الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

موجة ركود تواجه سوق المنتجات الفاخرة

موجة ركود تواجه سوق المنتجات الفاخرة
24 أغسطس 2009 00:52
يواجه سوق المنتجات والسلع الفاخرة موجة ركود لم يشهدها منذ عقود اثر تراجع ملحوظ في الطلب والمبيعات منذ بداية العام الحالي وامتدت إلى شهر يوليو الماضي، بسبب تأثير الأزمة المالية العالمية وتغير أنماط الاستهلاك، بحسب تقارير دولية واستطلاعات رأي حديثة. أشار التقرير إلى تراجع مستوى مبيعات هذه السلع بنسبة تزيد عن 20% عالميا بنهاية النصف الأول من العام الحالي واتجاه 87% من المستهلكين إلى تغيير عادات الإنفاق، بهدف تحقيق وفر أكبر في النفقات. ووسط هذا التراجع لم تأل الشركات المنتجة للسلع الفاخرة وجهات التوزيع سوى مواجهة الأزمة بتكثيف من الحملات الترويجية وتقديم المزيد من العروض والتخفيضات السعرية في خطوات امتنعت عنها هذه الشركات لسنوات طويلة بهدف المحافظة على عرش السلع الفاخرة دون التنازل عن القيمة مقابل الكم. عروض ترويجية وفقا لما أشار إليه مدير المبيعات والتسويق في شركة رويال لندن التي لجأت للإعلان أمس الأول عن عرض ترويجي غير مسبوق في السوق الإماراتية يتم خلاله منح المشتري ساعة مجانية مقابل كل ساعة أخرى مشتراة، وذلك إلى جانب العديد من الأساليب الترويجية والتسويقية الأخرى التي تنشط حاليا محلات السلع الفاخرة في انتهجها لتحريك السوق وتحفيز العملاء على استعادة الثقة بهذه المنتجات مرتفعة الأسعار. من جانبها، قالت مؤسسة «باين آند كومباني» في تقريها نصف السنوي حول «السوق العالمي للمنتجات الفاخرة قطاع الصناعات الفاخرة شهد انخفاضاً ثابتاً في عائدات المبيعات تتراوح بين 15% و20% خلال الربعين الأوّل والثاني من العام الجاري، مسبّباً بذلك تناقصاً في قيمة هذا القطاع لتبلغ 153 مليار يورو مقارنةً ب 170 مليار يورو خلال العام الماضي. وتوقع التقرير أن يبدأ سوق المنتجات الفاخرة على المستوى العالمي بالاستقرار خلال النصف الثاني من العام الحالي، ليبلغ إجمالي الانخفاض خلال عام 2009 نسبة 10%. وقالت كلوديا داربيتزيو، كاتبة الدراسة وشريك في شركة «باين آند كومباني» وخبيرة الصناعات والمنتجات الفاخرة: «تخطّى الانخفاض الذي يشهده العام الحالي الحدود العليا والدنيا لشركات المنتجات الفاخرة، حيث يشعر متسوّقو هذه المنتجات بثقة أقل تجاه الإنفاق على التسوّق والسفر مما دفعهم إلى تقليص النفقات المتعلّقة بهذين القطاعين. كما يشعر أيضاً منتجو هذه السلع بضغوط اضافية نتيجةً لمطالب المتاجر وتجّار التجزئة بإعادة النظر بأسعار هذه المنتجات». مؤشر نيلسن لثقة المستهلك وتتطابق هذه المؤشرات مع ما ذهب إليه مؤشر نيلسن لثقة المستهلك الذي أشار إلى اتجاه 87% من المستهلكين إلى تغيير عادات الإنفاق، بهدف تحقيق وفر أكبر في النفقات، مقارنة بالعام الماضي، لافتا إلى انه من خلال التكتيكات المتبعة في فترات الركود العالمي يتضح بان 1 من أصل 2 من مستهلكي الإمارات سيلجأ للامتناع عن شراء ملابس جديدة ومحاولة ترشيد استخدام الغاز والكهرباء، بحيث سيعمد 43% من المستهلكين على خفض الإنفاق على الترفيه الخارجي بالإضافة إلى تخطيط 42% منهم لترشيد استخدام هواتفهم». وتفيد «باين آند كومباني» بأنّ معدّل انخفاض المبيعات في الأميركيّتين يقدّر بنحو 15% في حين يبلغ 10% في أوروبا واليابان، كما تشكّل الأسواق الرئيسيّة للمنتجات الفاخرة أكثر من 80% من مجمل المبيعات في مختلف أنحاء العالم. وتظهر أسواق المنتجات الفاخرة الأصغر حجماً نتائج واعدة نسبياً مقارنةً بالأسواق الكبرى، حيث يُتوقّع أن تسجل نسبة نمو تقدّر بنحو 7% في الصين و2% في منطقة الشرق الأوسط، الاّ أنّ هذا النمو غير قادر على مواجهة الانخفاض الحاد الذي تشهده الأسواق الرئيسيّة. المنتجات الفاخرة وتشمل المنتجات الفاخرة الرئيسيّة فئات عدّة بما فيها قطاع الأزياء الراقية الذي يُتوقّع أن يواجه الضرر الأكبر بانخفاض إجمالي يبلغ نسبة 15%. ومن المتوقّع أن تنخفض عائدات قطاع المجوهرات والساعات بنحو 12%، في حين ستشهد المنتجات الجلدية والأحذية والاكسسوارات انخفاضاً يقدّر ب 10%. ويعدّ قطاع مستحضرات التجميل والعطور الفاخرة أحد أكثر الفئات مرونة في مواجهة الأزمة الراهنة بإجمالي مبيعات يبلغ 4 .22 مليار دولار يورو لمستحضرات التجميل و4 .18 مليار يورو للعطور خلال العام الحالي مقارنة مع نسبة المبيعات في عام 2008. وتعكس هذه الاختلافات بين فئات المنتجات الفاخرة الرئيسيّة اتّجاهاً جديداً بين أوساط المتسوّقين نحو المنتجات الأقل سعراً، إلا أنّهم يحافظون في الوقت ذاته على ولائهم للماركات الأكثر انتشارا. وتشير داربيتزيو الى أنّ أحد أهم التغيرات الناتجة عن الوضع الاقتصادي الراهن يتمثّل في كون مصطلحي «المنتجات الفاخرة» و»الأسعار» لم تعودا مترادفين بالنسبة للمستهلك. التغيّرات الجوهرية كما رصدت الدراسة أيضاً المزيد من التغيّرات الجوهرية المتعلّقة بسلوك المستهلك ومواقفه في ظل تكيّف متسوقي المنتجات الفاخرة مع الحالة النفسية التي فرضها الركود الاقتصادي العالمي، ومن هذه التغيرات، مواصلة الانخفاض الذي يقوده مستهلكون الجدد للمنتجات الفاخرة سهلة المنال، حيث يسعى هؤلاء الى شراء المنتجات الأقل سعراً من مختلف الماركات العالمية. اما المتغير الثاني فيتركز على السعي وراء القيمة الجوهرية من قبل شريحة المتسوقين الأكثر ثراءً، أو ما يطلق عليهم «المتسوّقون الرئيسيون للمنتجات الفاخرة»، الذين يركزون على القيمة الجوهرية واستدامة المنتجات الفاخرة بدلاً من التركيز على مدى مواكبتها لخطوط الموضة العالمية. ومن بين المتغيرات الجديدة كذلك التي أشارت اليها الدراسة، الانفاق المعتدل البعيد عن التباهي حيث ينجذب المستهلكون اليوم نحو المنتجات ذات الأسعار المعتدلة، مفضلين الحذر في انتقاء المنتجات وكيفية الشراء في المتاجر الفاخرة، إلى جانب التركيز على القيمة حيث ينتظر معظم المتسوقين لمختلف فئات المنتجات الفاخرة التخفيضات الموسمية أو يبحثون عن التخفيضات في أقسام المحلات التجارية ومنافذ البيع.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©