كم أقلقت الشائعة من أبرياء، وحطمت من عظماء، وكتبت سطوراً سوداء لمسيرات «ناصعة البياض»، ولأنها شائعة، فلا بد أن تكون مغرضة، ولكن الثمن غال، ومن دون ذنب، وقد تطولك الألسنة لأنها تريد أن تجعل منك مجرماً! هذا ما حدث مع فهد مسعود لاعب الوحدة والوصل السابق، الذي كان قريباً من العودة إلى الملاعب في فترة الانتقالات الشتوية، عبر بوابة أندية أخرى، منها ارتداء القميص «السماوي»، خاصة أنه تدرب مع بني ياس لفترة، ولكن «وشاية» جعلت الأبواب تُغلق في وجهه.
كما أن «العنابي» رفض عودته، ليتوارى «الفهد المدفعجي» عن الأنظار حتى نهاية الموسم على الأقل، رغم أنه يصر على أن «كلمة النهاية» لـ «مشوار مسعود» في «المستطيل الأخضر» لم تأت بعد، فهو قادر على العطاء، وبالتالي لن يعتزل قبل نهاية الموسم المقبل على الأقل، يقتحم بعدها مجال الإعلام الذي يستهويني وأتمنى أن أجد فيه نفسي حتى لا أبتعد كثيراً عن مجال كرة القدم على وجه التحديد، وفي الوقت نفسه لم ينس فضل نادي الوحدة عليه الذي صنع منه نجماً، واعترف بأن «العنابي» أعطاه الكثير، وفي فترة رفض كل الإغراءات من أجله، منها اتحاد جدة السعودي وقطر القطري، على وجه المثال.
مشاهد حزينة
المشاهد «الحزينة» يرويها فهد مسعود الذي تعافى تماماً من الإصابة التي تعرض لها في الموسم الماضي، عندما كان معاراً لنادي الوصل من الوحدة، قبل أن تنتهي العلاقة بين الطرفين، نتيجة سياسة التجديد التي اتبعتها إدارة «العنابي»، حيث قال «إن هناك ظلماً كبيراً تعرضت له من خلال ترويج البعض لشائعة قوية، بأن فهد لاعب يصنع المشكلات، ويحرض اللاعبين، وأخبرني عدد من الأندية التي كنت أنوي الانضمام إليها بذلك، وآخرها بني ياس».
سؤال منطقي
وبسؤاله، هل يقصد شخصاً معيناً وراء إطلاق الشائعة، قال: «أنا لا أعرف من يقوم بذلك، لأن الجهات التي كانت ترغب في ضمي، وتغير رأيها، كانت تخبرني بما يصل إلى مسامعها وليس الشخص، وهنا يتبادر إلى الذهن سؤال منطقي: هل فهد مسعود عندما كان يحقق البطولات يفتعل المشاكل، أو يحرض لاعباً خلال مشواره الكروي الطويل مع الوحدة؟، وأقسم بالله أنني لم أفتعل أي مشكلة أو أحرض أي لاعب، لأن هذا ليس من شيمي، وإن كانت هناك مشكلة، فمردها أنني لاعب قائد، وكنت أحب الفوز وتحقيق النتائج الجيدة والبطولات لنادي الوحدة الذي ما زلت أعشقه».
مرحلة صعبة
وعن مصدر سماعه مثل هذه الأقاويل، قال: «لقد وصل هذا الحديث إلى أندية كثيرة، وشخصياً سمعته في نادي بني ياس، وما مررت به من ضغط بسبب ذلك، صعب للغاية، ولم يمكن لأحد أن يتصوره أو يشعر به، إلا أنا وأسرتي التي عاشت معي هذه المحنة الصعبة، وعرفت معدن الرجال في الفترة السابقة، وفجأني وجود أشخاص أكثر اهتماماً بي من ربعي».
وأضاف: «غيابي عن الملاعب بسبب تعرضي لإصابة في الكاحل خلال مارس العام الماضي، وأنا في الوصل، واستدعى ذلك إجراء جراحة، كانت نتيجتها التوقف عن اللعب، والخضوع لفترة تأهيل، وتطلب ذلك قرابة ثمانية أشهر، قبل أن أتعافى تماماً منها، وأعتقد أن أي ناد في بداية الموسم لا يبحث عن أسماء، بل عن لاعب جاهز، ولم أكن حينها جاهزاً، لذلك فإن غيابي عن النصف الأول من الموسم يعتبر منطقياً، لكن الغريب في هذا الأمر، أن حتى أمر التدريب مع أي فريق كان صعباً عليّ، حيث ترفض الأندية ذلك، ووافق الأهلي والشباب على أن أتدرب في صالة الحديد، لكنني كنت أرغب في التدرب مع فريق، وكنت على استعداد لتوقيع أي مستند أن ذلك سيكون على مسؤوليتي الكاملة».
فضل الوحدة
وبسؤال فهد مسعود، لماذا لم يعد إلى ناديه الوحدة، أو حتى التدرب معه، قال: «الوحدة رفض عودتي لأنه بدأ مرحلة تجديد في العناصر، وهذا من حقه، أما بخصوص التدريب، فلم أرغب في إحراج أي أحد في النادي، لذلك لم أبادر لطلب التدرب مع الفريق، وأعتقد أنني كنت أستحق أفضل من الوضع الحالي، ولا أنسى أن الوحدة هو من قدمني وتعهدني منذ الصغر حتى وصلت إلى ما أنا عليه، وفي الوقت نفسه لم أقصر في القيام بدوري، وقدمت مجهودي كاملاً مع الفريق، وحققت معه العديد من البطولات، فقد بدأت في الوحدة منذ «الصفر» ووصلت معه إلى العالمية التي كان يحلم بها العديد من اللاعبين العالميين، ولا أنسى ما قاله الإيطالي كانافارو الذي حقق كل الألقاب، ولكنه كان يتمنى أن يلعب في كأس العالم للأندية».
ويؤكد فهد مسعود أنه ليس غاضباً من نادي الوحدة «لكن ما جعلني حزيناً للغاية هو قيام البعض بـ «التلسين عليّ» وترويج شائعة أنني مصدر دائم للمشاكل وسط الأندية الأخرى التي كانت ترغب في ضمي».
حديث المستقبل
وعن مستقبله، سواء اعتزال الساحرة المستديرة، أو التمسك باللعب لفترة قادمة، قال فهد مسعود: «لدي تحدٍ شخصي ورغبة كبيرة في اللعب الموسم المقبل مع أي نادٍ، وإن كنت أتمنى أن أنهي مشواري في الوحدة، وهناك لاعبون كبار جالوا في عالم الاحتراف، قبل أن يعودوا إلى أنديتهم التي بدأوا منها، وفي الذاكرة القريبة عودة توريس إلى أتليتيكو مدريد، ومايكل بالاك إلى ليفركوزين بعد جولة احترافية متميزة مع أندية أوروبية أخرى، لكن عندنا من يخرج يغادر بشكل نهائي ناديه الأصلي، وعودتي إلى الملاعب تحدٍ خاص جداً.
جيل العطاء
وقال فهد مسعود إن جيلي ما زال في الملاعب، وأعتقد أن استمرار مشوار عبدالسلام جمعة وسبيت خاطر وهلال سعيد يمنحني الدافع للعب في الموسم الجديد، وحالياً أشعر بالحرج عندما يسألني أبنائي لماذا لا ألعب، وبالمناسبة هما يتدربان حالياً في مدارس الكرة بالنادي الأهلي، لأنني أسكن في دبي».
وأضاف: «بعد نهاية الموسم المقبل سأتجه إلى الإعلام، وحالياً لدي ارتباط مع «قناة سكاي نيوز عربية» للمشاركة في برنامج يتم تقديمه كل أحد من الأسبوع، وهي تجربة جديدة علي سوف أحرص على أن أمضى فيها، كما أنني سأعمل على دخول دورات تدريبية في التدريب، وغيرها من الأمور المتصلة بلعبة كرة القدم لتأهيل نفسي بشكل جيد للانطلاق بشكل جيد في المجال الإعلامي».
لقاء «نقطة تحول» ورسائل شكر
أبوظبي (الاتحاد) - قال فهد مسعود «إن تشرفي بلقاء الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة برفقة والدي مؤخراً، أزال الكثير من الحزن بداخلي، وأسعدتني بساطة سموه في الحديث وسؤاله عن أحوالي، وهذا ما يجعلنا نفخر دائماً بقيادتنا الرشيدة وشيوخنا الذين يشرعون أبوابهم لجميع أبناء الوطن، وكانت زيارتي لسموه نقطة تحول في حالتي النفسية التي عشتها هذا الموسم وعانيت خلالها الأمرين.
كما تقدم فهد مسعود بالشكر إلى سمو الشيخ سعيد بن زايد آل نهيان ممثل حاكم أبوظبي، وسمو الشيخ نهيان بن زايد آل نهيان رئيس مجلس أمناء مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية رئيس مجلس أبوظبي الرياضي، وسمو الشيخ ذياب بن زايد آل نهيان رئيس نادي الوحدة الذين تعهدوه بالرعاية والاهتمام خلال مشواره الكروي.
كما وجه فهد مسعود رسالة شكر خاصة إلى محمد إبراهيم المحمود الأمين العام لمجلس أبوظبي الرياضي ومحمد خلفان الرميثي رئيس اتحاد كرة القدم السابق وعضو مجلس إدارة مجلس أبوظبي الرياضي، وعبد الله ناصر الجنيبي رئيس شركة كرة القدم بنادي والوحدة وعبد الله سالم إداري فريق الوحدة على اهتمامهم وسؤالهم الدائم عنه.
الكأس أقرب إلى «أصحاب السعادة»
أبوظبي (الاتحاد) - توقع فهد مسعود أن يكون نهائي كأس صاحب السمو رئيس الدولة «ديربي»، أن يجمع الوحدة والعين، أو الأهلي والشباب، لكنه يتمنى أن تذهب البطولة إلى «العنابي» صاحب الحظوظ الكبيرة في الفوز بها، خاصة أنه تأهل إلى النهائي في السابق أربع مرات وحصد الكأس مرة واحدة.
وأضاف: أن ما مر به «أصحاب السعادة» طبيعي، لأنه يعيش مرحلة إحلال وتجديد، ورافقت ذلك ظروف أخرى، مثل الإصابات، لكنه تحسن في الفترة الأخيرة، ويتوقع أن ينافس بقوة على بطولتي كأس صاحب السمو رئيس الدولة وكأس المحترفين.
ولم يتفق فهد مسعود مع أن أغلب اللاعبين الذين غادروا الوحدة لم يوفقوا مع أنديتهم الأخرى، وأشار إلى تجربة عبد السلام جمعة الناجحة مع الجزيرة سابقاً أو الظفرة حالياً وبشير سعيد وأحمد علي ومهند العنزي ومحمد سالم وياسر مطر، وهناك من لم يدركه النجاح.
«سمعة» الأكثر وفاءً لـ «العشرة»
أبوظبي (الاتحاد) - أكد فهد مسعود أن نجم وقائد الوحدة إسماعيل مطر أكثر اللاعبين تواصلاً معه بجانب عبد السلام جمعة وبشير سعيد، مشيراً إلى أن ذلك ليس غريباً على الثلاثي الذي جمعته معه الزمالة والصداقة، ووجه رسالة خاصة إلى «سمعة» الذي يعتبره واحداً من أكثر اللاعبين استهلاكاً لطاقته بين النادي والمنتخب بالحفاظ على صحته، ورغم أنه كان مؤثراً في الوحدة على الدوام، إلا أنه الأكثر تأثيراً في «العنابي» خلال الفترة الحالية، والضغط عليه كبير كقائد ونجم.
الدرع في قبضة «الزعيم» والخوف على «عموري» من العين والحسد
حب جماهير الوصل المكسب الوحيد من تجربة «الفهود»
أبوظبي (الاتحاد) - وصف فهد مسعود تجربته في الموسم الماضي مع الوصل بـ «غير موفقة» ولم تصب النجاح، ويعود السبب في ذلك إلى نتائج الفريق وظروفه من جهة، ثم إصابته في توقيت صعب من الموسم، وقال: «أن يدربك الأسطورة مارادونا فهذا شرف لأي لاعب، ولا يمكنني الحديث عنه كمدرب، لأنني لست مؤهلاً لذلك، لكن بشكل عام، فإن مارادونا لم يكن سبباً في نتائج الوصل الموسم الماضي، بل الظروف التي عاشها الفريق، وسوء اختيار اللاعبين الأجانب، وبالنسبة لي فإن أهم مكسب حققته من اللعب للوصل، هو حب جمهور «الفهود»، وعلى رأسه القطب الوصلاوي الكبير سعيد يابر.
وأشار فهد مسعود إلى أن سبب انتقاله إلى الوصل الذي كان يسعى لضمه من فترة طويلة، وأنه كان يطلب من يتصل به الذهاب إلى إدارة الوحدة، وليس لأنه يرغب في مغادرة «العنابي»، لكنه عرف أنه غير مرغوب فيه، لذلك فضل الإعارة، وقال: «إذا كنت فعلا أرغب في الخروج من النادي، فلماذا بعد عودتي من قطر، وأنا لاعب حر، قبلت تجديد عقدي مع الوحدة، علماً، وأن نادي قطر كان يرغب في التعاقد معي لمدة عامين، لكن رغبة سمو الشيخ سعيد بن زايد آل نهيان ممثل حاكم أبوظبي، وسمو الشيخ نهيان بن زايد آل نهيان رئيس مجلس أمناء مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية رئيس مجلس أبوظبي الرياضي بأن أعود إلى الوحدة، وهما أصحاب فضل علي منذ نعومة أظافري، وحتى ما أصبحت عليه الآن، لذلك لم أتردد لحظة في العودة، بعد موسمي مع قطر، وقد لا يعرف أحد أن نادي اتحاد جدة في عام 2002 كان حريصاً على ضمي، وكان يتصل بي منصور البلوي بشكل منتظم، من أجل الانضمام إلى الاتحاد الذي لم يكن هناك لاعب في المنطقة لا يرغب في العب له في ذلك الوقت، لكنني حولت طلب البلوي إلى نادي الوحدة الذي تمسك بي حينها.
من ناحية أخرى، يرى فهد مسعود أن فريق العين حسم أمره بشأن الاحتفاظ بدرع الدوري نظرياً، وبالتالي فإن تتويجه باللقب للمرة الثانية على التوالي هذا الموسم مسألة وقت ليس إلا، خاصة في ظل الفارق الكبير بينه وأقرب منافسيه الذين تعثروا أكثر في الجولة الماضية من بطولة الدوري.
وأشاد فهد مسعود باللاعب عمر عبد الرحمنو وقال: إن «عموري» أفضل لاعب في الدوري والمنطقة، وأتمنى له التوفيق والبعد عن الحسد والعين، أما أفضل الأجانب في الدوري، فلا خلاف على جرافتي وأسامواه جيان اللذين يعتبران أكثر فعالية مع ناديي الأهلي والعين».
وأضاف «أن المستوى الفني للدوري جاء دون التوقعات التي كانت تشير إلى ارتقاء في المستوى بعد التعاقدات التي أبرمتها العديد من الأندية بداية الموسم، وفي الوقت نفسه أتمنى التوفيق للأندية المشاركة آسيوياً، وأتوقع أن يتأهل العين فقط إلى الدور الثاني من البطولة.
عدد اليوم
