الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

أسواق الأسهم المحلية تتهيأ لاستعادة مستويات ما قبل الأزمة المالية العالمية

أسواق الأسهم المحلية تتهيأ لاستعادة مستويات ما قبل الأزمة المالية العالمية
28 مارس 2014 23:00
مصطفى عبدالعظيم (دبي) تتهيأ مؤشرات أسواق الأسهم المحلية خلال الأسبوع الجاري لاستعادة مستوياتها قبل الأزمة المالية التي ضربت الأسواق العالمية في سبتمبر 2008، مستفيدة من ماراثون الارتفاعات المتواصل منذ بداية العام واختراقها القمة تلو الأخرى لتقترب بقوة من أعلى قمم لها في ست سنوات، بحسب توقعات محللين ماليين. ورجح هؤلاء أن تختبر الأسواق خلال الجلسات المقبلة حواجز مقاومة رئيسية ونفسية جديدة، مدعومة بزخم السيولة في الأسواق خاصة مع بدء المستثمرين في إعادة ضخ ما يتراوح بين 6 إلى 7 مليارات درهم من سيولة أرباح الأسهم المعومة، فضلاً عن التأثيرات الإيجابية المتوقعة مع بدء إعلان الشركات عن نتائج الربع الأول من العام الحالي، واستمرار المحركات الدافعة لصعود الأسـواق في تعزيز جاذبية الأسهم للمستثمرين. ويرى هؤلاء أن الأسواق باتت مهيأة أكثر من أي وقت مضى لاستعادة قمم ما قبل الأزمة المالية العالمية، حيث يقترب مؤشر سوق أبوظبي من استعادة مستوى 4900 نقطة وصولاً إلى مستوى الخمسة آلاف، وكذلك سوق دبي المالي الذي لا يفصله عن الحاجــز النفـسي 4400 سـوق 20 نقطة فقط، ليستهدف القمة المقبلة عند 4500 نقطة. ورجح الخبير المالي وضاح الطه، أن يسيطر المسار الأفقي على تداولات الأسهم خلال الأسبوع المقبل، وذلك قبل بدء الشركات في الإعلان عن نتائجها للربع الأول، ومن بعدها تبدأ الأسهم في استعادة مسارها الصعودي مجدداً، لافتاً إلى أن المحرك الأهم في دفع السوق خلال الأسبوع الجديد سيتمثل في تزايد مستويات السيولة نتيجة قيام المستثمرين الأفراد بإعادة ضخ توزيعات أرباح للأسهم الحرة تتراوح بين 6 إلى 7 مليارات درهم، في الأسواق مرة. وأوضح أن هذه السيولة التي ستتقاسمها الأسهم وأي من الاكتتابات المتوقعة قريبا، ستدعم الاتجاه الصاعد للأسواق، لكن في المقابل ستشهد الأسهم التي وصلت إلى مرحلة من التضخم في مكررات الربحية والتي باتت بين الأعلى خليجياً يتوقع أن تواجه عزوفاً من قبل مدراء المحافظ الذين سيتجهون للتركيز على الأسهم غير المتضخمة، والتي مازالت تمتلك مقومات الصعود كونها لم تتحرك كثيرا في الفترات السابقة. وأضاف أن التذبذبات المحدودة التي شهدتها الأسواق خلال الأسبوع الماضي جاءت نتيجة عمليات جني أرباح طبيعية تزامنت مع غياب الأخبار والمحفزات الإيجابية للسوق، وذلك في أعقاب فترة من الارتفاعات المتتالية، الأمر الذي دفع المستثمرين للإقدام على البيع خاصة في آخر جلسات الأسبوع بعد أن ظهرت مؤشرات على توقع اتجاه السوق نحو مرحلة تذبذب قصيرة إلى حين بروز محركات جديدة مع بدء إعلان الشركات لنتائج الربع الأول والتي عادت من تبادر بها البنوك في الأسبوع الأول من شهر أبريل والتي ستسهم في تحديد بوصلة السوق للفترة المقبلة باتجاه الاستقرار. بدوره، توقع محمد علي ياسين العضو المنتدب لشركة أبوظبى الوطني للأوراق المالية استمرار الأداء الجيد للأسهم خلال الفترة المقبلة بالتزامن مع دخول سيولة جديدة من المستثمرين أفراد ومحافظ وصناديق استثمار محلية وأجنبية. وأوضح أن تزامن وصول أموال التوزيعات النقدية للمستثمرين مع بدء الشركات في الإعلان عن نتائج الربع الأول سيكون أهم المحفزات الداعمة لأسواق الأسهم للعودة من جديد لاستكمال مسارها الصاعد خاصة مع توقع الأداء الجيد للشركات في الربع الأول. وأكد ياسين أنه في ظل عدم توفر منتجات استثمارية بديلة للأسهم تعطي عائداً مجزياً مثل السندات والصكوك والودائع وكذلك العقارات، يتوقع استمرار المزيد من التدفقات النقدية لأسواق الأسهم المحلية، مشيراً إلى ارتفاع سوق دبي المالي منذ بداية العام بنحو 30%، ونحو 13% لسوق أبوظبي للأوراق المالية. وقال إن العوامل المحفزة لانتعاشة الأسهم ما زالت حاضرة بقوة لترسيخ جاذبية الأسواق لمزيد من السيولة المحلية والخارجية، فضلا عن المحفزات الجديدة التي تزيد من شهية الإقبال على الأسهم وفي مقدمتها إعلان شركة إعمار العقارية عن طرح شركة إعمار لمراكز التسوق للاكتتاب العام والذي يتوقع أن يعزز من فرص صعود السهم لمستويات أعلى نظرا لما سيمنحه من عائدات قوية للمساهمين، وكذلك اقتراب ترقية أسواق الدولة على مؤشر مورجان ستانلي. من جهته، توقع جمال عجاج مدير عام مركز الشرهان للأسهم والسندات، أن تحافظ الأسهم المحلية على مسارها الصاعد خاصة في تعاملات مطلع أبريل بعد الانتهاء من عمليات تصفية المراكز التي تحدث في ختام الشهر، لاسيما وأن كل المؤشرات تشير إلى إمكانية تحقيق المؤشرات قفزات جديدة. وأوضح أن ارتفاعات القمم السعرية الجديدة التي سجلتها بعض الأسهم القيادية في تعاملات الأسبوع الماضي تعكس مستويات الثقة المرتفعة في الأسواق في أعقاب اجتيازها اختبار التصحيح الذي شهدته خلال جلسات النصف الأول من شهر مارس الجاري، وتأكيداً على ارتفاع معنويات المستثمرين، خاصة بعد النتائج القوية للشركات وإعلان العديد منها عن توزيعات سخية فاقت في معظمها توقعات المراقبين. وأضاف أن السوق يتهيأ لدخول سيولة التوزيعات مجددا للاستثمار في الأسهم، متوقعاً أن تشهد الفترة المقبلة مزيدا من الارتفاعات في مستويات السيولة المتداولة، مشيراً إلى أنه من الطبيعي أن يتم إعادة تدوير جزء لا بأس به من توزيعات الأرباح إلى السوق مرة أخرى، وبخاصة في ظل ما تشهده الأسعار من تحسن متواصل منذ بداية العام، وامتداد للقفزات الاستثنائية في العام 2013. وقال وليد الخطيب، مدير التداول في شركة ضمان للخدمات المالية، إن نطاق تذبذب الأسواق خلال الأسبوع الماضي، كان مقبولاً ويعكس الرغبة القوية لدى المستثمرين في التمسك بالأسهم، وهو ما كان بارزا في تعاملات سوق دبي المالي خلال الأسبوع والتي لوحظ أنها تبدأ تداولاتها بترقب وحذر واستقرار في قيم التداول، وعدم حدوث عمليات بيع كثيفة، ومن ثم تتزايد عمليات الشراء مع ضخ المزيد من السيولة. وأكد أن إغلاق مؤشر سوق دبي المالي فوق حاجز 4380 نقطة يعتبر أمرا إيجابيا، نحو الاستعداد لاختراق حواجز مقاومة جديدة، مشيراً إلى أن ثبات المؤشر فوقها لعدة جلسات سيفتح المجال إلى كسر المؤشر حواجز 4400 و4500 وخصوصاً في ظل حالة التفاؤل التي تسود الأسواق. ولفت الخطيب إلى ما تشهده الأسواق حالياً من عمليات تأرجح محدودة خلال الجلسة الواحدة، يعد أمرا طبيعياً خاصة وأننا ما زلنا في موسم استحقاقات الأرباح، وترقب المستثمرين لتوزيعات شركات الرئيسية مثل إعمار العقارية وأرابتك ودريك أند سكل ودبي للاستثمار، وغيرها من الشركات الأخرى، الأمر الذي يبقي محفزات صعود الأسواق في دائرة الضوء، مشيراً إلى أن الأسواق تعطي دوماً مؤشرات على استمرار الأداء الجيد للأسواق خلال الفترة المقبلة، التي يتوقع أن تستقبل العديد من المحفزات الجديدة مع بدء العد العكسي لتفعيل قرار ترقية أسواق الإمارات على مؤشر مورجان ستانلي نهاية أبريل المقبل. من جهته، قال طه نعمان الرئيس التنفيذي لشركة دبي الإسلامي للخدمات المالية إن اختبار الأسهم لمستويات سعرية جديدة خلال الأسبوع الماضي عكست قدرة السوق على الاستيعاب السريع لعمليات جني الأرباح رغم غياب زخم الأخبار الإيجابية والمحركات الدافعة، لافتاً إلى أن هذه الفترة عادة ما تشهد تذبذباً في الأداء مع توزيع الشركات لأرباحها وتنقل المستثمرين من أسهم لأخرى، لكن يبقى الاتجاه الصعودي هو الغالب على المدى الأطول، نتيجة الثقة الكبيرة لدى المستثمرين في أداء الشركات والأسواق. وأوضح أن الفترة المقبلة ستشهد عودة الزخم للأسواق مع بدء إعلان الشركات لنتائج الربع الأول والتي يتوقع أن تحمل مؤشرات إيجابية، في ظل استفادة الشركات من البيئة التشغيلية المزدهرة في السوق المحلي، يتبعها دخول تدريجي للمحافظ والصناديق الأجنبية للشراء بالتزامن مع اقتراب موعد تفعيل ترقية أسواق الإمارات على مؤشر(إم إس سي آي) للأسواق الناشئة. ويرى مدير شركة الإمارات دبي الوطني للأوراق المالية، عبدالله الحوسني، أن حالة الازدهار التي تشهدها الأسواق المالية منذ بداية العام وما صحبها من زخم متزايد في مستويات السيولة، بمثابة نواة تؤسس لمرحلة جديدة لانطلاق أسواق الأسهم المحلية نحو استعادة مشهد الانتعاش الذي كانت عليه قبل الأزمة المالية العالمية في سبتمبر 2008. وتوقع الحوسني استمرار الموجة الصعودية للأسهم واختراق المؤشرات لمستويات جديدة، مع تزايد مستويات ثقة المستثمرين في الأسهم وأجواء التفاؤل التي تسود أوساط المستثمرين بعد إعلان شركة إعمار العقارية عن خططها لطرح شركة إعمار لمراكز التسوق للاكتتاب العام، بالإضافة إلى ترقب المستثمرين لسلسة اكتتاب جديدة، منها ما تم الإعلان عنه، ومنها ما يجري الحديث حوله حالياً والتي تتميز في مجملها بأنه تأتي من شركات في قطاعات جديدة غير مشمولة في السوق مثل قطاع التجزئة والتعليم والصحة، بما يعكس التنوع الفعلي في اقتصاد دبي، مستبعدا في الوقت ذاته أن يشهد هذا العام الحديث عن إدراجات لشركات عقارية أو مصرفية أو خدمات مالية جديدة نظرا لتشبع السوق من هذه الشركات.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©