الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

نورماندي تتيح لزائريها مشاهدة «زنابق الماء» للرسام مونيه

11 مايو 2010 21:08
في جو مشمس تقف فتاة يابانية شابة على جسر وهي ترتدي زيها الحريري باللون الكريمي وتحمل في يديها مظلة خفيفة وتغطي شعرها بقبعة من القش. وهي واقفة لفترة طويلة تحملق في بركة مياه وتعبيرات وجهها تبدو كما لو أنها تقف في وضع أمام رسام يرسم لها صورة. ولكن كلود مونيه رسام القرن التاسع عشر والذي في الواقع عمل من هذا المكان قد توفي. إلا أن الزوار في تلك الأيام لا يحتاجون إلى وقت كبير مثلما فعل رسام مذهب الانطباعية في مكان البركة المائية المشهورة بزنابق الماء في جيفرني بمنطقة نورماندي الفرنسية. وتدور كاميرات الفيديو وتلتقط عدسات التصوير الصور وجماعة السياح القادمة من آسيا سعيدة بالصورة الحقيقية التي أمامهم. وجيفرني هي المكان الذي يقصده المعجبون بالرسام مونيه. وأمضى الرسام الذي توفي في عام 1926 عن عمر 86 عاما ودفن أيضا هناك أكثر من 40 عاما في هذه القرية بجنوب شرق نورماندي. ويقع منزل مونيه ذو الحديقة الكبيرة في شارع سمي منذ أمد بعيد باسمه. ومن الطبيعي أن يتوجه الزوار أولا إلى المنزل الرئيسي والحديقة. والتعرف على المكان الذي أمضى فيه مونيه أيامه ولياليه قد يكون أمرا ممتعا بالنسبة للبعض. ولكن ليس الاهتمام الحقيقي للزيارة هو إلقاء نظرة على المطبخ بجدرانه الزرقاء والبيضاء، أو مشاهدة مجموعة مونيه للوحات اليابانية في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر والمعلقة على الجدران في كل مكان بالمنزل. وفي النهاية يحين وقت الخروج من المنزل إلى الحديقة التي تتسم بالفوضى الملونة حيث زهور عباد الشمس والقسموس والزهور الأخرى التي تنتشر في المكان. وفي أحد الأركان تسمع أصوات الدجاج ويمتلئ المكان بخليط من اللغات العديدة. ويفصل شارع البركة الشهيرة بزنابق الماء عن الحديقة ولكن الزوار يستخدمون نفقا للوصول السريع إلى هناك. والعثور على الجسر الموجود فوق البركة الذي رسمه كلود مونيه كثيرا ليس أمرا سهلا للغاية فهناك العديد منها وكلها ملونة باللون الأخضر، في حين أنه في لوحات مونيه يظهر الخشب ذو بريق يميل إلى اللون الأزرق. وضمانا للتصوير على الجسر المقصود، يلتقط الكثير من الزوار صورة لأصدقائهم على كل جسر حيث يبتسمون ابتسامة عريضة أمام الكاميرا أو ينظرون للأفق البعيد وعلى وجههم تعبير حالم. وخلال الصيف الحالي ينتظر أن تستقبل جيفرني ومنزل مونيه عددا أكبر من الزوار عن الأعوام الأخرى لأن نورماندي تعد العدة لمهرجان واسع النطاق عن المذهب الانطباعي في الفن. ويعتزم تنظيم أكثر من 200 فاعلية كما سيشارك متحف أصحاب المذهب الانطباعي الذي افتتح في جيفرني في عام 2009 أيضا بمعرض يمتد حتى 18 يوليو. والذين يأخذون طريقهم إلى المناسبات الفنية في جيفرني يتوقفون عند روين على نهر السين ويصلون بشكل تلقائي إلى “نورمان إل أية” في لي أنديلس. وفي شمال المدينة تقع أطلال قلعة شاتو جايلارد. وبنى القلعة في نهاية القرن الثاني عشر الملك الإنجليزي ريتشارد قلب الأسد الذي خاض صراعا دمويا مع خصمه الفرنسي فيليب أوجست على حكم نورماندي. وبعد ثماني سنوات من بدء تشييد القلعة حسم الصراع لصالح فرنسا. وفقدت القلعة أهميتها وبدأت في التقلص. وقد تم إعلانها أثرا تاريخيا وطنيا في عام 1862.
المصدر: نورماندي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©