الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

ارتفاع سعر البنزين يخفض مبيعات السيارات الضخمة

ارتفاع سعر البنزين يخفض مبيعات السيارات الضخمة
25 يونيو 2008 21:40
بدأت التداعيات الخطيرة والمتسارعة لارتفاع أسعار البنزين في الولايات المتحدة وأوروبا تظهر تباعاً بعد أن تركت آثارها القوية على صنّاع السيارات بسبب التغيّر الحاسم الطارئ على توجهات الزبائن· وقبل 5 سنوات فحسب، عندما كان سعر جالون البنزين في الولايات المتحدة لا يتعدى الدولار الواحد، كان الأميركيون لا يشترون غير سيارات الدفع الرباعي وعربات البيك آب الرياضية، ولكنهم الآن وبعد أن لامس سعر الجالون 5 دولارات في بعض الولايات، انصرفوا تماماً عن التفكير في شراء السيارات الكبيرة وأصبحوا يفضلون السيارات الصغيرة ذات الاستهلاك القليل للوقود· وظهر أول المؤشرات على هذا التطور المفاجئ من شركة فورد التي أعلنت عن خطة جديدة لتأخير إطلاق طراز عام 2009 من البيك آب الشهير (إف-150) لعدة أشهر حتى يتسنى للخبراء دراسة الجدوى الحقيقية لإطلاقه في الأسواق بعد أن تجاوز سعر البنزين 4 دولارات للجالون· وقال مصدر مسؤول في شركة فورد في بيان نشره قبل أيام إن الشركة على وشك اتخاذ قرارات حاسمة تهدف إلى التأقلم مع التغير السريع في توجهات المستهلكين الذين انصرفوا عن الاهتمام بعربات البيك آب وسيارات الاستخدامات الرياضية الضخمة ذات الدفع الرباعي وتركيز الاهتمام على إنتاج السيارات الصغيرة والكروس أوفير· وبالإضافة لسعي الشركة إلى تخفيض إنتاجها من سيارات الركوب الثقيلة، قررت إرجاء موعد إطلاق البيك آب إف-150 لمدة شهرين بحيث يتم في وقت ما من فصل الخريف المقبل· وتتحدث تقارير عديدة تناولت هذا القرار بالتحليل، عن أن شركة فورد تحتاج لبعض الوقت حتى تتمكن من تصريف ما تبقى من طراز عام 2008 من شاحنات البيك إف-·150 وتوقع الخبراء أن تسجل فورد رابع سنة على التوالي من الخسائر المتواصلة بسبب هذه الظروف· ومن الإجراءات الوقائية الأخرى التي تتبناها فورد الآن، تخفيض عدد نوبات العمل في مصنعيها بمدينتي كنساس سيتي وديربورن مقابل زيادة إنتاج سيارتها ذات الاستخدامات الرياضية الصغيرة (فورد إسكيب) التي تشبه سيارات الكروس أوفير من حيث حجمها المتوسط ومعدل استهلاكها المنخفض من البنزين، فيما ستركز أيضاً على إنتاج السيارتين الكروس أوفير (فورد إدج) و(فورد فليكس)· وسوف تضيف نوبة عمل ثالثة في مصنع السيارة الصالون الرشيقة (فوكاس) بعد أن اثبتت أنها قادرة على اجتذاب أعداد كبيرة من المستهلكين· وفي أوروبا، انخفض الإقبال على شراء السيارات رباعية الدفع خلال شهر مايو الماضي عما كان عليه خلال الشهر ذاته من العام الماضي· وبلغ معدل هذا الانخفاض في بريطانيا 18 بالمئة، بحسب بيانات صادرة عن جمعية مصنعي وتجار السيارات· وبهذا يكون الأوروبيون قد فضلوا تقفّي أثر الأميركيين في تجنب شراء رباعيات الدفع الرباعي بسب ارتفاع أسعار الوقود· وطالما أن السوق البريطانية هي الثانية في أوروبا بعد السوق الألمانية، فإن الأرقام الواردة منها والتي تفيد بتراجع مبيعات السيارات الكبيرة، يمكن أن يوحي بظاهرة عامة ستنتشر في جميع البلدان الأوروبية· ويذكر تقرير نشرته الفاينانشيال تايمز أن السبب الرئيسي لهذه الظاهرة يكمن في إحجام المستهلكين عن شراء السيارات ذات الاستهلاك العالي من الوقود بعد أن فقدوا الأمل في أي فرصة لتصحيح أسعار النفط وعودتها عن ارتفاعها القياسي· ولعبت بعض العوامل الاقتصادية الأخرى دورها في تخفيض الإقبال حتى على السيارات الرياضية الفاخرة؛ ومنها انخفاض القدرة الشرائية لميزانيات الأسر، والشك في مستقبل الاقتصاد المحلي والعالمي على المدى القريب والمتوسط· وبدأت أزمة ارتفاع أسعار البنزين تترك آثارها على كافة مناحي الحياة اليومية لشعوب العالم· ويقول المحلل الاقتصادي جوزيف كارسون: ''إن ارتفاع أسعار البنزين يشكّل المزيد من الضغط على القطاع الاستهلاكي''· وأشار إلى أن الإنفاق على الوقود ارتفع إلى أكثر من 6 بالمئة من صافي مداخيل الموظفين والعمال ليتعدى بذلك معدلاته في سنوات الأزمات الكبرى التي شهدتها الولايات المتحدة· وبمقارنة ارتفاع معدل الإنفاق على الوقود مع نمو المدخول بالنسبة للأسر الأميركية والذي سجل تراجعاً كبيراً في السنوات الأخيرة، يمكن للمرء أن يستنتج أن الصدمة الراهنة أسوأ بكثير من كل الصدمات التي سبقتها· ويقول كيفين كاسكيل رئيس شركة ''يوروتاكس جلاس إنترناشونال'' الاستشارية المتخصصة بأسواق السيارات: ''أصبح الناس أقل حماسة لشراء السيارات الفخمة التي يفوق سعر الواحدة منها 100 ألف دولار لأنهم عندما يعلمون أن تعبئة خزّانها من وقود البنزين يكلف 200 دولار، فإنهم يتوقفون عن الشراء ويعودون إلى التفكير مليّاً بهذه الصفقة الخاسرة''· نقلاً عن ''فاينانشيال تايمز'' وموقع ''موتورتريند دوت كوم''
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©