الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

قصائد من الشعر الروسي

قصائد من الشعر الروسي
25 يونيو 2008 21:33
الليكي رسول حمزاتوف وُلد عام 1923 في قرية تسادا من القرى الآفارية في داغستان، كانت العربية هي أبجديتها الأولى، أنهى دراسته في معهد غوركي الأدبي في موسكو، وصار أحد أكثر الشعراء السوفيات شهرة، لم يكتب شعره إلا بلغته الآفارية، لكنّ نتاجه تُرجم إلى العديد من اللغات· بعيداً تخلّفت الأنهار وسلاسل الجبال المدثرة بالثلوج وها هو الليكي في بيتك اليوم فلماذا لا تبكين خوفاً؟ üüü أم أن أمكِ لم تعد تُغنّي بين أهلك طوال المساء عن غاراتي المرعبة؟ üüü أم أن أباك يا صغيرتي لم ينبئك وقد علته الكآبة أنني قاطع طريق محنّك قد حللتُ قريباً منكم؟ üüü في الأيام الخالية كانت الأمهات تخيف أطفالها بي: ''نامي وإلا سيجيء الليكيُّ على جواده السريع نامي يا صغيرتي نامي!'' لقد ولدت بعينين صافيتين وسأرفعك عالياً بين يدي كالنجمة فوق جبالكم üüü إنكِ لتنظرين إليَّ بشجاعة أتريدين أن نجلس عند النهر؟ ومن الزهور، بمهارتي القليلة، سأضفر لك إكليلاً üüü في الشعاب الجبلية تندفع الأنهار وفي بيتك يهدهدك الليكيُّ الطيِّب: ''نامي يا صغيرتي نامي··'' ü ''الليك'' هكذا كانوا يدعون أهل داغستان في جورجيا قديماً· كليوبترة ألكساندر بلوك وُلد عام 1880 وأُعتبر باعث الرمزية الروسية الأول، قيل عنه إنه شاعر الروح التراجيدي في تعطشه المرير إلى الوجود الإنساني المتكامل، وفي بحثه عن الجمالية الغريبة في عصره عصر الألم والتحولات· متحفُ الشمع الكئيب، وقد مرّ عليه عام وثانٍ وثالث، ولما يزل مفتوحاً ونحن نحثّ الخطى إليه حشداً من السكارى والوقحين، حيث تنتظر الملكة üüü مستلقيةً في تابوتها الزجاجي ليست بالحية أو الميتة، وهمسات الناس الصفيق تدور حولها دونما انقطاع üüü متمددة على طولها بكسل لتنسى إلى الأبد، ولتغفو إلى الأبد·· وبلطفٍ وتأنٍ تلدغ الأفعى ثديها الشمعي üüü وأنا المأجور الشائن بدائرتين زرقاويين حول عيني، أتيت لأتمتع بمنظرٍ جانبي من الشمع يُعرض تحت كل عين üüü أيتها الملكة أنا أسيرُ يديك عبداً رقيقاً كنتُ بالأمس في مصر وقد قضى القدر بأن أصبح اليوم شاعراً وملكاً üüü أتراك تبصرين، عبر زجاج التابوت، أن روسيا مثل روما مخمورة بك؟ وأنني وقيصر معاً نمتلك المصير نفسه عبر القرون؟ üüü يومذاك كنتُ سيدةَ العواصف، واليوم أنتزع أكثرَ الأشياءِ حرقةً دموعَ الشاعر السكير وقهقهة البغي المخمورة· نجمة النهار ألكسندر بوشكين وُلد عام 1799 أما ولادته الشعرية فكانت عام 1815 وقد جرى الاحتفاء به بوصفه رائد التجديد في الشعر الروسي خلال تلك المرحلة· كتب غوغول يقول إنّ بوشكين ظاهرة خارقة، ولعله الظاهرة الفريدة للشعر الروسي، أما الناقد بيلينسكي فرأى أنه لا يعوزه اختيار مادة لموضوعه، ذلك أنّ أيّ مادة بالنسبة له مترعة بالشاعرية· نجمة النهار قد انطفأت وهبط الضباب فوق البحر الأزرق فاندفع، إندفع يا شراعي الطيّع واضطرب تحتنا، أيها المحيط المتجهم إني لأرى ضفة سحيقة، أرى حافة الأرض الجنوبية الساحرة قلقاً، مكتئباً أتطلع إلى هناك، وقد أطربتني الذكرى وأحس أن الدموع قد ولدت في عيني ثانية وروحي تغتلي وتتجمد إن طيفاً غير غريب علي يخفق من حولي فأتذكر حبي الجنوني الغابر وكل ما قد آلمني· أو كان عزيزاً عليّ: خداع آمالي ورغباتي المهلك·· فاندفع، إندفع يا شراعي الطيّع واضطرب، تحتنا، أيها المحيط المتجهم ويا مركبي طرْ بي إلى التخوم القصية في تقلبات البحر المخادعة الرهيبة إنما بعيداً عن الضفاف الكئيبة بعيداً عن الوطن الضبابي حيث التهبت أحاسيسي لأول مرة بالرغبة المحرقة أنا الباحث عن انطباعات جديدة أفرُّ منكِ يا شواطئ روسيا أفر منكم يا ربيبي اللذائذ يا رفقة الصبا السريع الزائلة وأنتن، هاويات الغواية الفاسدة ومن ضحيت بنفسي لهن دونما حب بالمجد والحرية وراحة البال سلْوتُكنَّ·· يا فتنة الصبا الغادرة يا ظلال ربيعي الذهبي المستترة سلْوتكِ أخيراً·· غير أن جراح قلبي القديمة جراح حبي العميقة ما أنا واجد لها بشفاء فاندفعْ، إندفعْ يا شراعي الطيّع واضطرب، تحتنا، أيها المحيط المتجهم· أغنية عن الأغنية أنّا أخماتوفا وُلدت عام 1889 وتُوفيت عام 1966 وأمكنها عمرها المديد أن تُشكّل علامة فارقة في مسيرة الشعر الروسي، عاشت غربة الفكر والزمن، عرف عنها الإقلال من نشر الدواوين الشعرية، دون أن يمنعها ذلك من احتلال مرتبة جديرة بها في المشهد الشعري· محرقة في البداية كالنسيم الصقيعي ثم تسقط في قلبي دمعة مالحة وحيدة üüü ويأسف القلب الحاقد لشيء ما ويُحسُّ بالحزن غير أنه لن ينسى هذا الأسى الخفيف üüü أنا أزرع لا غير ويجيء غيري ليحصد·· لا يهم! وليبارك الله هذا الحشد الحاصد المبتهج üüü ولكي أشكرك أنا في منتهى الشجاعة فاسمح لي أمنح العالم ما هو أكثر بقاء من الحب ü من كتاب ''مختارات من الشعر الروسي'' إصدار هيئة أبوظبي للثقافة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©