الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فوضى التغيير

22 مارس 2011 20:08
ذكرني ما يحدث الآن على الساحة العربية بالفوضى التي في سيارتي وعلى سطح مكتبي والتي أحب أن أجملها فأطلق عليها وصف الفوضى الخلاقة، والفوضى تبقى فوضى مهما وضعنا عليها من مساحيق التجميل، حتى وإن كان مصطلحا سياسيا أو ميكافيليا. غير أنني أحب الفوضى في مكتبي فعلى ما فيها من إهمال غير أن به نوعاً من التنظيم الدقيق الذي أعرفه جيدا وأعرف خباياه لدرجة تغنيني عن إغلاق الباب أو وضع نوع من الفهرسة العقيمة لمحتويات المكتب لدرجة أنني «أتضارب» مع عامل النظافة عندما يتفلسف محاولا ترتيب الأشياء والأوراق في المكتب، لقد نظمت أشيائي بطريقة تشبهني لدرجة أن أي محاولة للعبث بها صارت جريمة لا تغتفر لأنها تتسبب في فوضى حقيقية عارمة وفي فقدان كل المحتويات العزيزة حتى وإن كانت غير ثمينة أو عفا عليها الزمن فلابد أن يكون لها حاجة في يوم من الأيام ولا تطاوعني النفس في الاستغناء عن خدماتها أو رميها في مزبلة التاريخ. وقبل أيام راودتني فكرة ثورية، من وحي ما يدور على سطح الكرة الأرضية من تغيرات وترتيب للفوضى أو ربما إشاعة فوضى خلاقة تفضي كما يقولون إلى ترتيب الأمور بشكل منظم وبما يرضي الناس، خصوصا وأن القمر في أقرب مكان من الأرض، وواحد مثلي يتأثر بالظواهر الكونية لأنه مسكون مفتون بأساطير الشعوب القديمة، تطلعت إلى القمر في أقصى الشرق، فهالني جماله وقربه وحجمه، وتطلعت إلى السماء متأملا تلك النجوم المتناثرة المنتشرة كأنها مصابيح تزين السماء الداكنة، لابد أن لتلك النجوم المتناثرة نظاما معينا، حتما هي ليست وليدة مصادفة أو فوضى خلاقة ناتجة عن الانفجار العظيم كما قال العلماء، لابد أن هناك نواميس تحكم وتتحكم في كل الحركات والسكون في هذا الكوكب اللامتناهي. تعززت فكرتي الثورية بعد ذلك التأمل الروحاني ما جعلني أسعى طوعا نحو الإصلاح والتغيير فذلك سنة كونية وناموس سرمدي، وعلى ما في نفسي من خشية من كل جديد ومن كل تغيير غير أنني ركبت الموجة بما أننا في زمن التغيير، فعامل النظافة لن يتوقف عن عمله لأن ذلك رزقه وواجبه اليومي فسيبقى يتدخل ويغير في شكل مكتبي كل يوم وكلما تخانقت مع واحد جاءني آخر جديد، فالمسألة لن تنتهي إلا بترتيب الفوضى، ولذلك تفرغت بالأمس من أجل إعادة التنظيم فوجدتني أعيش فيما يشبه المستنقع الموحل، فقد أضعت أغراضي ودفاتري القديمة وأرشيفي العتيق، فعرفت أن المجانين وحدهم يسعون إلى التغيير طائعين. rahaluae@gmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©