الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عن براءات «ياهو» وانتهاكات «فيسبوك»

19 مارس 2012
إذا صحت ادعاءات شركة «ياهو» القضائية، فإن عملاق التواصل الاجتماعي «فيسبوك» يدين بعدد من أسباب نجاحاته للشركة التي كانت يوماً ما تتقدم محركات البحث في العالم قبل تراجعها وبروز العملاق «جوجل» على وجه التحديد. ليس ذلك فقط، بل إن من شأن بعض ادعاءات «ياهو» أن تعزز بعض المخاوف على خصوصية المستخدمين وأمن بياناتهم، حيث تزعم أن بعض شركات الإنترنت العملاقة التي تقدم خدمات «مجانية» تقوم بتخزين بيانات المستخدمين من أجل الاستفادة منها من ثم في جني أرباح مالية، مثل معرفة ميول أذواقهم لتحديد أي الإعلانات التجارية مناسبة لهم، هذا على أقل تقدير وفي وجه واحد من وجوه الاستفادة والخطورة في حفظ البيانات. وبحسب الدعوى القضائية، فإن «ياهو» تطالب المحكمة بحقوقها من عشر براءات اختراع تقول إن «فيسبوك» تعدى عليها أو استخدمها دون وجه قانوني، وتطالب بتوقيف «فيسبوك» عن استخدام التكنولوجيا المرتبطة بهذه البراءات، ودفع جميع التعويضات المتأتية عن هذا الاستخدام، فضلاً عن الفوائد والتكاليف ذات الصلة. ما جاء في دعوى «ياهو» يستدعي التوقف عنده بعض الشيء، من زاوية الابتكار التكنولوجي ومن زوايا أخرى عديدة، منها مثلاً أن بعض ابتكاراتها التكنولوجية ذات الصلة بالدعوى يتعلق بمساعدة المواقع على تقديم الخدمات للعملاء بطريقة مجانية في الوقت الذي توفر فيه «طريقة» لكسب عوائد من خلال الإعلانات وفق قاعدة تحديد أذواق المستخدمين لمعرفة أي الإعلانات تناسبهم أكثر. لدى كتابة هذه السطور، سمعت أن «فيسبوك» قد نفى تلك الانتهاكات، ولكن لم أتأكد بعد ولم أكن على عجلة من أمري لمعرفة ذلك، وليس من وظيفتي أن أدافع أو أثبت الادعاء، فهذا عمل محاكم وخبراء ومختبرات متخصصين وقضاة لهم باع طويل في مثل هذه القضايا التي قد تكلف ملايين وعشرات الملايين (بما فيها التسويات). وفي الوقت نفسه، قد تكون أي من هذه الانتهاكات صحيحة ومنطقية. ففي هذا العالم المعقد تختلط الكثير من البرامج وتنتقل أعمال المبرمجين والمبدعين والمبتكرين من مكان أو شركة لأخرى في غفلة ودون سابق تصميم، ويصبح فك الاشتباك صعباً للغاية. لكن كل ذلك سيكون على المحاكم المختصة أن تبحث به وتقرر فيه وتبين حقيقته وملابساته، ولو استدعى الأمر جيشاً من الخبراء المحلفين. فالقضية تستحق مثل هذه التكلفة وهذا الجهد، والخصومة القضائية تتعلق بشركتين تساويان - مالياً - عشرات أضعاف ميزانية بعض الدول، وفيها، أي هاتين الشركتين، من الخبرات والتشريعات وتنظيم الإجراءات ما يجعل مثل هذه الدول أضعف بكثير من النظر بمثل هذه القضايا. الواقع أن أول ما كان يهمني في هذا التقاضي هو افتراض (افتراضي) بأن مثل هذه القضية قد رفعت في محاكمنا وتصور كيف سيمكن معالجتها، عندها شعرت كما لم أشعر من قبل بمعنى بيئة الابتكار ولماذا لا يمكن أن تكون لدينا شركات مثل «ياهو» و»فيسبوك» رغم أن كليهما يمكن أن يكون فيهما عقول عربية ومسلمة أكثر مما نتصور. barragdr@hotmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©