الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أرض الإمارات تنبت الخير وأهلها يصدرونه بوفرة إلى المعوزين

أرض الإمارات تنبت الخير وأهلها يصدرونه بوفرة إلى المعوزين
19 مارس 2012
تحت سقف واحد اجتمعت 19 دولة لتقدم فلكلورها وعرضت أكلاتها التراثية، ومنتوجاتها التقليدية، حيث استطاع كل بلد من خلاله المساهمة في دعم الخير، بل تصديره من أرض الإمارات إلى باقي الدول حول العالم، وكان ذلك خلال حفل «سمول وورد» الخيري في دورته الثانية، الذي أقيم يوم الجمعة الماضي في قصر الإمارات، تحت رعاية معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي في دولة الإمارات. ركز الحفل على دعم الجمعيات الخيرية التي تعنى بالأطفال المعوزين والتي تحارب استعبادهم، المتمثل في استغلالهم في التسول مثلا أو في أعمال غير مشروعة وغيرها من أنواع الاستعباد الذي يعاني منه بعض الأطفال حول العالم، كما سيعمل ريع الحدث على تأمين التطبيب والدراسة، وعملت سمول وورد على التنسيق في هذا الخصوص مع السفارات والقنصليات والجاليات المقيمة أرض الإمارات والعمل على التنسيق لاقتراح تأسيس جمعية تلبي المعايير المطلوبة، بحيث تكون أهدافها اجتماعية بعيدا عن الدين والسياسة. وصاحب الحدث معرضا بسطت فيه الدول المشاركة منتجاتها التراثية، وتضمن خيمة الإمارات التي عرضت مأكولات شعبية، وقدمت من خلالها طالبات كلية التقنية أبوظبي نقوش الحناء للحاضرات الراغبات، في ذلك بينما تكفل الطلاب بالإجابة على استفسارات الجماهير العريضة التي تقاطرت على الجناح لتتذوق طعم القهوة العربية والأكلات التراثية. وانطلق الحدث على الساعة السادسة مساء واستمر إلى الحادية عشرة ليلا، بحضور العديد من الشخصيات والمهتمين والجاليات المشاركة، وعرف الحفل تكريم جهات عدة وشخصيات فاعلة وداعمة للحفل الخيري، وبعد الكلمات الترحيبية اعتلت ديانا كرازون مسرح الحفل برفقة أطفال صغار يرفعون أعلام بلدانهم، فكان المسرح يلهج بصوت واحد حالم بغد أفضل، غد خال من الحروب والسلاح، يعمه السلام والوئام والتآلف، وكانت كرازون خلال المؤتمر قد عبرت عن بالغ سعادتها بهذه المشاركة الخيرية، موضحة أنها لا تتأخر أبدا عن دعم الأعمال الخيرية، وشددت على أن أطفال العالم يجب أن ينعمو بالسلام والحب، كما عرض في الشاشة أغنية بكرة التي تعرف نجاحاً كبيراً. وعرف الحفل مشاركة واسعة من الجاليات المقيمة في الإمارات، وقامت كل دولة مشاركة بعرض ثقافتها ومأكولاتها الخاصة في معارض، فكان المكان عبارة عن عالم صغير اختلطت فيه الجاليات العارضة، واستمتع الحضور بفلكلورها ومطابخها، كما عرف الحفل عروضا موسيقية راقصة على خشبة المسرح أداها أبناء كل دولة مشاركة في هذا الحفل الخيري الذي سيعمل على دعم جمعيات تعنى برعاية الأطفال وتحارب استعبادهم، إذ رشحت كل دولة مشاركة في الحدث جمعية تعمل في هذا الإطار. الخيمة الإماراتية وتخلل الحفل الذي أقيم في الحديقة الخلفية لقصر الإمارات معرضا ضم كل الدول المشاركة من بينها الإمارات، الأردن، لبنان، السودان، مصر، أميركا، المكسيك، كولومبيا، تايلاند، فنزويلا، إيطاليا، اليابان، وغيرها من الدول الأخرى التي شكلت قرية عالمية مصغرة، حيث عرضت منتجاتها التراثية والفلكلورية وجانب من مطبخها، ووقف المساهمون في المعرض كل خلف طاولة العرض يجيب عن تساؤلات الزوار ويقدم لهم شروحات عن المنتجات المطروحة، من هؤلاء يوسف حسن الحمادي سفير الإمارات لدى “سمول وورد”، حيث تكفل بالإجابة على تساؤلات الزوار، الذين قاموا بزيارة الخيمة الإماراتية التي شكلت واسطة العقد في المعرض الخيري الذي شمل أكثر من19 دولة، واشتملت الخيمة على مأكولات شعبية بالإضافة إلى نقوش الحناء. إلى ذلك، قال الحمادي وهو طالب من كلية التقنية في أبوظبي: شاركنا السنة الماضية في الدورة الأولى لسمول وورد، وتعتبر هذه السنة الثانية لمشاركتنا، لذلك فالمشاركة كانت أسهل نظرا للخبرة التي حزنا عليها، والجناح يساهم فيه الاتحاد النسائي العام، ويشرف عليه 5 طلاب و7 طالبات من نفس كلية التقنية أبوظبي، وهم متطوعون، وسبق لهم المشاركة في فعاليات أخرى كثيرة، حيث تم تقسيم العمل ليقوم كل بمهمة معينة، فهناك من يتكفل بالتصوير التراثي، ومنهم من يستقبل الزوار ويجيب على الأسئلة المتعلقة بالتراث والأكل وبعض العادات والتقاليد، أما الطالبات فهن مسؤولات عن الحناء في الخيمة، بحيث تقوم طالبتان بتحنية من يرغب في ذلك، بينما الباقيات فهن يتكفلن بتقديم المأكولات الشعبية والقهوة لضيوف الخيمة. من جهتها قالت فاطمة يوسف حسن الحمادي إن الطلبة هم من ساهموا بتوفير الأكل، المتمثل في اللقيمات، والبلاليط، وخبز محلى والقهوة والتمر. وأشارت الحمادي التي تدرس هندسة الطيران في كلية التقنية إلى أن الاختيار وقع على هذه المجموعة نظرا لمشاركاتها التطوعية وتوفرها على خبرة في هذا المجال. في حين قالت خديجة النعماني ومنال الوهيبي اللتان تعملان على تحنية الزائران أنهما تستمتعان بما تقدمانه، وأشارتا إلى أنهما تعلمتا النقوش نظرا لكون الحناء تحتل مكانة كبيرة في الذاكرة الثقافية والشعبية لشعب الإمارات، وهي رمز الخصب والفرح والسعادة، وقالتا إنهما تعلمتا ذلك بالممارسة، وساعد شغف النساء الأجانب المقبلات على نقوش الحناء في صقل مهاراتهن. ثقافات مختلفة بسطت كل دولة مشاركة ما يزخر به بلدها من تراث ولو بشكل رمزي، وغيرها من منتجات بسيطة من تراثها الناطق بحضارة آلاف السنين، إلى ذلك قالت كوكي أبوبكر سفيرة مصر لدى “سمول وورد” ومتطوعة في سمول وورد، إن الجمعية التي تم ترشيحها من مصر والتي سيعود لها جزء من التبرعات، هي جمعية “رسالة” وهي جمعية تعنى بأطفال الشوارع. وأشارت إلى أن هذه التبرعات ستشكل فارقا في حياة الأطفال المتبرع لهم، كما أوضحت أنها استطاعت بيع 65 تذكرة دخول للحفل، وفي سياق آخر قالت كوكي إنه سيتم اختيار طفلين من كل جمعية مدعومة أو متبرع لها، وسيتم تعليمهم، مشددة على أن التعليم هو ما يخلق الفرق في حياة كل إنسان، وأن طريق التعليم هو أهم طريق في حياة الإنسان، موضحة أن سمول وورد يعمل على التنسيق مع هذه الجمعيات، ويتابع سير عملها. وكان هناك اهتمام واضح من الجاليات العربية المشاركة في الحدث، حيث وقفوا خلف الأكشاك يتابعون ويشرحون تراثهم وعاداتهم وتقاليدهم، فكان فعلا الحدث عالم مصغر تلاقت فيه الحضارات، حيث استطاع الزائر التعرف على مطبخ وأزياء وفلكلور بعض الدول المشاركة، ومن هذه الدول جناح الأردن الذي قدم مجموعة من منتجات البحر الميت، إلى جانب منتجات أخرى عرف بها هذا البلد، مثل المنتجات التقليدية العلاجية، وبعض المشغولات اليدوية، وبعض اللوحات الفنية المشكلة برمل صحراء الأردن من وادي رم “المشهور بألوان رماله الخلابة”. وفي هذا الصدد قال نايف الزيدان السفير الأردني لدى الإمارات الذي يقوم بدعم النشاط بنفسه، إنه بالمشاركة في هذا الحدث، الذي اختار الجمعية التي تم التبرع لها وهي جمعية “أربد للأطفال المشردين” وهي تعمل على مساعدة الأطفال الأقل حظا في الحياة، موضحا أنها جمعية بحاجة ماسة للدعم لتوفير الامكانات المادية والمعنوية لأعضائها، وأضاف الزيدان أن هذا التبرع سيساعدهم على تنفيذ برامجهم. من جهته أكد محمد حسين مكحل ومحمد سلوان حناوي، في «الكشك» اللبناني، أن الجمعية التي تم اقتراحها من طرف الجالية اللبنانية هي جمعية “كريطاس” وهي جمعية خيرية تجمع كل الطوائف. أما المأكولات فتمثلت في التبولة والحمص وخبز الصاج، وعرض بعض المنتجات التقليدية وأشارا أن المشاركة الموسيقية ستتمثل في تقديم فقرة على المسرح، برقصات ترافقها الدبكة. كما قال ماركو فراشيتي ممثل الجالية الإيطالية إن الكشك يقدم المأكولات التراثية المتمثلة في البتزا والخبز التقليدي، ميني بيروني، بيتزا، ياناكوتا، والبتزا التقليدية بزيت الزيتون والموزاريلا، وقال ماركو إن الهدف من المشاركة هو الاطلاع على جانب من التراث، الإيطالي واعتبرها فرصة للاحتكاك مع باقي الجاليات وعرض المنتوج أمام العديد من الزوار. محاربة استعباد الأطفال وأقام سمول وورد في دورته الثانية هذا التجمع الذي يهدف إلى مكافحة استعباد الأطفال، وفق سلام حمزة غيث رئيسة ومؤسسة سمول وورد في الإمارات خلال مؤتمر صحفي أقيم يوم الجمعة الماضي الساعة 12 ظهرا، بحضور الرعاة وجانب من المهتمين، برئاسة سلام حمزة غيث وفادي يوسف غيث عضو أمناء مجلس المؤسسة. وأكدت رئيسة المؤسسة أن سمول وورد سيدعم هذه السنة 19 جمعية خيرية مختلفة تقوم بمكافحة استعباد الأطفال في 19 دولة مختلفة حول العالم، بدلاً من 28 دولة التي تم دعمها السنة الماضية خلال الدورة الأولى، مؤكدة أن هناك ملايين من الأطفال الذين يتعرضون للمخاطر ويتم استغلالهم بشدة بطرق متعددة ومختلفة. وأضافت: إننا نؤمن بأن أطفال العالم هم أطفالنا أيضًا، وأنه بتكاتف الأيدي يمكننا أن نتغلب على استعباد الأطفال. وأشادت سلام المقيمة في الإمارات منذ أربع سنوات بدور الإمارات في دعم الخير، وأضافت أنها ترغب من خلال عملها هذا في أن تقرب للأذهان ما يقوم به هذا البلد لفائدة الناس ليقوم الآخرون بمحاكاته في هذا المجال خاصة من الدول المجاورة. وأضافت سلام: يقوم عملنا على أسس، منها الجمع بين الأفراد المقيمين في الإمارات والمنتمين لأصول مختلفة، وجمع التبرعات لتدعيم المؤسسات الخيرية في جميع أنحاء العالم، موضحة أن الشريك الحيوي في هذه العملية هو الهلال الأحمر الإماراتية، مشددة على أن سمول وورد سيعمل على متابعة سير العمل في الجمعيات المدعومة في هذه الدول. منتجات تراثية أقام الجناح السوداني عرضا للمنتجات التقليدية التراثية السودانية منها مجموعة من الحلويات، والأكلات الشعبية، وأدوات تتحدث عن الموروث الثقافي لهذا البلد، إلى ذلك قالت بلقيس بشير حرم السفير السوداني المعتمد لدى الإمارات إنهم سعداء بهذه المشاركة التي تعتبرها فرصة للتعارف والاطلاع على باقي الحضارات من خلال هذا العالم الصغير، حيث تعرض كل هذه البلدان لغة من لغاتها وهو تراثها وملابسها، وأكلاتها. وأشارت إلى أن السفارة تعاونت مع سمول وورد، ونسقت مع الجالية السودانية لتقديم ما يتم تقديمه اليوم، موضحة أن جزءا من ريع الحفل سيعود لأحد مراكز تأهيل الأطفال بالسودان، للمساهمة في تحسين وضعهم.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©