السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ألمانيا- اليونان .. مَنْ على خطأ؟

18 مارس 2015 22:39
سائق سيارة الأجرة «جينز مويلر» يقول: إن صبره مع الحكومة اليونانية قد نفد وإنه لا يريد من ألمانيا أن ترسل مزيداً من أموال الضرائب لتُهدر في أثينا. ويقول «مويلر» 49 عاماً، وهو ينتظر ركابا بالقرب من بوابة «براندنبرج» التاريخية: «لديهم الكثير من الغرور والتعجرف رغم الوضع الذي يوجدون فيه والمطالب التي يقدمونها»، مضيفاً: «ربما من الأفضل لليونان أن تغادر منطقة اليورو». رأي «مويلر» تشاطره أغلبية من الألمان، حيث وجد استطلاع للرأي نشره في الثالث عشر من مارس تليفزيون «زي دي إف» العمومي أن 52 في المئة من مواطنيه لم يعودوا يرغبون في بقاء اليونان ضمن منطقة العملة الموحدة الأوروبية، مقارنة مع 41 في المئة الشهر الماضي. ويعود هذا التحول إلى رأي يتقاسمه 80 في المئة من الألمان، ويرى أن الحكومة اليونانية «لا تتصرف بشكل جدي مع شركائها الأوروبيين». ومن الواضح أن الرأي الألماني متشدد تجاه ما يجري في اليونان، وهذا مهم لأن البلاد هي أكبر مساهم في برنامج الإنقاذ المالي الأوروبي لليونان الذي تبلغ قيمته 240 مليار يورو والمؤيد الرئيسي لتخفيضات الميزانية والإصلاحات مقابل المساعدات. غير أن التوتر بين الحكومتين ما فتئ يتزايد منذ وصول رئيس الوزراء «أليكسس تسيبراس» إلى السلطة في يناير الماضي واعداً بإنهاء حملة تقشف يحمّل مسؤوليتها للمستشارة أنجيلا ميركل. هذا التحول في المواقف يأتي في وقت تتصارع فيها اليونان، التي تواجه خطر نفاد المال هذا الشهر، مع المسؤولين الأوروبيين حول الإفراج عن مزيد من أموال برنامج الإنقاذ المالي. ومن المنتظر أن ينضم «تسيبراس» إلى الزعماء الأوروبيين اليوم الخميس من أجل جولة جديدة من المحادثات في بروكسل. «تسيبراس» كثّف أيضاً الدعوات إلى تعويضات من ألمانيا عن الاحتلال النازي خلال الحرب العالمية الثانية، بينما انخرط وزير المالية اليوناني «يانيس فاروفاكيس» في حرب كلامية مع نظيره الألماني «وولفجانج شوبل»، وكانت الحكومة اليونانية قد اشتكت بشكل رسمي من تصرف «شوبل» الأسبوع الماضي، وهو ما رد عليه الأخير بالقول: إن المسألة برمتها «سخيفة». غير أن استياء الناخبين الألمان المتزايد قد يجعل من الصعب على ميركل تسويق أي اتفاق ممكن مستقبلا بين الجمهور الألماني والبوندستاج (البرلمان)، الذي سيكون مطالبا بالتصويت عليه. كما سيتعين على ميركل أن تكون حذرة من حزب «البديل لألمانيا» المناوئ لليورو الذي يسعى لسلبها ناخبيها، كما يقول «جورجن فالتر»، المتخصص في العلوم السياسية بجامعة جوهانس جوتنبورج في ماينز. ويقول فالتر: «الضغط يأتي من جانبين: الجمهور وبعض أحزاب المعارضة»، مضيفا «رد فعل الحكومة سيكون الآن حاسما أكثر». البعض داخل الجالية اليونانية التي يبلغ تعدادها نحو 315 ألف نسمة في ألمانيا يقولون إنهم يشعرون بالرأي المتشدد الذي تشكل بموازاة مع تطور الأزمة. وقال كوستاس تاسوبولوس، الذي أتى إلى العاصمة الألمانية في 2008 وحقق نجاحا في إنتاج الموسيقى الإلكترونية تحت اسمه الفني «إيكوهوس»: «لقد أصبح الناس سريعين في توجيه أصبع الاتهام وأصبحت النبرة عدائية أكثر»، مضيفا: «إنه أمر سخيف بعض الشيء القول: إن مشاكلهم هي بسبب الألمان، وأمر سخيف أيضاً القول: إن الألمان يحاولون إلقاء اللوم كله على اليونانيين». وإذا كانت حكومة «ميركل» تقول: إن اليونان ليس لديها شيك على بياض لتفعل به ما تريد، فإن الهدف الرسمي لألمانيا هو الحفاظ على منطقة اليورو متماسكة. غير أن 40 في المئة فقط من الألمان يقولون إنهم يرغبون في بقاء اليونان في منطقة اليورو. ويقول «مانفرد أوليجا»، وهو معلم في الخامسة والخمسين: «إن الحكومة الألمانية يمكن أن تدعم اليونانيين أكثر»، مضيفا: «إن اليونانيين من الآباء المؤسسين للاتحاد الأوروبي ولديهم أهمية أكبر من اقتصادهم فقط». ومع ذلك، فإن الكثير من الألمان يقولون: إنهم فقدوا الثقة في اليونان. ووفق استطلاع الرأي الذي أجرته «زي دي إف»، فإن 82 في المئة من المستجوَبين يشكّون في أن اليونان ستفي بتخفيضات الميزانية والإصلاحات المتفق عليها، بينما يعتقد 14 في المئة فقط أنها ستلتزم بها. ويقول «جيرالت جيمن»، وهو عامل بناء في الستين من عمره من مدينة أوجسبرج: «إن تصريحات الحكومة الحالية تفتقر للمصداقية»، مضيفاً «أعتقد أن على اليونان أن ترحل». داليا فهمي وإليزابيث برمان – برلين ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©