الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المخ يحتوي على 50 مليار خلية تحدد مصير الإنسان

المخ يحتوي على 50 مليار خلية تحدد مصير الإنسان
24 أغسطس 2009 01:31
وهب الله سبحانه وتعالى الإنسان عضوا عظيم الأهمية• يؤثر على الحياة تأثيرا كبيرا، أنه المخ الذي يعتبر من أثقل الأعضاء وزنا ويحتوي على ما يزيد على خمسين مليار خلية عصبية، وفي جزء منه وهو المخيخ يوجد أكثر من ستين ألف وصلة عصبية تربط الخلايا ببعضها• وتشير الدكتورة مروة عماد الدين - أستاذ التربية وعلم النفس - في بحثها «كيف تنمي ذاكرتك» إلى أن مخ الإنسان يتسع لمساحات هائلة من المعرفة تكفي لتخزين ملايين المعلومات الجديدة كل ثانية، من لحظة الميلاد وحتى آخر مراحل الشيخوخة• ومعنى ذلك أنه لا توجد حدود لحجم المعلومات التي تستطيع الذاكرة أن تسجلها، وتؤكد البحوث العلمية في هذا المجال أننا نستخدم فقط أقل من نسبة عشرة بالمئة من قدراتنا الهائلة على الحفظ، والتذكر وهي القدرات المعجزة التي زود الله بها العقل البشري بل ان معظم القدرات الكبيرة على الحفظ والتذكر مهددة بسبب عدم معرفتنا بقواعد تدريب الذاكرة• وتقوم الذاكرة القوية بحفظ جميع المعلومات مثلما يفعل جهاز الحاسوب، بل وتتفوق عليه في الأمان والمعالجة لفترات طويلة• فالذاكرة أداة من أدوات العقل تقوم بالحفظ، ولا شك أن قدرة العقل تختلف من إنسان إلى آخر وفقا للعوامل الوراثية والتغذية• وظلت الإنسانية زمنا طويلا لا تعرف شيئا محددا عن الذاكرة على الرغم من أنها تمارس دورها الطبيعي في حياة البشر الطبيعيين العقلاء• والمخ هو المسؤول عن الذاكرة التي تحفظ الأحداث والمعلومات، ويتسع المخ البشري لتصنيف وتخزين المعلومات الى الدرجة التي يستطيع معها هزيمة افضل كمبيوتر في العالم، فهو يعمل بسرعة ومرونة رائعة وغير عادية تفوق عمل اي حاسوب، حيث يستطيع التمييز بين أنواع الحيوانات المختلفة ـ على سبيل المثال ـ في جزء من الثانية وبلا أدنى صعوبة• ويقول الدكتور أيمن ابو الروس - أستاذ الفيزياء بجامعة عين شمس - على الرغم من الأبحاث والدراسات العديدة التي أجريت للكشف عن وظائف وخبايا المخ، مازلنا نجهل بعض الأشياء عنه• ومن خلال علم وظائف الأعضاء استطعنا ان نعرف كيفية تحكم وسيطرة المخ على الأعمال التي يقوم بها الجسم وعلى طرق التفكير ونواحي الإدراك إلا ان هناك أشياء لا نعرفها معرفة واضحة مؤكدة• ووجد العلماء اختلافات شكلية بين مخ الرجل ومخ المرأة، وبصفة عامة فإن مخ الرجل أثقل وزنا من مخ المرأة، وبه تعاريج على سطحه اكثر عددا وتعقيدا، وكلما زادت هذه التعاريج عددا وتعقيدا فإن نسبة الذكاء تكون أكبر• ولا توجد منطقة في المخ تختص بالذكا، وبالتالي لا نستطيع ان نحكم على درجة ذكاء الفرد باختيار جزء من المخ، وكل ما استطاع علماء النفس الوصول اليه لمعرفة درجة الذكاء هو قياس المقدرة على التكيف مع المواقف الصعبة أو طريقة حل المشكلات• وقد أكد القرآن الكريم في أكثر من مئة وثلاثين نصا على استغلال العقل في الفهم والتدبر والتفكير،وأن به يستقيم تمييز الأشياء والحق والباطل، فطرة من غير معلم، وأمرنا الله سبحانه وتعالى بالاحتكام إلى العقل في فهم دقائق منهجه، وبه يتميز الإنسان عن سائر المخلوقات، ومن الآيات التي تناولت العقل قوله تعالى: «وسخر لكم الليل والنهار والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون» وقوله (وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ) • ويشير الدكتور أيمن ابو الروس الى أن العبقرية ليست صفة يولد بها الإنسان وتميزه عن باقي البشر، وإنما هي محصلة للعمل الجاد المنظم والمهارة في ممارسة التفكير المبدع الخلاق والاستفادة من امكانيات المخ الهائلة، فمن الأسرار الحديثة التي تم اكتشافها عن المخ أنه ليس في حالة ساكنة، وانما هو عضو قابل للتحول والاستخدام بأساليب وطرق جديدة وبالتالي نستطيع ان نزيد من الاستفادة من وظائف المخ وأنشطته بتنمية قوى الإدراك والتفكير والبحث• فلو نظرنا إلى المحاولات التي بذلها العلماء حتى يتمكنوا من غزو الفضاء أو صنع الطائرات مثلا فسنجدها بالعشرات، اذ ليس من السهل على الإنسان الوصول إلى ما يحلم به بلا عرق أو جهد وأخطاء• وفي عام 1972 اكتشف العالمان الأميركيان روجر سبري وروبرت اورنستين ان المخ البشري مقسم إلى قسمين يختص كل قسم منهما بعمل معين يقوم به• وكأنهما مخان وليس مخا واحدا ، فالجانب الأيسر أو الفص الأيسر من المخ يتولى السيطرة على مهارات اللغة والحساب أو معرفة الأعداد، ويحلل ويعطي الأسباب، اما الجانب الأيمن فإنه يسيطر على عملية التخيل أو الابتكار، وعلى تفهم الألوان والفراغ ويتحكم في أحلام اليقظة، وعلى الرغم مما يمثله المخ من ثروة عظيمة فإن كثيرا من الناس لا يستفيدون من هذه الثروة بشكل كاف، وهذا يتطلب تنمية واتقان بعض المهارات وعدم تبديد الطاقة في الغضب والانفعال والصياح، مع الاهتمام بالتفكير والتذكر وجمع المعلومات• ويؤكد العلماء أن جميع الناس قادرون على التعلم والابتكار والتفكير الخلاق، ويتمتعون بذكاء وفطنة ـ باستثناء التخلف العقلي ـ حيث إن امكانات العقل البشري وقدراته هائلة، لكن لماذا هناك عباقرة وأغبياء؟ والإجابة أن هذا الاختلاف لا يكمن سببه في مواصفات وامكانيات العقول بقدر ما يكمن في طرق الاستفادة منها وطريقة تغذيتها بالمعلومات والمهارات، فالعقل أشبه بجهاز كمبيوتر فاذا أحسنا استغلاله وتغذيته بالبرامج المنظمة قدم لنا امكانيات وفوائد عظيمة، فما بالنا بالمخ البشري الذي هو بكل المقاييس معجزة من معجزات الخالق عز وجل• إطعام الطعام وإفشاء السلام محمد إسماعيل القاهرة - أخرج الشيخان عن ابن عمرو- رضي الله عنهما- أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم: أي الإسلام خير؟ قال: «تطعم الطعام وتقرئ السلام على من عرفت ومن لم تعرف». يوضح الدكتور أحمد عمر هاشم الرئيس الأسبق لجامعة الأزهر، في كتابه «وسطية الإسلام» أن هذا الحديث اشتمل على خصلتين عظيمتين وهما إكرام الضيف وإفشاء السلام، وقد علمنا الإسلام إكرام الضيف سواء كان مسلما أو كافراً أو غير إنسان من سائر الحيوانات أو غيرها. وأضاف أن العلماء اتفقوا على أنه ينبغي أن نزيد في البشاشة والإكرام للضيف الكافر تأليفا له على الإسلام، ونكرم الأوقات بالطاعات ونكرم الخواطر بتنظيف البواطن من الحرام والشبهات. ويذكر محمد عبدالله الهدار باعلوي الحضري في كتابه «عجلة السباق إلى مكارم الأخلاق» أن الإمام علي كرم الله وجهه قال في مسألة الكرم: إذا أقبلت عليك الدنيا فأنفق منها فإنها لا تغنى وإذا أدبرت عنك فأنفق منها فإنها لا تبقى. وقيل لسعد بن عبادة رضى الله عنه: هل رأيت أسخى منك؟ فقال نعم نزلنا بالبادية على امرأة فحضر زوجها فقالت إنه نزل بك ضيفان فجاء بناقة ونحرها وقال شأنكم بها، فلما كان بالغد جاء بأخرى ونحرها وقال شأنكم بها فقلنا ما أكلنا من التي نحرت البارحة إلا اليسير فقال: إني لا أطعم أضيافي الغاب فبقينا عنده يومين أو ثلاثة والسماء تمطر وهو يفعل كذلك فلما أردنا الرحيل وضعنا له مائة دينار في بيته، وقلنا للمرأة اعتذري لنا إليه ومضينا فلما متع النهار إذا نحن برجل يصيح خلفنا قفوا أيها الركب اللئام أعطيتموني ثمن قراي ثم إنه لحقنا وقال لتأخذنه وإلا طعنتكم برمحي فأخذناه وانصرف فأنشأ يقول: وإذا أخذت ثواب ما أعطيته... فكفى بذاك لنائل تكديراً. وأضاف أن من المنجيات إكرام الضيف: قال - صلى الله عليه وسلم-: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه» رواه الشيخان. وقيل إن مدة الضيافة يوم وليلة.. والضيافة ثلاثة أيام فما بعدها فهو صدقة، ولا يحل له أن يستمر مدة أطول فيحرج مضيفه. أي فلا يجوز للضيف الجلوس زيادة على ثلاثة أيام، وقال صلى الله عليه وسلم: (من ذبح لضيفه ذبيحة كانت له فداء من النار) رواه الحاكم. وجاء رجل فقال: يا رسول الله إني مجهود، فلم يجدوا في بيوت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا الماء، فقال من يضيفه، فقال رجل لامرأته: أكرمى ضيف رسول الله فنومت صبيانها وأتت بالعشاء كله للضيف وأطفأت السراج، توهم الضيف أن معها عشاء غيره، فأكله. فقال -صلى الله عليه وسلم: «لقد عجب الله من صنعكما، وأنزل: «ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون (سورة الحشر: الآية 9). وأوضح الدكتور عبدالعزيز بن عثمان التويجري في كتابه «العالم الإسلامي في عصر العولمة» أن إفشاء السلام من خير خصال الإسلام وهى تحية المؤمنين، فالسلام تحيتهم في الدنيا، وهو تحيتهم من الله يوم القيامة تحيتهم يوم يلقونه سلام سورة الأحزاب: آية 44). وعند دخول المؤمنين الجنة تكون أيضا التحية سلام قولا من رب رحيم (سورة يس: الآية 58). وكذلك تكون التحية من الملائكة: سلام عليكم بما صبرتهم فنعم عقبى الدار (سورة الرعد: آية 24). وقال - صلى الله عليه وسلم-: (إذا دخلتم بيوتكم فسلموا على أهلها فإن الشيطان إذا سلم أحدكم لا يدخل بيته) رواه الخرائطي. ولذا وجب على كل مسلم أن يسلم على كل من لقيه عرفه أو لم يعرفه. وإفشاء السلام فيه حصول الجنة بين المتسالمين وفيه ائتلاف الكلمة، وكلمة السلام إذا سمعت أخذت بقلب السامع من النفور إلى الإقبال. ويؤكد الدكتور رمضان المحلاوي في كتابه «من أخلاق الإسلام» أن هناك أحاديث كثيرة وردت في إفشاء السلام وفضله، وذلك لأنها سبيل إلى الألفة والتحاب وإزالة الوحشة، وغرس الأمان بين الناس، فعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم (لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا، ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم» رواه أبو داود. وبيّن نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - أن الطريق إلى إزالة البغضاء والحسد يتأتي في إفشاء السلام، وهو مفتاح الجنة وسبيل إلى رضوان الله تعالى، فعن عبدالله بن الزبير رضي الله تعالى عنهما أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «دب إليكم داء الأمم قبلكم الحسد والبغضاء، والبغضاء هي الحالقة، ليست حالقة الشعر ولكن حالقة الدين، والذى نفسى بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، ألا أنبئكم بما يثبت لكم ذلك؟ أفشوا السلام بينكم «رواه أحمد. ثم أن نبينا محمدا - صلى الله عليه وسلم- قد بين أن تحية الإسلام سبيل إلى الود ونبذ البغضاء والشحناء، ومن ذلك قوله - صلى الله عليه وسلم-: «ثلاث يصفين لك ود أخيك: تسلم عليه إذا لقيته، وتوسع له في المجلس، وتدعو له بأحب الأسماء إليه» مستدرك الحاكم. وأضاف أن الحرص على تحية الإسلام دون غيرها خلق دعا إليه الإسلام، وأن هؤلاء الذين بدلوا تحية الإسلام بتحايا أخرى وقد تكون غريبة على المجتمع الإسلامي، وذلك مثل التحايا التي تكون بألفاظ غير عربية، نقول: أن هذا خلق بعيد عن الطريقة المثلى، وهؤلاء يستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير، ويعد راسبا من رواسب الجاهلية، والأولى أن نحرص على تحية الإسلام لأن فيها الأمان والخير وفيها اسم من أسماء الله الحسنى.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©