الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الحدائق الخالية!

22 مارس 2011 21:35
مرات عديدة تحدثنا عن الحدائق الصغيرة التي تتوسط التجمعات السكنية، وأهميتها في الحياة الاجتماعية، والمظهر السياحي أيضاً، كان ذلك مطلباً شعبياً طالما نادينا به ونبهنا إليه. وبالفعل تم تنفيذ هذا المشروع، وسعدنا جداً عندما رأيناهم يقومون بتنفيذه، واعتقدنا أن المشهد الاجتماعي في مدينة أبوظبي سيتغير بعد ظهور تلك الحدائق، كما يحدث في مدن أوروبية عديدة. المشكلة أنه بعد التنفيذ والافتتاح فوجئنا بشيء ليس له علاقة بما نتمنى، فقد تم التنفيذ بشكل غير مدروس، حدائق صغيرة غير صحية وضيقة، ويمكن القول إنها (محشورة) في أماكن ليست مناسبة لإقامة مثل هذه الحدائق..! النتيجة في النهاية أن هذه الحدائق لم تؤد الرسالة المطلوبة، لا من حيث المواقع ولا من حيث النوعية ولا من حيث المفهوم، وبذلك ضاعت الملايين التي أنفقت بلا استفادة. وفي الحقيقة، لا أدري لماذا لا نأخذ الآراء ونقوم بالدراسات قبل أن نجري المشروعات لعامة..؟ هذه المشروعات من المفترض أن السكان والأهالي هم من سيستخدمها، دائماً نجد الأسوار الخشبية العالية التي تخفي عنا ما خلفها لشهور أو سنوات، ثم فجأة تزال الأسوار لنجد مشروعات مخصصة لنا دون أن نعرف عنها شيء، ودون أن نقول رأينا فيها..! لقد ذهبت على تلك الحدائق الجديدة، وحاولت أن أجد طفلاً واحداً يلعب فيها، أو أم تصطحب أطفالها لينطلقوا في الحديقة دون جدوى، وليس ذلك انطباعاً أو فكرة تكونت نتيجة زيارة واحدة، بل عدة زيارات في أوقات وأيام مختلفة، والنتيجة واحدة.. حدائق خاوية. ربما لم يتم اختيار الأماكن الصحيحة، ولم يتم اختيار الطريقة الصحيحة في التنفيذ، فبعض هذه الحدائق على الشارع العام، وتم فصلها بشباك بلاستيكية، مما يتنافى مع الخصوصية والشعور بأنها مثل الحدائق الخاصة الصغيرة. مثل هذه الحدائق تشكل عنصراً مهماً في حياة الأسر الأوروبية، بل وتعتبر خدمة أساسية تساهم في تشكيل وبناء أطفال أصحاء نفسياً واجتماعياً، لذلك لا يجب أن نيأس وان نكتفي بما تم ونتحسر عليه، بل أطالب بأن نعيد دراسة عمليات إنشاء هذه الحدائق، وأن نتعلم من الأخطاء، وأن نعرف أين مواضع الخلل، وأن نهتم بهذا المشروع بشكل أكبر.. والاهتمام يبدأ بسؤال واحد فقط: لماذا عزف الناس عن التوجه إلى هذه الحدائق..؟ ومن الإجابة سنعرف كيف نبدأ الطريق مرة أخرى.. وحياكم الله إبراهيم الذهلي | رئيس تحرير مجلة أسفار السياحية
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©