الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تونسيون يتبنون عادات استهلاكية تتنافى مع قيم الشهر الفضيل

تونسيون يتبنون عادات استهلاكية تتنافى مع قيم الشهر الفضيل
21 يونيو 2016 18:39
ساسي جبيل (تونس) يزداد الإنفاق على المواد الغذائية في شهر رمضان، وترتفع وتيرة الاستهلاك ما يؤشر على غياب الوعي بحقيقة الشهر الفضيل والحكمة من فرض صيامه. ومؤخرا، أعدت جمعية مدنية مهتمة بالإنفاق العائلي، بالتعاون مع المنظمة الوطنية لحماية المستهلك، استبياناً لاستجلاء آراء التونسيين حول عاداتهم الاستهلاكية خلال شهر رمضان، شمل 500 شخص، أكد 355 منهم، أي ما يمثل 71 بالمئة من العينة، أنهم ينفقون خلال شهر رمضان الكريم أكثر مما ينفقونه خلال الأشهر العادية الأخرى، في حين أن 17 شخصا فقط، وهم يمثلون 4,2 بالمئة من المستجوبين، يشيرون إلى أنه خلال شهر الصيام يدخرون المال بحكم أنهم ينفقون أقل بكثير مما ينفقونه في الأشهر الأخرى. وأظهرت نتائج الاستبيان أن 75 بالمئة من المهتمين بالتسوق في رمضان من النساء. وأن 16 بالمئة يدخرون من المال استعدادا لشهر رمضان المبارك، وأن منهم من يضطر إلى الاقتراض من الأفراد أو البنوك قبل دخول الشهر الكريم، من أجل توفير ما يراه ضروريا. وقال محمد الصالح الصديق (موظف) إن الناس يلهثون لشراء مختلف أنواع الأطعمة والحلويات في شهر رمضان الكريم، مضيفا أنهم يرغبون في تعويض الجوع خلال اليوم بمائدة إفطار متنوعة المآكل والمرطبات، فضلا عن مصروف السهرة الضخم. وقال علي خالد (موظف) إن شهر رمضان الكريم، شهر عبادة ورحمة، ومن المنطقي أن «يكون الإنفاق عاديا أو أقل من العادي باعتبار أن الأكل الذي يكون في الأيام العادية من الأشهر الأخرى مخصص لثلاث وجبات، في حين أنه في رمضان لا يتجاوز الوجبة الواحدة التي يبقى منها للسحور». وقالت فاطمة المحواشي (ربة منزل) إن «شهر رمضان له نكهته الخاصة روحيا ودنيويا، حيث يصومه المسلم نهارا بكل خشوع، واحترام للشرائع الإسلامية، ولا بأس من أن يتوج يوم صيامه ببعض الإضافات ليلا بعد الإفطار، والتي تكون في شكل أطباق مختلفة وحلويات مميزة». وأضافت أن الإنفاق الزائد خلال شهر رمضان، لا يمنع الصائمين والصائمات من تقديم المساعدات للفقراء والمساكين باعتبار أن رمضان شهر العبادة والتقوى والبركة والنظر إلى المحتاجين حتى لا يحرم أي جار فقير من فوائد شهر الصيام الكثيرة على كل المستويات بما فيها الخيرات التي تتوافر بشكل كبير فيه، وتروج بأشكال جذابة تدفع الناس إلى الاستهلاك. وأكد الباحث في علم الاجتماع كمال التيجاني أن الإسراف في رمضان يكاد يكون ظاهرة تعم بلدان العالم العربي الإسلامي بما فيها تونس، مشددا على أن الناس يأكلون بأعينهم خلال شهر رمضان الكريم باعتبار أن شهيتهم تكثر بسبب الجوع طيلة يوم كامل من الصيام، وبالتالي فإن مشترياتهم تكثر من دون تفكير في الموازنات المالية، التي قد تترك عجزا ماليا للعائلات يستمر أشهرا بعد انقضائه. وأضاف التيجاني أن التقاليد والرواسب هي السبب في كل ذلك، مؤكدا أن التونسي لا يجد من يرشده بالعقل وبالدين بالشكل الذي يجعله ينفق بنوع من التنظيم والتبصر، ويتفهم الحقائق ويدرك أن شهر رمضان هو لإتاحة الفرصة للمسلم لمعرفة حقيقة عيش أخيه الفقير الجائع، ومنحه المساعدة ما يجعله يعيش عيشا كريما. «وحام» الرجال لا ينكر عبدالله فرج «متقاعد» أنه ترك مهمة التسوق، ومنذ كان يعمل لزوجته، التي يرى أنها تنفق أفضل منه بكثير، مشدداً على أن الرجل يحرص على توفير كل ما يراه معروضاً في الأسواق، من بضائع ومرطبات وحلويات. وقال ممازحاً «الرجل يصاب بـ «الوحام»، الذي تصاب به المرأة الحامل، وتنفتح شهيته خلال شهر رمضان، ويصبحون متطلبين، ويحثون زوجاتهم على طهي المزيد من المأكولات والحلويات»، مضيفاً أن الإنفاق خلال شهر رمضان يجب أن يكون معقولاً، مشدداً في المقابل على أن الأهم من كل ذلك العبادة، والتقرب أكثر من الله من خلال الصلاة والأذكار والدعاء.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©