لا تخلو الدراما الخليجية من أدوار الرجل “السكيّر”، الذي يعاقر الخمر ليلاً، نهاراً، وبات وجود هذه الشخصية في الأعمال الرمضانية أمراً معتاداً، وهو ما يرفضه الفنان الكويتي علي جمعة - الذي قدم دور الرجل السكيّر أكثر من مرة - ، إذ يرى أن بعض المسلسلات في رمضان تُقدم مشاهد تغضب المشاهدين تتضمن الرقص الإباحي، والمشروبات الروحية، “وهو أمر لا يجوز، بل يجب أن يتم حذف مثل هذه المشاهد في المونتاج”.
لكن جمعة لا يجد أن أدوار السكير تسيء للممثل، “بل تساهم في شعبيته، لأنه يقدم رسالة ذات مضمون، كما أنها تصل للناس بسرعة لو كانت مغلفة بالكوميديا وخفة الدم”. معترفاً بأنه بقي أسير أدوار الشر فترة طويلة، “حتى تمكنت من التخلص منها، فربما رأى بعض المخرجين أن ملامحي أقرب إليها فأسندوا لي النماذج السلبية، مثل الظالم، والعنيف، وأخيرا دور الأب شديد البخل، وهذه الشخصيات كلها من واقع الحياة”.
فيما هاجم زميله الفنان حسين المنصور بعض الأفلام المصرية التي تتعمد تشويه صورة المواطن الخليجي وتقديمه على أنه مجرد “سكيّر” ومرتاد للبارات والملاهي الليلية خلال سفرياته إلى الخارج. وقال: “لدينا ملاحظات على مضامين أفلام معينة تظهر الخليجي كأنّ لا همّ له سوى ارتياد البارات وصرف الأموال الباهظة على اللهو، وهي صورة مشوّهة تماما للشخص الخليجي الذي يسافر إلى الخارج للاستمتاع مع أفراد أسرته وأبنائه”.
وأشار الفنان الكويتي إلى أن شركات الإنتاج الكويتية امتنعت عن دعم مثل هذه الأفلام، مضيفا “نعلم أن دول الخليج هي سوق كبيرة لشراء بعض الأفلام المصرية وعرضها، ولا تخلو دور العرض في الكويت من فيلم عربي على مدار السنة”، ودعا المنصور في الوقت نفسه المخرجين إلى وضع هذه المسألة في الاعتبار عند تصوير الأفلام المصرية، كي لا نقع في خصام وتراشق كلامي عبر الصحافة ووسائل الإعلام.
وهو الحديث الذي أغضب الفنان الكويتي عبد الإمام عبد الله -خاض أكثر من تجربة سينمائية في مصر- مستهجناً الهجوم الذي شنه ابن جلدته المنصور على الأفلام المصرية، وأنها أساءت للممثل الخليجي، حيث تظهره دائما في أفلامها بصورة السكير والعربيد.
وأكد أنه لم يسئ للشخصية الخليجية عندما جسّد ثريًّا يلهث وراء ملذاته في أحد الأفلام المصرية، ولكن كان يرغب في توضيح أنماط مختلفة من الشخصيات العربية، مشيرا إلى أنه “ليس معقولا أن نظهر الخليجي كشخص ملائكي على الدوام”.
وأضاف: “للأسف يوجد فهم خاطئ للغة الأفلام المصرية التي تختلف كليّا عن التعامل مع التلفزيون والفيديو، ومن خلال تجارب الفنانين الخليجيين يمكن التأكيد على أن الأفلام المصرية ساهمت إلى حدّ كبير في تعريف المشاهد العربي بالممثل الخليجي الذي كان قد حقق شهرته من خلال الشاشة الصغيرة”، معتبراً من يقول غير ذلك بأنه “كلام فارغ ومجاف للحقيقة”.
مشدداً على أنه لا يريد أن يكون في موضع شد وجذب مع زميل آخر “لكن من يدعى أن الأفلام المصرية أساءت للممثل الخليجي وأظهرته بصورة مسيئة مخطئ تماما”.
وعلل ذلك بقوله: “ لم أسئ لنفسي من خلال تجربتي في فيلم “كباريه”، إنما جسدت شخصية رجل ثري يلهث وراء ملذاته ويمارس حياة البذخ والإسراف التي يمارسها هذه النوعية من الرجال، وطرحنا من خلالها وصف العرب بما فيهم الصالح والطالح”.
عدد اليوم
