«جوجل كروم» يطلق العنان للابتكارات الشخصية

ينتظر هواة الغرق في بحر الإنترنت بفارغ الصبر إطلاق نظام التشغيل الواعد «جوجل كروم أو إس» Chrome OS بعد أن انتشرت الأخبار المتعلقة بقدراته الخارقة على تصفّح الإنترنت بسرعة عالية. ويتيح «كروم» إمكانية التنزيل التلقائي لحزم برامج التحديث لسد الثغرات الأمنية وعلاج أي مشكلات فنية تطرأ على البرنامج بدون أي تدخل من المستخدم، وهو ما يغنيه عن الحاجة لزيارة موقع الدعم الفني الخاص بالمتصفح للقيام بعملية التحديث بنفسك. وبالرغم من أن «جوجل» لا تتوقع إطلاقه في الأسواق بصورته النهائية قبل نهاية العام الجاري، إلا أن عدداً من الهواة تمكنوا من الحصول على النسخة الاختبارية الأولى للنظام وراحوا يوظفون فيها قدراتهم الابتكارية على التطوير. وكانت شركة «جوجل» فتحت الباب أمام المطوّرين الهواة لإضافة المزيد من الحلول والوظائف المهمة للنظام، ووعدت بالأخذ بكل ما هو مفيد منها ومكافأة المبدعين في هذا المجال. ويذكر أن «جوجل» كانت قد طرحت على موقعها الإلكتروني نسخة اختبارية قابلة للتنزيل على سطح المكتب من «كروم» تحت الاسم المحرّف «كروميوم» Chromium حتى تسمح لهواة ابتكار الحلول الشبكية بالمساهمة في تطوير النظام. وبالرغم من أن هذه المساهمات لم ينقضِ عليها إلا أشهر قليلة، إلا أن الهواة تمكنوا من إضافة حلول ووظائف جديدة للنظام وصفتها «جوجل» بأنها حققت من النجاح ما لم يكن يخطر على بال. ومن ذلك مثلاً أن أستاذاً لإحدى المدارس الثانوية في ولاية واشنطن الأميركية يدعى جوردن وينج، تمكن من تطوير النسخة الاختبارية من «كروم» والتي كانت معدّة أصلاً للتشغيل في أجهزة الكمبيوتر الشبكية «النيتبوك» حتى أصبحت صالحة للاستخدام في عشرات الأنواع من الكمبيوترات الشخصية، كما هيأت النظام لأن يتحوّل إلى مشروع استثماري مفتوح أمام كل من يريد استثمار قدراته الإبداعية في تطويره. ويقول وينج في وصف «كروم أو إس»: «إن الفكرة الأساسية من وراء ابتداع هذا النظام تكمن في هدف محدد هو الإبحار في عالم الإنترنت بسرعة غير مسبوقة. ولقد وجدت أن ذلك يمثل شيئاً مهماً جداً بالنسبة لي». وعندما يتم إطلاق النظام للتشغيل رسمياً، فسوف يمثل حصان السبق لشركة «جوجل». ولن يمثّل هذا النظام البوابة الواسعة لدخولها القوي إلى سوق أنظمة التشغيل التي تسيطر عليها شركة مايكروسوفت منذ بداية إطلاق خدمات الإنترنت فحسب، بل إنه سيفتح الباب أمام عصر جديد في عالم الحوسبة واستخدام الشبكات. وقد يتساءل المرء: ما الهدف الأساسي من بناء «كروم أو إس» بوجود متصفحات شهيرة مثل «إنترنت إكسبلورر» من مايكروسوفت، و«سفاري» و«فايرفوكس» من «آبل»، وغيرها من أنظمة التشغيل؟. والجواب عن هذا السؤال حاضر سلفاً في أذهان خبراء «جوجل» الذين يقولون إن «كروم أو إس» تمّ تصميمه بحيث يسمح لأجهزة الكمبيوتر بدخول صفحات مواقع الإنترنت خلال ثوانٍ. وسوف يتيح النظام لمستخدمي الكمبيوتر إجراء كافة عملياتهم على الخطّ (أو فوق السحاب) بما في ذلك تخزين ومعالجة البيانات والنصوص على المواقع المتخصصة من دون الحاجة لاستخدام برمجيات التنزيل المحلية على الكمبيوتر الشخصي ذاته. وسوف يتلقى مستخدمو النظام «كروم أو إس» تحديثات متواصلة للبرامج التطبيقية التي يضمّها بما فيها أنظمة الحماية، كما أن معظم البيانات المتعلقة بالمستخدم سوف يتم حفظها على خوادم جوجل ذاتها. عن صحيفة «إنترناشونال هيرالد تريبيون»