اليوم يومي من الأيام «غير».. أعتقد أن كل إنسان في هذا الوجود يحس بالتغير في حياته من يوم لآخر، لكن ما هو الأمر الذي يترك أثره في يومك ويجعله مميزاً؟!!!
نختلف أنا وأنت في قدراتنا على فهم معطيات الحياة، لكن نؤمن بمسلمات القدر وأثره الفعلي في حياتنا، فقد خلقنا في هذه الدنيا مسيرين. ليت الكل يؤمن إيماناً كاملاً ويعلم يقيناً بـ«أن ما أصابك ما كان ليخطئك، وما أخطأك ما كان ليصيبك»، علاقتك بمن هم حولك تترك لك مجالاً للإحساس بالارتياح، لكن اعتمد على معاييرك الخاصة في انتقاء علاقاتك، فإن الإناء بما فيه ينضح، واعلم بأن المرء على دين خليله، فهناك من أساء معرفتك ورماك بسهام الجهل من دون أن يعرفك، ومن حكم عليك بحسن خلقك وعشرتك بعد أن أخطأ بسهامه مرماك، غفر الله لي ولكم ما أخطأنا به في يومنا.
هنا نقف على عتبة الحياة، بعد أن طحنتنا أيامنا وعجنتنا لكي نجد أنفسنا وقد مضى العمر سريعاً نبتغي منه العودة ولو قليلاً لنصلح، نختار، نتخذ، نفعل، أو أو أو.. لكن كلنا يعي ويعلم أن ما مضى لن يعود، إذاً فلنترك ما مضى للماضي، ولننظر لما هو قادم بعين المعرفة بماضينا لكي لا تُلدغ من جحرك مرتين، فما أجمله من ماضٍ، وما أجمله من حاضر، وما دعائي إلا أن يكتب الله لي ولكم الخير فيما هو آت.
تعلمون وأعلم أن العلم نور، لكن نفتقد المعرفة بالتطبيق، لذا أنصح زملائي دائماً لإحداث الفرق وصنعه من خلال الاطلاع والمعرفة، ولا يفوتني هنا شكر كل من كان لي معلماً من أخوتي وأصدقائي، ومن خالطتهم في معترك الحياة ممن أحدثوا فروقات في حياتي، أقول لهم شكراً، فمن لم يشكر الناس لا يشكر الله.
فريح سعيد هلال القبيسي
عدد اليوم
