الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أبناؤنا: ماذا نريد أن يكونوا؟···

أبناؤنا: ماذا نريد أن يكونوا؟···
25 يونيو 2008 21:30
المدرسة الأميركيّة··· المدرسة اليابانيّة··· وبدرجة أقلّ المدرسة الفرنسيّة··· يضع القائمون عليها أهدافاً يحدّدونها ليحقّقوها، في زمن معيّن··· أولئك هم! ونحن؟ ماذا ترانا نعلّم ناشئتنا؟ وبِمُساءَلةٍ أخرى: لماذا نعلّمهم؟ أي ماذا نريد أن يكونوا في المستقبل، انطلاقاً من هذا التعليم؟ أم هل نترك الحبل على الغارب في الجامعة، بحيث يختار كلّ طالب ما يريد دون التفكير في حاجات الوطن بعد خمسِ سنوات، أو عشرِ سنوات من الكفاءات العليا في الهندسة بمختلف تخصّصاتها، والفيزياء، والكيمياء، والإعلام الآليّ، والطّبّ ونحو ذلك؟ وإذن، فهل نغلّب الجانب العلميَّ على الجانب الأدبيّ، أم نغلّب الشِّقَّ الأدبيّ على العلميّ؟ أم لا هذا يتغلّب على ذاك، ولا ذاك على هذا في سيرة تشبه وقوع المصادفة؟ وأين الإبداع في مؤسساتنا التعليميّة من حيث طرائقُ التدريس، ومن حيثُ برامج التعليم؟ وإذن، فماذا نريد أن نحقّق في المستقبل من أهداف من وراء إنشاء المدرسة العربيّة؟ أم لا يجاوز ذلك محاربة الأمّيّة، وتلقّي معلومات بسيطة قد تفتقر إلى تدقيق؟ وقبل كلّ ذلك علينا أن نعالج أمراض أنفسنا، فنتساءلَ بشجاعة: لماذا تخلّفْنا نحن، وتقدّم غيرُنا؟ وما الذي جعلَنا نبقَى وراء القوم، لا أمامَهم، فأصبحْنا في الحالِ التي نحن عليها قُصارانا تقليدُ القومِ فيما يصنعون؟ وإذن، فمتى ننتقل من مرحلة الاستهلاك إلى مرحلة الإنتاج؟ أي من مرحلة الأخذ، إلى مرحلة العطاء الحضاريّ الراقي؟ وما الموانعُ التي تجعلنا عالةً على غيرنا: يزرعون ونأكل، وينتجون ونستهلك، ويكدحون ونستمتع بما يبتكرون من مُرْتَفَقاتٍ حضاريّة؟ وماذا ننتظر من أجل أن نفكّر في تغيير برامج التعليم رأساً على عقِبٍ فنعلّمَ مبادئَ الاقتصاد منذ المرحلة الإعداديّة بواسطة كتب بسيطة تتناسب مع المستوى الذهنيّ للمتعلّمين الصغار، تعرّف الناشئةَ بأسس الاقتصاد على نحو يمكن أن نطلق على هذه المادّة ''التربية الاقتصاديّة''؟ وهل تلميذُنا مثل التلميذ الأميركيّ أو التلميذ اليابانيّ في مستوى التعليم الذي يُلَقَّنُه؟ وإن لم يَكُنْهُ، أو إنْ لم يكُنْهُما، فما يمنعنا من أن نرقّيَه إلى ذلك المستوى؟··· أسئلة كثيرة يمكن أن نلقيَها على أنفسنا، فتظلّ متسلسلةً لا تنتهي ولا تنفَدُ··· ولكنْ علينا أن نجيب عنها بواسطة مربِّين عربٍ متخصّصين، أكْفَاءَ في مجالَيِ التربية والتعليم· وإذا كانت الجامعة العربيّة بكلّ هيئاتها لم تكد تجني من وراء مشاريعها الثقافيّة والتعليميّة إلاّ الشّوك، فماذا تنتظر الأقطار العربيّة، ونستثني بعضها في بلدان الخليج، من أجل أن تعمل على محاولة الإفلات من قبضة البرامج التعليميّة المتخلّفة التي أكل الدهر عليها وشرب؟ تلكم أسئلة نطرحها على أولي الشأن في مجال التعليم من العرب كافّة، عساهم أن ينظروا في المدرسة العربيّة فيجدّدوا إِهابَها، كيما تلتحقَ بمستوى المدرسة الراقية في العالم، لأنّ المدرسة، لدى نهاية الأمر، هي مقياس التطوّر أو التخلّف لدى أمّة من الأمم·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©