الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سبيل الرفاعية يسقي غزة منذ أربعة قرون

سبيل الرفاعية يسقي غزة منذ أربعة قرون
24 أغسطس 2009 01:24
تعتبر الأسبلة إحدى عمائر الفترة الإسلامية المتأخرة المهمة، والتي ظهرت لأول مرة في العصر المملوكي، ثم انتشرت وتطورت في العصر العثماني، وهي من المنشآت الخيرية التي كان يحرص على إقامتها الأثرياء وذوو النفوذ في الماضي لتوفير الماء لعابري السبيل. ففي الماضي تبارى المسلمون بكل الوسائل للحصول على الماء وتوفيره لعامة الناس على اعتبار أن الماء مصدر الحياة بمعناها الشامل فقد قال عز من قائل: «وجعلنا من الماء كل شيء حي» صدق الله العظيم، وعندما سئل الرسول صلى الله عليه وسلم «أي الأعمال أفضل؟» قال «سقي الماء». وعندما وضع ابن الربيع شروطه لاختيار مواقع ومواضع المدن كان أولها سعة المياه المستعذبة، مؤكدا على توصيلها بسهولة للناس، فذكر أن يسوق إليها الماء العذب ليسهل تناوله من غير عسف، ومن هنا جاء حرص العرب المسلمين على حفر الآبار في مدينة غزة لموقعها الحدودي بين الصحراء جنوبا ومناخ البحر المتوسط شمالا بحيث تتلقى الحد الأدنى من كمية الأمطار التي لا يتعدى متوسطها السنوي الـ 350 مليمترا. انتشار الأسبلة انتشرت الأسبلة العامة للناس ومنها ما خصص لسقاية الدواب كما أنشأوا البرك والهرابات لحفظ الماء بها خدمة للمسافرين والحجاج والتجار في الطرق الرئيسية الواصلة بين المدن والبلدان ومن الاسبلة الهامة التي أنشئت في مدينة غزة سبيل الجاولي حيث عُمر خاناً للسبيل في العقد الثاني من القرن الثامن الهجري كما أوقف العديد من أبناء مدينة غزة العديد من الآبار التي حفروها في قلب المدينة التجاري خاصة بخط الخضر في عام 887هـ لأعمال الخير والبركة ومما يؤسف له أن معظم إن لم يكن كل هذه الاسبلة قد اندثرت واكتسحتها حركة التوسعات العمرانية العشوائية باستثناء الواجهة الأمامية لسبيل الرفاعية بمدينة غزة القديمة بحيث لم يبق من ذكرها سوى الحجارة التأسيسية التي عثر عليها إما ملقاة أو مبنية بشكل ارتجالى على جدران بعض المساجد أو الابنية. ولم يتبق في مدينة غزة سوى ثلاثة أسبلة هي: «سبيل الرفاعية وسبيل مسجد المحكمة، وسبيل مسجد الظفردمري». أما فيما يختص بسبيل الرفاعية فهو السبيل الباقي في مدينة غزة القديمة والذي يعنى به فقراء غزة قبل الأغنياء ويعملون على توفير الماء به طوال العام ويهتمون به اهتماما خاصا عندما يهل شهر رمضان المبارك عليهم حيث يقومون بتنظيفه ووضع الأكواب البلاستيكية حوله وتضاف لمائه ماء الزهر وماء الورد لاكسابه الطعم والمذاق الجيد، ويقع هذا السبيل في حي بني عامر وقد كان يموله بالماء بئر أطلق عليه حينذاك بئر البرج نسبة للبرج الذي كان يقع بجواره للمراقبة والدفاع عن المدينة من جهة الشرق وقد قام بإنشاء هذا السبيل الأمير ظهران بك آل رضوان سنة 976هـ - 1570م. وبعد ذلك قام بتجديد هذا السبيل وترميمه قائمقام غزة رفعت بك الجركسي سنة 1278هـ (1870 - 1871م) ومن هنا جاء اسمها فيما بعد سبيل الرفاعية حيث عمر البئر وأقام بركة أشارت إليها الأبيات الشعرية التي نقشت عليها: «بيارة تمت على أعلى نظام رفعت بك شادها القائمقام لما انتهى تعميرها تاريخها زها ابتهاجا فادخلوها بسلام».
المصدر: غزة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©