الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الشاشة» يخرج من البحر ويرسو بالبيوت كقطعة ديكور

«الشاشة» يخرج من البحر ويرسو بالبيوت كقطعة ديكور
29 مارس 2014 00:35
ياسين سالم (الفجيرة) كانت الشاشة وهو قارب صيد مصنوع بالكامل من جريد النخيل، أحد أبرز الوسائل التي يعتمد عليها الصيادون في مناطق الفجيرة، والساحل الشرقي في عمليات الصيد والتنقل بين الأخوار القريبة من الشاطئ في الماضي، نظراً لتكلفتها البسيطة. ومع مرور الأيام والسنين، وبعد قدوم قوارب الصيد الحديثة المصنوعة من «الفيبر كلاس» توارى دور الشاشة حتى كاد هذا النوع من القوارب، يندثر إلا أن بعض الصيادين في الفجيرة وكلباء ودبا تمسكوا بصناعة الشاشة اعترافاً بدورها الكبير في صيد الأسماك. مداخل البيوت وخلال السنوات القليلة الماضية انتعش سوق الشاشة، كما يقول عبدالله محمد سليمان عضو جمعية الصيادين في الفجيرة ،وأحد أبرز المواطنين الذين برعوا بصناعة الشاشة وأصبحت هذه الصناعة جزءاً من حياته اليومية، إن هناك إقبالاً جيداً على شراء الشاشة وبالأخص من قبل السياح، فالكثير من هؤلاء يقتنون الشاشة من أجل تزين مداخل المنازل وواجهات المجالس والمطاعم حتى أصبحت الشاشة تحتل أركاناً أساسية ومساحات واسعة من ديكور هذه الأماكن، حيث ترمز الشاشة إلى التراث البحري الأصيل لأهل الإمارات، بالإضافة إلى منظرها الأنيق الذي تفوح منه رائحة التاريخ، وأصالة الماضي، وعن أهم استخدامات الشاشة في الماضي يضيف عبد الله محمد سليمان إن الشاشة كانت تستخدم بشكل أساسي في الضغية، ويطلق اسم الضغية على صيد الأسماك بالشبك، وكانت الشاشة من قوارب الصيد الأساسية في عملية الضغية. ولأن للشاشة مكانة في نفوس وذاكرة أهل البحر نظمت جمعية الصيادين في الفجيرة قبل عامين بمناسبة اليوم الوطني للدولة سباقاً خاصاً بقوارب الشاشة، تخليداً واعتزازاً بالشاشة ودورها الفعال في الماضي. مهارة الصانع وفيما يتعلق بكيفية صناعتها يقول، إن الشاشة تختلف عن بقية القوارب، فهي تعتمد في المقام الأول على مهارة الشخص، ومدى تمكنه من شغله أما جريد النخل الذي نصنع منه الشاشة، فهو والحمد لله متوافر، فمناطق الفجيرة والساحل الشرقي تزخر بشتى أنواع النخيل، وأفضل الجريد هو جريد نخل الشهل، نظراً لقوته وتماسكه ومقاومته للحرارة والرطوبة وملوحة البحر. وهناك أحجام مختلفة للشاشة بعضها يصل طوله إلى سبعة أمتار، وعرضها إلى متر وارتفاعها إلى متر ونصف المتر، وهي من أكبر أحجام الشاشات على الإطلاق، أما الأحجام الأخرى فتتراوح مابين متر وثلاثة أمتار، ويضم الحجم الكبير أربعة مجاديف والحجم الأصغر مجدافين. ويتم صناعة الشاشة حاليا حسب الطلب، فمعظم الناس تشتري الشاشة بهدف الديكور والزينة، أو الإهداء والاحتفاظ بها كتحف ورمز من رموز التراث، ويتراوح سعر الشاشة، كما يقول عبد الله بن محمد مابين ألف وخمسة آلاف درهم، ومن أجل إعطاء الشاشة حقها من الاهتمام، خصص عبد الله جزءاً جانباً بجوار من نخله في منطقة الفصيل بالفجيرة كورشة لممارسة مهنته في صناعة الشاشة. فعاليات تراثية ولا تستغرق عملية صنع الشاشة مع عبد الله أكثر من ثلاث ساعات، فهو ماهر وأستاذ بامتياز، وهو كذلك يشارك في الفعاليات التراثية والمناسبات الوطنية بهدف تعريف الزوار بالشاشة والدور الذي كانت تلعبه في الماضي، وخلال فعاليات القوافل الثقافية التي نظمتها وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع الأسبوع الماضي في منطقة قدفع على سواحل الفجيرة أخذت الشاشة حيزا كبيرا في ركن البيئة البحرية، الأمر الذي يؤكد الاهتمام المتزايد بهذا النوع من قوارب الصيد التراثية، والتي أصبح لها حضور قوي في المحافل والفعاليات التراثية التي تنظمها المؤسسات الحكومية، لتظل الشاشة وعلى مدار الأيام والسنين، رمزاً من رموز العطاء تجسد حقبة مهمة من تاريخ وسائل صيد الأسماك والتنقل في الفجيرة والساحل الشرقي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©