الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الإيمان والاستقامة

الإيمان والاستقامة
25 أغسطس 2009 00:23
روى الإمام مسلم في صحيحه، عن أبي عمرو، وقيل أبي عمرة سفيان بن عبد الله رضي الله عنه قال: «قلت: يا رسول الله قل لي في الإسلام قولا لا أسأل عنه أحدًا غيرك، قال قل: آمنت بالله ثم استقم». ويوضح زين الدين أبي الفرج عبد الرحمن بن شهاب الدين بن أحمد بن رجب الحنبلي البغدادي في كتابه «جامع العلوم والحكم في شرح خمسين حديثًا من جوامع الكلم «أن سفيان بن عبد الله طلب من النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يعلمه كلاما جامعًا لأمر الإسلام كافيًا حتى لا يحتاج بعده إلى غيره، فقال له النبي- صلى الله عليه وسلم -:(قل آمنت بالله ثم استقم) وفي رو اية أخرى (قل ربي الله ثم استقم). وأضاف أن هذا منتزع من قوله تعالى: «إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة أن لا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون». سورة فصلت الآية2- وقوله عز وجل: «إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون أولئك أصحاب الجنة خالدين فيها جزاء بما كانوا يعملون» سورة الأحقاف الآية13. ويذكر عدنان الطرشي في كتابه «ماذا يحب النبي محمد صلى الله عليه وسلم وماذا يكره..؟» أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يحب الإيمان، لقوله عليه أفضل الصلاة والسلام: «اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا» مسند أحمد، وقال الله تعالى: «ولكن الله حبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم» (سورة الحجرات: الآية 7). وللإيمان ستة أركان وقد سأل جبريل عليه السلام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الإيمان فقال عليه أفضل الصلاة والسلام: «أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه ورسله، واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره». أخرجه مسلم في كتابه الإيمان، باب تعريف الإسلام والإيمان. والإيمان قول، وفعل، ويزيد بالطاعة وينقص بالمعصية. قال الله تعالى: «هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم» سورة الفتح: الآية 4 . وقال تعالى: «ويزداد الذين آمنوا إيمانا» سورة المدثر :الآية 31 . وقال تعالى:»وإذا ما أنزلت سورة فمنهم من يقول أيكم زادته هذه إيمانا، فأما الذين آمنوا فزادتهم إيمانا وهم يستبشرون”. سورة التوبة: الآية 124. ويوضح الدكتور عبد الصبور مرزوق، الأمين العام للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بالقاهرة وعضو المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة السابق، في كتابه «رسائل إلى عقل الغرب وضميره عالمية الإسلام وإنسانيته»: إن هذا الحديث اشتمل على خصلتين من أهم الخصال التي ينبغي أن تتوافر في الإنسان المسلم وهما الإيمان والاستقامة. وأضاف أن للإيمان حلاوة لا يجدها إلا من كان فيه ثلاث خصال، قال النبي - صلى الله عليه وسلم-: «ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار» أخرجه البخاري في كتاب الإيمان. وللإيمان شعب كثيرة، قال - صلى الله عليه وسلم- : «الإيمان بضع وسبعون، أو بضع وستون شعبة، فأفضلها: قول لا إله إلا الله. وأدناها: إماطة الأذى عن الطريق. والحياء شعبة من الإيمان» أخرجه مسلم. وحب الرسول - صلى الله عليه وسلم - من الإيمان، قال عليه أفضل الصلاة والسلام: «لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين». أخرجه البخاري. أما الدكتور أحمد عبده عوض الداعية والمفكر الإسلامي، فقد أوضح الشطر الثاني من الحديث وهو الاستقامة، في كتابه «التجارة الرابحة.. المجاهدة والتجارة مع الله» فقال: إن المراد بـ» ثم استقم « يعني الاستقامة على التوحيد الكامل الذي يحرم صاحبه على النار وهو تحقيق معنى لا إله إلا الله، فإن الإله هو المعبود الذي يطالع فلا يعصى خشية وإجلالا ومهابة ومحبة ورجاء وتوكلا ودعاء. والاستقامة ألا يشركوا بالله شيئًا وألا يلتفتوا إلى إله غيره، ثم يستقيموا على أن الله ربهم. ويقصد هنا بالاستقامة أداء فرائض الله والإخلاص له في الدين والعمل والاستقامة على طاعة الله. وأضاف أن الاستقامة هي سلوك الصراط المستقيم، وهو الدين القويم من غير تعويج عن يمينه ولا يساره، ويشمل ذلك فعل الطاعات كلها الظاهرة والباطنة، وترك المنهيات كلها كذلك، فصار هذا الحديث جامعا لخصال الدين كلها. وأصل الاستقامة استقامة القلب على التوحيد، فمتى استقام القلب على معرفة الله وعلى خشيته وإجلاله ومهابته ومحبته وإرادته ورجائه ودعائه والتوكل عليه والإعراض عما سواه استقامت الجوارح كلها على طاعته، فإن القلب هو ملك الأعضاء وهي جنوده، فإذا استقام الملك استقامت جنوده ورعاياه وكذلك فسر قوله تعالى ( فأقم وجهك للدين حنيفًا)سورة الروم- الآية132 بإخلاص القصد لله وحده لا شريك له. وأعظم ما يراعي استقامته بعد القلب من الجوارح اللسان فإنه ترجمان القلب والمعبر عنه. ولهذا لما أمر النبي- صلى الله عليه وسلم- بالاستقامة وصاه بعد ذلك بحفظ لسانه. ففي مسند الإمام أحمد عن أنس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال «لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه، ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه». وفى رواية الترمذي عن أبي سعيد مرفوعًا وموقوفًا «إذا أصبح بن آدم فإن الأعضاء كلها تفكر اللسان فتقول: اتق الله فينا فإنما نحن بك، فان استقمت استقمنا، وإن اعوججت اعوججنا».
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©