس معاً تحت سقف بهدف تحسين الواقع العالمي». وعلقت كارلا كاناليس عضو اللجنة التوجيهية للقمة والرئيسة التنفيذية لشركة «تي سي بي فينتشرز» قائلة: «لقد أثبتت القمة الثقافية هذا العام أنه لا مكان للمستحيل حين تجتمع العقول النيّرة للتعاون معاً». من التوصيات: ردم الهوة بين المجتمعات وتأسيس ثقافة تعليمية من التوصيات التي عرضت خلال الجلسة الختامية للقمة، ما يلي: * ضرورة تطوير ورش العمل في القمة الثقافية خصوصاً ما يتعلق بلغة التواصل مع المشاركين في هذه الورش. * العمل على معالجة مشكلات وأزمات المجتمعات المهددة ثقافياً، وبالخصوص ما يتعلق بالجوانب الفنية الفلكلورية والتراث الشعبي لهذه المجتمعات. * أن يكون الفن عنصراً أساسياً في الاستراتيجيات الحكومية المتعلقة بتطوير المناهج في المدارس والجامعات وفي السلوكيات الحياتية والاجتماعية العامة. * الاهتمام بوسائل التواصل القادرة على ردم الهوة بين المجتمعات الشرقية والمجتمعات الغربية، وتحويل العلاقة بينهما إلى علاقة تكاملية لا إلى علاقة تنافسية. * تأسيس ثقافة تعليمية تعتمد على التواصل العالمي بدلاً من الانغلاق الفكري الأحادي وسط مناهج محددة وثابتة ومكررة. * تشجيع المبادرات الفردية وغير المكلفة المتعلقة بالإنتاج الفني والثقافي، والاهتمام بهذه المبادرات والترويج لها من خلال الوسائط الإعلامية المختلفة. * تفعيل برامج الترجمة وتخطي الحواجز اللغوية من خلال قواعد وأسس جديدة للحوار الثقافي بين الشعوب، اعتماداً على لغة الفن والأنماط البصرية والموسيقية المختلفة. * وضع آليات لتفعيل الإعلام الجديد المواكب للتغيرات والتقنيات الحديثة بدلاً من الإعلام التقليدي غير المنفتح على هذه التغيرات. * تعميم الاهتمام الجماعي بالفنون من خلال الميديا المعاصرة والمنتشرة في منصات تفاعلية، مثل تويتر، وفيسبوك وانستجرام، وغيرها من البرامج التفاعلية والجماهيرية المبتكرة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©