جمانة حداد توقع عودة ليليت في القاهرة

أقامت دار ''آفاق'' المصرية للنشر حفل توقيع لديوان ''عودة ليليت'' للشاعرة اللبنانية جمانة حداد بمقهى ''ريش'' بوسط القاهرة· واختلف حفل التوقيع، عن كل حفلات التوقيع السابقة في الشكل والمضمون والمكان، فقد اقيم في ''بدروم'' كان ملتقى الاديب الراحل نجيب محفوظ بتلاميذه ومريديه، وتوافد على الحفل الكُتاب والمثقفون المصريون، وحضرته جمانة حداد، ''أو امراة النار والتمرد'' كما تلقب نفسها في أزياء أنيقة متحررة تناسب نجمة سينمائية متألقة، وكأنها تعلن تمردها على الشكل التقليدي المعروف للشاعرة العربية، وحينما القت اشعارها لم تلقها كما يلقي الشعراء، ولكن وفق نظام ممسرح وخطة والكثير من المؤثرات، فكانت تقرأ القصيدة أو الجملة الشعرية، مع صوت الفنانة الاوبرالية رحاب مطاوع التي تعيدها ممطوطة ومنغمة، وهو اداء مسرحي ليس وليد اللحظة ولكنه نتاج تدريب وبروفات ستتمخض قريبا عن اسطوانة مدمجة لقصائد ديوان ''عودة ليليت'' بصوت الفنانة رحاب مطاوع وتلحين الموسيقار اللبناني محمود تركماني· حفل التوقيع دعت اليه الكاتبة سوسن بشير صاحبة ''دار أفاق'' وأداره الكاتب سيد محمود وحضره جمهور غفير من المثقفين المصريين يتقدمه الروائي الكبير بهاء طاهر والمترجم بشير السباعي والروائي يوسف ابو ريه وغيرهم، واستهلت حداد بالتعبير عن سعادتها بالوجود في مصر، مما يعد ولادة شعرية جديدة لها والقت عددا من قصائد ديوانها· وقدمت الناقدة الدكتورة شيرين أبوالنجا قراءة سريعة لديوان ''عودة ليليت'' كنموذج من تجربة جمانة حداد التي تعتبرها من التجارب المهمة في الشعر العربي الجديد· وقالت: اهم ما في الديوان انه يقدم محاولة جادة لإعادة قراءة الأسطورة من خلال شخصية ''ليليت'' المرأة التي ظهرت في الكتب القديمة بوصفها الشيطانة المتمردة، وهي شخصية تم تناولها او نقلها من مصاف الاسطورة الى مصاف الأدب في عدد من الاعمال بمختلف اللغات ابتداء من مسرحية الشاعر الألماني غوتة الشهيرة ''فاوست'' وانتهاء بديوان ''اغنية ليليت'' للشاعرة الكندية من اصل ياباني جوي كوغاوا الصادر عام ·2000 وقالت ان جمانة حداد قدمت ''ليليت'' في الديوان بنظرة وزاوية واحساس جديد، فهي تشيد بالصفات السلبية في اسطورة ''ليليت'' باعتبارها صفات جيدة، بل مرغوبة ومشتهاة، كما تقدمها باعتبارها امراة ملعونة تطمح للجمع بين الجنسين في جنس واحد، وهذا يعتبر جوهر الكتابة النسوية فهي تسعى دائما للجمع بين صفات الجنسين· وأوضحت أن ''عودة ليليت'' لا يتعامل مع الاسطورة الراسخة المتوارثة باعتبارها الاصل ولكن باعتباها حكاية تتجدد اصولها مع اعادة الحكي عبر الزمن، كما ان الديوان يكشف عن كل المسكوت عنه من خلال شخصية ليليت الملعونة عبر الازمنة· واختتم الحفل بكلمة للشاعر حلمي سالم حدد فيها ما اعتبره اهم ملامح ديوان ''عودة ليليت'' وتجربة جمانة حداد بشكل عام في خمس نقاط منها الدراية العميقة باللغة وهذا ما يميزها بين مجايليها من الشعراء الشبان الذين اشتهروا في الغالب بالتهاون في اللغة والجهل باسرارها، وهناك الاستفادة بالثقافة والتاريخ واتساع المعرفة الأدبية والأسطورية في صناعة القصيدة، ثم الموسيقى المضمرة في النصوص والتي تبعدها عن النثرية التي تهيمن على معظم انتاج الشعراء الجدد، وتتميز تجربة جومانة حداد بعدم الابتعاد عن المجاز والصور الشعرية المركبة مثلما شاع بين الشعراء الجدد· و''عودة ليليت'' هو الديوان الرابع لجمانة حداد، وصدرت طبعته الأولى عن دار النهار اللبنانية، وأقيم له حفل توقيع مماثل في بيروت قدمه الروائي المعروف الطاهر بن جلون·