إذا أردت لتلك الابتسامة التي ترسم على شفتيك بأيام متباعدة ألا ترحل، تبقى لأيام ولا يأتي محلها العبوس في يوم، فليس بالأمر الصعب أن تكون سعيداً باستمرار وفرحتك لا تغيب، فقط أنت بحاجة إلى وصفة تجعل منك فرحاً على مدى بعيد، فالكثير منا يملك المال والأهل وعملاً متميزاً، لكنه يفتقر إلى السعادة، أيعني هذا أن وجود المال معه هو سبب تعاسته وبعد السعادة عن طريقه؟ ليس هذا هو السبب الحقيقي، فالمال بإمكانه أن يجلب لك كل شيء عدا السعادة وراحة البال، ولكن حتى ذاك الذي يملك مالاً بإمكانه أن يكون سعيداً فقط مع تلك الوصفة التي تجعل منك شخصاً آخر، يهوى الحياة ويعيش بسعادة.
أن تعيش سعيداً ومبتسماً على المدى البعيد، ثق بالله أولاً، وبأن كل ما يصيب قلبك هو خير، وأن اليسر سيأتي بالتأكيد وإنْ طال العسر، عندما تكون قناعتك بأن الله سيفرجها وتكف عن الشكوى لغير الله، ستأتي راحة البال وتعيش سعيداً، فمن يملك أمر سعادتك؟ لن تجد محبوباً تشكو إليه دوماً ولا يتذمر، فجميعهم يملون وينفرون من كثرة الشكوى والله هو من بيده الأمر، فمن خلق السماوات والأرض ولم يمسه التعب وبث الروح في جميع المخلوقات أيعجزه أمرك يا بني آدم؟
وكل أمرك للذي أحياك فلن ينساك يوماً، لم تبحث عن راحتك في الشكوى لعباد الله؟ فكل منهم يملك بداخله حزنه، اجعل ابتسامتك لا ترحل واجعل ثقتك بالله تزداد فهو لم يخلقك لتعذب وتعيش تعيساً بل له حكمة في كل شيء، سيهديك إلى الفرح قريباً فهو عند حسن ظن عبده به دوماً، فأحسن ظنك بالله، وسيكون عند حسن الظن دائماً.
خولة سعود المرزوقي
عدد اليوم
