الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

أفريقيا سوق جديد للمستهلكين يشترط الابتكار

أفريقيا سوق جديد للمستهلكين يشترط الابتكار
21 يونيو 2016 19:01
باريس (أ ف ب) قالت مجموعة للاستشارات المالية، إن أفريقيا تفتقر إلى البنى التحتية وشركات التوزيع والشبكات الإعلانية، لكنها تتسم بميزة اقتصادية فقدتها الاقتصادات التي توصف بـ«الناضجة»، وهي المستهلكون.. «المتفائلون الراغبون في الإنفاق». وكتبت مجموعة «بوسطن كنسالتينج جروب» في دراسة بعنوان «شعور المستهلك الأفريقي 2016» نشرت أمس، أن عدد المستهلكين الأفارقة سيبلغ 1?1 مليار شخص في غضون خمس سنوات، أي «ما يفوق أوروبا وأميركا الشمالية مجتمعتين». ودعت المستثمرين إلى إعادة النظر في استراتيجياتهم حيال القارة، في الدراسة التي شملت 11 ألفا و127 شخصاً في أحد عشر بلداً أفريقياً، خصوصاً نيجيريا وساحل العاج ومصر وإثيوبيا التي شهدت نسبة نمو بلغت 10?5% في 2015. وعرفت المجموعة المستهلك بأنه كل شخص يبلغ عمره بين 18 و75 عاماً، ويتراوح دخله المنتظم بين 50 وسبعة آلاف دولار شهريا. وهذا ما ينسف كل التكهنات المتعلقة ببروز الطبقة الوسطى، باعتبارها السوق الوحيدة المحتملة. وقالت ليزا ايفرز، المديرة المشاركة للمجموعة في مكتب الدار البيضاء، إن «مفهوم الطبقة الوسطى مستورد من مجتمعاتنا الغربية، وأدى إلى كثير من الالتباس حول أفريقيا». وأضافت أن «الحقيقة الاجتماعية الاقتصادية في أفريقيا تتباين تبايناً كبيراً من بلد إلى آخر، وتختلف عن تلك القائمة في الأسواق التي تتسم بنضوج أكبر. وهذا لا يؤثر إطلاقاً على مفهومنا المتعلق بالاستهلاك الأفريقي المحتمل». ويقر جوليان جارسييه، مدير مركز «ساجاسي للبحوث» الاقتصادية المتخصصة حول أفريقيا، بأن القارة «ما زالت بعيدة عن مجتمعات الاستهلاك كما نعرفها». ويذكر جارسييه في هذا المجال بأن «الطبقة المتوسطة الأفريقية تفضل القيام بشراء المواد الغذائية من متاجر الحي وليس من السوبر ماركات». لكن جارسييه الذي يتبنى ما توصلت إليه مجموعة بوسطن الاستشارية، يؤكد «وجود رغبة قوية للاستفادة من النمو الذي غالبا ما يتوزع بين الأثرياء وقسم صغير من الطبقة المتوسطة، وهي رغبة في العيش على مستوى أفضل والحصول على الخدمات». وقال جوليان جارسيه، المقيم في نيروبي، «إن مشاكل التوزيع ونقص البنى التحتية غالباً ما تكون هي نفسها، لكن عادات الاستهلاك تختلف اختلافاً كبيراً بين بلد وآخر». وأضاف «في كينيا، لا يحتسون القهوة، لكنهم يشربون كثيراً من مشتقات الحليب. والعكس في نيجيريا. الشركات الصناعية لا يمكن أن تتطور في كل مكان بطريقة واحدة». والعائق الآخر أمام الاستهلاك في القارة الأفريقية، يتمثل بضعف الخدمات المصرفية. وحول هذه النقطة، تشجع مجموعة بوسطن الاستشارية المستثمرين على التفكير في التكامل المصرفي بفضل الهاتف النقال، كما حصل بنجاح في كينيا على سبيل المثال، بفضل شركة مبيسا. وذكرت المجموعة بأن «250 مليون أفريقي لا يشملهم النظام المصرفي سيمتلكون بحلول 2019 هاتفاً نقالاً، ويحصلون على عائد لا يقل عن 500 دولار شهرياً». وفي ساحل العاج وحدها، ارتفع عدد مستخدمي الإنترنت من مئتي ألف مشترك في 2008 إلى ثمانية ملايين في 2016، بفضل شبكة 3 جي. ويشهد قطاع التقنيات الجديدة الأفريقي تطوراً، أولاً، عبر الوصول إلى الإعلان، لكن أيضاً بفضل مواقع الشراء على الإنترنت، كمنصة جوميا النيجيرية التي تعرض مجموعة واسعة من المنتجات التي تسلم في المنازل للتعويض عن التقصير في مجال التوزيع. وفي ساحل العاج، يريد موقع جديد لمقارنة الأسعار، تقديم المساعدة على صعيد «السعي إلى خفض غلاء المعيشة» الناجم عن الاحتكارات في بوابات الإنترنت أو التوزيع الكبير أو التقاعس في إعلان الأسعار. وما زالت كل هذه المبتكرات تركز على فئة الشبان والمدن. لكن الفقراء أو البعيدين عن مركز النشاط الذين تهملهم الفعاليات الاقتصادية حتى الآن، يشكلون أيضا سوقا للمستهلكين المحتملين. وفي هذا المجال أيضاً، يتعين على شركات التوزيع البحث عن أساليب مبتكرة. وفي كينيا، طرأت في ذهن احد الصناعيين فكرة بيع العسل في أكياس صغيرة لدى خروج التلامذة من المدارس بسعر زهيد.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©