الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فرقة سراب ·· حكاية لا تتعب من التكرار

فرقة سراب ·· حكاية لا تتعب من التكرار
25 يونيو 2008 21:26
لكلمة سراب مدلولها الفائق الغنى في الوجدان العربي، وكثيرة هي الحكايات التي تروي تجربة الناس معها، إذ لطالما كان أهل هذه البقعة من الأرض يبحثون عن الجدوى ليقعوا على السراب وحده، ويكون عليهم أن يقنعوا من مآل السعي بمتعة البحث ووهم اللقاء وحدهما· في فلسطين تبدو الحكاية كما لو أنها لا تكف عن التكرار، ويبدو الناس كما لو أنهم لا يتعبون من الإصغاء إليها بفرح يستعصي على التفسير· كثيرة هي تجليات السراب الفلسطيني المعاصر، لعلّ أبرزها فرقة راقصة إختارت أن تحمل الإسم المستوحى من تفاعل التجربة مع المعاناة، وتسير على وقع اللحظة النازعة دوما إلى توق اللقاء وسحره الأخاذ، فرقة يجسدها شباب واعد، يسعى للإنجاز رغم ضيق الإمكانات، وتبعات الإحتلال، ومحظورات القمع والحصار، ذوات فتية، طامحة لأن تقول شيئا ما·· ورقصا يبتدأ القول· منذ عامين ونيّف إنطلقت فرقة سراب، فرقة محلية للرقص في مدينة رام الله الفلسطينية، عناصرها شباب وشابات تتراوح أعمارهم بين 16 و20 سنة· يسأل البعض لماذا سراب؟ الأرجح أنها تعبير صادق عن سمات جامعة لجيل عنيد، رفض الوهم، كما رفض تزييف الحقائق، وإختار الإحتماء في رحاب الذاكرة· فرقة تغني الوطن الغائب حتى يصير على مشارف الحضور· هكذا يمكن لثلاث عشرة لوحة فنية، رسمها أعضاء الفرقة بأجسادهم الفتية، أن تعكس، بتعبير لا ينقصه الوضوح، معاناة الشعب الفلسطيني منذ نكبته الأولى حتى انطلاقة انتفاضته عام ،1987 مروراً بالنكبات العديدة التي عاناها في الوطن والشتات· إنطلقوا في عمل فني راق، استُخدمت لوحاته لتعرض في ذكرى النكبة ال60 من هذا العام، مستلهمة مفهوما جديدا للفن والرقص، يشارك في صياغته راو، يصور ويقص، ويحدِّث بكثير من كثير· أهداف ثقافية ووطنية تصبو الفرقة، كما توضح أدبياتها، إلى أغراض شتّى في مقدمها تعميق الهوية الفلسطينية والإنتماء الوطني لدى جيل الشباب، والمحافظة على تاريخ الشعب الفلسطيني، وتطمح أيضا إلى تنشئة شباب متمسك بقيمه،منتم لوطنه وأمته، واع لموروثها الحضاري وقيمها، ومتحل بروح المسؤولية، هذا بالإضافة إلى تنمية مواهب الشباب الفلسطيني، وتعزيز قدراته الثقافية، الفنية، الرياضية، وتشجيع روح الإبداع والمبادرة الذاتية لديه· ولا يفوتها السعي من أجل تنمية الجيل الطالع، والمساهمة في بناء وصقل شخصيته، بالعمل على استنهاض طاقته وتطويعها في خدمة المجتمع· حداثة مجذّرة إنطلقت فرقة ''سراب'' للرقص بمناسبة الذكرى 60 للنكبة الفلسطينية في عرضها الاول، ''محطات في الذاكرة''، المعتمد على الرقص وتقنية الظل وشاشة العرض بمرافقة الراوي، هي رصدت من خلاله مراحل من تاريخ فلسطين وشعبها، تمتد من مأساة النكبة الى اوائل الانتفاضة الاولى· وقد ساهم في إنجاز العرض الأول للفرقة كل من مدرسة الكلية الأهلية في رام الله (قدمت مسرحها لمدة سنتين لتدريب الفرقة) وبلدية رام الله (وفرت مكان العرض مجانا - قصر الثقافة) وشركة زووم للدعاية (طباعة الدعوات والمواد الإعلانية وبروشورات الفرقة مجانا) وباسل زايد ويوسف زايد (تسجيل مادة العرض المسموعة) إضافة إلى مصمم الأزياء غصوب سرحان الذي أخرج البوستر العائد للعمل الفني، وأحمد ابو هنية مصمم الرقصات، وكاتب النص فؤاد فينو· يقول محمد الأسمر، المدير الاداري للفرقة، أنّ الرقص الحديث بات فنا عالميا، و''نحن نعتمد عليه، دون التخلي عن روح الرقص الشعبي الفلسطيني، لإيصال رسائل الى العالم والى الشباب الفلسطيني حول النكبة واللجوء وقضية اللاجئين''· أما عبد الله درويش، أحد اعضاء سراب، فيوضح أنّ الفرقة تضّم أربعين راقصا من الطلاب دون العشرين من العمر، سيتقدمون إلى الامتحانات الثانوية هذا العام، وهم تالا ابو ظاهر، روان ابو هولة، دانا فراج، زينة جيوسي، لميس أبو نحلة، ماري فينو، جيسيكا فينو، مورين ديك، ريم رزق، تمارا سليمان، تالا وعري، نورا طه، أنجي ناصر، محمد سليمان صالح، مويد العجزولي، محمد العملة، محمد خضر، عبد الله درويش، عمر البرغوثي، تيسير سمارة، خالد موسى، أحمد شاهين، عامر شامية، محمد شتية، زياد ابو نمرة، رمزي ابو نمرة، خليل بياضي، يانا بحيص، هديل عنفوص، مارلين ديك، ناتالي سابا، ديانا حداد، لانا خضر، وربى عيسى· في غفلة عن أنظار العالم تبني سراب حلمها العنيد، يأتي الوعد راقصا، معمدا بضوء الحنين إلى الماضي الذي يبقى مورقا ومخضرّا، برغم القحط والجدب·· ورعونة الريح·
المصدر: غزة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©