الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

منذر المزكي وراكان.. متسولان في رأس الخيمة

منذر المزكي وراكان.. متسولان في رأس الخيمة
22 يونيو 2016 18:37
هناء الحمادي (أبوظبي) مع حلول شهر رمضان وقربه نرى المتسولين في أماكن عدة، يطلبون صدقة أو زكاة الشهر الفضيل.. الكثير منهم يجري خلفك رامياً بكل معالم الطفولة خلفه، يجري وكله إصرار على ألا تغادر إلا وتضع بيده القليل من الدراهم، وآخرون يترصدونك عند الصرافات الآلية ليدعي أنه صاحب حاجة، ومنهن النساء اللاتي تجدهن عند أبواب المحلات الكبرى و«السوبر ماركت» في رأس الخيمة، وكذلك المساجد ومحطات الوقود والإشارات الضوئية، أو يأتون إلى البيوت أحياناً كثيرة وقد يستخدمون أدوات مختلفة، فمنهم من يحمل فاتورة علاج أو إصابة بحادث.. فهل فعلاً جميعهم محتاجون وتجب مساعدتهم؟! نعم التكافل الاجتماعي مطلوب، والصدقة يشجع عليها الدين، لكن المشكلة قد نكون سبباً في تشجيعهم على البطالة، فلو أعطينا كل واحد منهم ما طلب، لكان ذلك سبباً في كثرتهم، وسبباً في انتشار هذه الظاهرة التي تؤرق المجتمع ليل نهار وتؤدي إلى الكثير من السلبيات الاجتماعية والاقتصادية.. لذا تمنع الأنظمة المعمول بها في الدولة التسول وخصصت بعض الجهات لتقديم المساعدات داخل الدولة وخارجها. وللتصدي للمتسولين.. نظمت القيادة العامة لشرطة رأس الخيمة، حملة توعوية شاملة حول مخاطر التسول، تحت شعار «كافح التسول وساعد من يستحق»، موجهة إلى كل شرائح المجتمع بالإمارة، من خلال مواقع التواصل الاجتماعي بمشاركة صاحب الفكرة المقدم مروان عبدالله جكة وإعداد سيناريو الحلقات منذر المزكي وتمثيل الفنان جاسم راكان، وتأتي هذه الحملة ضمن إطار حملاتها التوعوية التي تطلقها على مدار العام لتعزيز الوعي المجتمعي، ونشر الثقافة الأمنية تطبيقاً لاستراتيجية وزارة الداخلية الرامية إلى الحفاظ على أمن واستقرار المجتمع. توعية الجمهور وفي هذا الصدد يقول المقدم مروان عبدالله جكة مدير إدارة الإعلام والعلاقات العامة بشرطة رأس الخيمة: «باتت ظاهرة التسول يعانيها عديد من إمارات الدولة، حيث نجد المتسولين في المساجد وعند إشارات المرور أو داخل محطات الوقود أو في المراكز التجارية وغيرها من الأماكن العامة بشكل يتطلّب إيجاد حلول جذرية وحاسمة لمكافحة هذه الظاهرة التي لها العديد من الآثار الخطيرة على مجتمعنا. وأضاف: لمكافحة هذه الظاهرة وجدنا فكرة قيام الفنان جاسم راكان بتجسيد صور المتسول والأساليب التي يتبعها ليتسول من الناس لتسليط الضوء علي هذه الظاهرة التي تنتشر بكثرة في شهر رمضان، وخلال 30 يوماً من شهر رمضان يقوم الفنان راكان بتوضيح أشكال التسول مستعطفاً الكثير من أفراد الجمهور، حين يوجد في الأماكن التي يتجمع فيها المتسولون مثل سوق السمك، والمساجد والأحياء السكنية، وخرج العمل عبر مواقع التواصل الاجتماعي ومدته «دقيقة». وأشار إلى أن الهدف من هذا العمل توعية الجمهور بخطورة المتسولين، الذين تتعدد وسائل التسول لديهم، الذي يبتغي في نهاية الطريق استعطاف قلب البعض والحصول على ما في جيوبهم، حتى أن منهم من أصبح يستخدم أدوات تكنولوجية حديثة خلال التسول، ويعتمد البعض الآخر على مشاهد تمثيلية قد تنحى بعيداً عن التسول، لكنها أصبحت طريقة حديثة للنصب على البسطاء من المواطنين، كأن يدعي أحدهم فقد محفظته أو سرقة ماله ويريد الذهاب للبيت ولا يجد مالاً يسافر به. مكافحة التسول وبالاقتراب من أحد مشاهير التواصل الاجتماعي منذر المزكي، تظهر بصمته في هذا العمل الكوميدي، فخلال 30 حلقة من العمل أعد السيناريوهات ليخرج العمل بشكل جميل، من حيث تجسيد صور التسول بأشكاله وأنواعه، وظهور الفنان راكان بعدة شخصيات مختلفة تستعطف الجمهور. ويقول المزكي تحت شعار «كافح التسول وساعد من يستحق» تعرض حلقات من التسول من خلال مواقع التواصل الاجتماعي في «إنستغرام، حيث قمت بكتابة السيناريو لهذه الحلقات التي تعرض كل يوم مواقف كوميدية مضحكة عن التسول في إطار من التوعية، وكيف استطاع الفنان راكان تجسيد الدور بشكل احترافي، حيث أقنع الكثير من الجمهور واستعطفهم لأخذ مبالغ مالية، متنكراً بشخصيات عديدة وكثيرة. ويضيف: «واجهنا خلال عملية التصوير الكثير من المواقف المضحكة، والمؤثرة أحياناً، حيث كاد راكان يتعرض للإمساك به، مشيراً إلى أن المبالغ التي تم جمعها من الناس يتم إرجاعها لهم في النهاية مع توضيح الأمر أنهم تعرضوا لمقالب من أجل توعية الجمهور بأساليب المتسول». وأشار إلى تعدد مواقع التصوير في إمارة رأس الخيمة بالكثير من المناطق التي تعاني من المتسولين، مثل المساجد والبنوك، والأسواق التجارية، والمقاهي القديمة في الأحياء السكنية، مبيناً أن الممثل راكان كان يزاحم رجال الجمعيات الخيرية من أجل التسول والحصول على المال من المترددين على المراكز التجارية، لأن الغاية من هذا العمل مكافحة المتسولين والتعاون مع الجهات المختصة للقضاء على هذه الظاهرة بكل أشكالها، حيث بات المتسول اليوم يتفنن في صور مختلفة في التسول وينتظر هذا الشهر الفضيل ليستخدم أساليب تضمن له الحصول على أكبر قدر من المال عن طريق كسب تعاطف الناس، ومن ذلك الاستعانة بالنساء والأطفال الصغار، وقد يصل الأمر ببعضهم إلى ارتداء الملابس الرثة أو حتى عمل عاهات دائمة أو موقتة. خمسة صغير وتعددت شخصيات راكان في العمل، تارة أصم وتارة أبكم وأعمى وأعرج، حيث يستعطف الناس بالمسابيح والعسل، يطلب واحد( مية أحمر وخمسة صغير)، وهو يعني بهذه الكلمة (مائة درهم أو خمسة دراهم)، البعض من الجمهور ساعده وسانده بإعطائه المال، وآخرون لاحظوا عليه أنه متنكر بهيئة متسول، لكن في النهاية لا يتحرك إلا وقد حصل على مراده، والفنان جاسم راكان الشخصية الكوميدية يجسد التسول في برنامج كافح التسول وساعد من يستحق يظهر للجمهور بأشكال مختلفة ومتعددة، يدق أبواب السيارات ويطرق أبواب المساجد، يقف أمام السيارات الفارهة مدعياً التسول. ويقول راكان: تمثيل دور المتسول من المهام الصعبة التي كُلفت بها في هذا العمل الكوميدي، الذي لابد لي كل يوم أن أظهر بشخصية مغايرة عن اليوم السابق، مع مواقف عديدة تقنع الجمهور بمساعدتي، وخلال العمل شاهدت مدى تعاطف الجميع معي، فالجميع قدم لي المال عن طيب خاطر من أجل الحصول على الأجر والثواب والتصدق لوجه الله. ويضيف: «تم التصوير في الكثير من الأماكن التي يجتمع فيها المتسول دائماً، والتي تتركز في الأسواق، والمساجد والمقاهي، وكثرت المواقف المضحكة أثناء التصوير مثل طرق «الدريشة» زجاج السيارة الفارهة ليقوم صاحبها بإنزال الزجاج وطلبي منه خمسة صغير (خمسة دراهم)، ثم الطرق مرة ثانية لطلب واحد أخضر «عشرة دراهم»، ومع تجاوب صاحب السيارة وطمعاً في الزيادة طرقت للمرة الثالثة مما أثار انزعاج الشاب صاحب السيارة، واضعاً يديه على كتفي، لأستغل ذلك الموقف بالوقوع أرضاً مدعياً أنه قام بدفعي على الأرض، طالباً منه مبلغ 2000 درهم، وإلا سأخبر الشرطة وما يتبعه ذلك من «سين وجيم» وسجن وقضايا، لأخرج من عملية التسول اليومية بأكثر من 1500 درهم. ويتابع: «هذا أحد المشاهد التي تعاملت فيها مع أصحاب القلوب الرحيمة المشهود بها لدى أهل الإمارات، ولكن هنا لابد من التأكيد على أننا بذلك نساعد هذه الفئة على التسول، خاصة العنصر النسائي الذين يجدهن المتسولون مصدر ثروتهم، فمن خلال الأدعية والتوسل بكلمات تخشع لها القلوب ومن باب طيبة الكثير من النساء يدفعن المال من دون تردد، حتى أن إحداهن اقترضت من زميلتها من أجل إعطائي مبلغاً من المال أثناء تصويري لمشاهد الحلقة». مسابيح التسول في أحد المشاهد التي قام بها جاسم راكان بتجسيدها أن استغل الجمهور في بيع المسابيح، ومن لا يشتري منه يتوسل منه مبلغ خمسة أو عشرة دراهم، مؤكداً أن بيع المسابيح والعسل نجحت لدى الكثير من الناس، الذين حين لا يشترون «العسل والمسابيح» يعطونه المال من أجل مساعدته. وجبة المستشفى تعاطف أحد الموظفين في مستشفى برأس الخيمة أثناء قيام راكان بالتسول، حين ردد قول الرسول صلى الله عليه وسلم «داووا مرضاكم بالصدقة»، ومن باب شفاء المرضى، كان يجلب لراكان وجبات الطعام من المستشفى، وذلك من باب الأجر والثواب، مؤكداً أنه استطاع إقناع الموظف بأن يساعده بأي شيء ليكون نصيبه وجبة من طعام المرضى. مكافحة المتسولين دعا المركز الرسمي للإفتاء «فتوى رقم 14089» إلى الالتزام بتوجيهات مكافحة التسول وعدم إعطاء المتسولين من الصدقات أو الزكاة لأنك قد تظن أنهم محتاجون وقد يكونون غير صادقين، وقد يكون غيرهم أولى بذلك، ولقد أولت الدولة هذا الأمر بالهلال الأحمر والجمعيات الخيرية المرخصة لتتحقق من الحالات وتوصل الصدقات لأهلها.  
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©