الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

راشد المرر: سأصور فيلماً يحكي القضية الفلسطينية برؤية محايدة

راشد المرر: سأصور فيلماً يحكي القضية الفلسطينية برؤية محايدة
22 مارس 2011 19:54
الشاب راشد المرر عمل بجد لتحقيق حلمه في الإبداع والإخراج السينمائي، إذ تخرج في كلية التقنية بإمارة دبي، بعد أن درس في مدارسها الحكومية، ولم تكن الرفاهية المتوفرة لشباب كثر هي همه، بل تحقيق ما يطمح إليه ويأمل أن يكمل حلمه في السفر ليكون اسما في عالم السينما. كان اختيار أهل راشد المرر إلحاقه بمدرسة حكومية لضمان تعلمه اللغة العربية. ففي البيت كانت الحديث باللغة الإنجليزية لأن والدته بريطانية، لذلك تعلم اللغة العربية قراءة وكتابة، وقد استفاد منها في مجال العمل، مع تميزه أيضا في اللغة الإنجليزية. ولأنه طموح فإن له مشروعه الذي يحلم به ويعمل من أجل تحقيقه. “الاتحاد” التقته وأجرت معه الحديث التالي: ? عملك في الإخراج السينمائي يحتاج إلى محبتك للسينما، إلى أن وصلت إلى هذه المرحلة من العمل، هل كان عندك رؤية معينة لمشروعك الخاص هذا؟ أو كان هناك توجيه واهتمام من الأسرة؟ من أين بدأ مشروعك السينمائي؟ ? بداية المشوار لم تأت من لحظة معينة، كانت مراحل تدريجية، أنا درست من الابتدائية في مدارس حكومية إلى أن تخرجت من الثانوية في دبي. لما تخرجت لم يكن لي طموح إلا دراسة الفن السينمائي، كنت أتمنى أن أدرس صناعة الأفلام، لكن لم يكن عندي الإمكانية أن أدرس في الخارج. هنا لم يكن عندنا مدارس أو جامعات متخصصة بصناعة الأفلام إلا التقنية التي تدرس الإعلام، اضطررت أن أتخصص بالإعلام. المشكلة الثانية كانت إذا درست السينما، ما هي ما هي الوظيفة التي سأعمل فيها. الأهل كانوا يريدون أن يدعموني في الشيء الذي أريد أن أفعله، لكن كان رأيهم أن أنظر للواقع، فدراسة الأفلام لا تؤمن العيش. لذا درست في تقنية دبي الإعلام وتخصصت في تصوير الفيديو والإنتاج السينمائي والتلفزيوني. هذه الطريقة فتحت لي المجال أن أشتغل في عدة مجالات. قبل التخرج اشتغلت بشكل جزئي بتلفزيون دبي لمدة ثلاث سنوات. وفي الفترة نفسها اشتغلت، في شركة المجموعة العربية للإعلام لمدة ستة شهور. وهناك اكتسبت خبرة من القطاع الحكومي والقطاع الخاص كإعلام. بعدها اشتغلت في مهرجان أبوظبي السينمائي كمنتج، عملي في التلفزيون كان جيدا تعلمت الكثير من الخبرات الموجودة. هذه الوظيفة يحصل عليها المتخرج الذي يحمل خبرة، أنا حصلت عليها وأنا طالب. تعلمت واشتغلت مع ناس عندهم سنوات الخبرة، وكانوا في قسم المبدعين في تلفزيون دبي، في قسم الإعلانات ومنها الترويجية. طبعا كان الإنتاج في هذا القسم بالذات على مستوى عالمي، ربحوا جوائز عالمية كبيرة على الأعمال التي اشتغلوا عليها، وأنا استفدت من هذه الخبرات في الأعمال الخاصة من الأفلام وبعض الأعمال التي أشتغل عليها. ? في مجال الإعلام هناك تواصل مباشر مع المجتمع، هل لها أهمية لا تقل عن الدراسة الأكاديمية وخاصة أن الدراسة عندنا نظرية، وتلقين أكثر من العملي؟ ? بالتأكيد يوجد توازن بين الشيئين، العمل في مجال الإعلام ضروري جدا، إلى جانب الدراسة، هناك أشياء تقنية يجب أن يتعلمها الشخص، الشهادة والدراسة تفتح للشخص فرصا في مجالات مختلفة، ويمكن للشخص وقتها أن تتغير ميوله باتجاه آخر من هذه الخبرة التي يكتسبها، تكون بما يعادل الدراسة خاصة في مجال الإنتاج، لأن الطالب مهما تعلم من الدراسة لا يمكن أن يحقق طموحه إلا عندما يطبق هذا الشيء عمليا. والمشكلة عندنا في الجامعات أن التدريس يكون عاما ومبسطا، يعطون الطالب فكرة عامة عن الإعلام وعن التصوير والمونتاج، الطالب يكون عنده اختيار، أنا كان عندي أن أعمل ما يطلبه المدرس مني وهو عمل بسيط، أو أنا كطالب أعتمد على نفسي وأتعب وأتعلم أكثر. وأنا حاولت أن أبذل جهدا أكثر سواء من خلال الإنترنت للحصول على خبرات مختلفة وتجارب معينة. بهذه الطريقة الطالب يتعلم ويستفيد أكثر. ?هناك من يقول إن الشاب الإماراتي مدلل ويبتعد عن العمل المتعب، هل برأيك تغيرت النظرة وفي السنوات الأخيرة نحو مختلف الوظائف أو ما زلنا بحاجة إلى العمل بشكل جدي أكثر وبعيد نوعا ما عن الرفاهية؟ ? أعتقد الذي تغير هو أن الفرص مفتوحة للشباب والشابات الإماراتيين، أن يشتغلوا في عدة مجالات، لكن المشكلة ما زالت موجودة عند الشاب نفسه أنه يشتغل بهذا المجال. أنا تخرجت في كلية الإعلام ومعي عشرة طلاب، أنا الوحيد الذي أشتغل في الإعلام والباقون مجموعة منهم اشتغلوا في الإعلام فترة تعبوا أو لم يحصلوا على الفرص. على سبيل المثال واحد من الشباب اشتغل فترة، لكن لم يعطوه الفرصة مرة واحدة كمخرج لتقديم برامج، بقي كمتدرب. بالنهاية هو تعب من هذا الشيء واعتزل عن هذا المجال، وحصل على وظيفة في جهة حكومية. وفي مجال الإعلام يطلب من الواحد أن يتعب ليكتسب خبرة. أنا أخرج إلى الميدان وأصور وأحمل الكاميرا بيدي لأتعلم وأستفيد، بعدها يمكن أصير بمركز أكبر. أنا تركت عملي في تلفزيون دبي فعلا لأن طموحي تغير كمجال للعمل، لكن الفرص كانت موجودة. بدأت كمنتج وخلال ثلاث سنوات ترقيت إلى مسؤول مسؤول إنتاج كبير، وهذا يكون لناس أكبر مني بنحو 15 سنة. الفرص موجودة لكن البداية بالتأكيد متعبة وتحتاج إلى جهد وصبر. وبصراحة الشباب الإماراتي الذين يهتمون ويعملون في هذا المجال قليل جدا لأن المرحلة الأولى صعبة عليهم. ? الفتاة في الإمارات تميزت في عديد من الأعمال، سواء في الأدب أو الاقتصاد أو التصوير والإخراج وكتابة السيناريو، هل توجد جدية أكثر من الشباب أو الفتاة يكون لديها نضج مبكر يؤهلها لحمل المسؤولية أكثر؟ ? فعلا البنات أثبتن أنفسهن في مجالات متعددة، لكن ليس بنسبة كبيرة خاصة أن عدد الشباب أكبر وهذا النجاح يعود لأسباب ثقافية، لأن الأهل يشددون على البنات لذلك فهن جادات في العمل وينجحن فعلا، كما أن الفرص موجودة، فرص الدراسة أو العمل والدعم من الجهات الحكومية وغير الحكومية موجود. أنا لاحظت أن لدينا فرصا موجودة خاصة في الإعلام للبنات أكثر، يعطوهن وظائف وهذا شيء جيد، لأن الشباب عندهم كل الخيارات، سواء في الشرطة أو الحكومة، أو في مجال الأعمال، والأهل يريدون لهن مجالات معينة من العمل. أما في مجال السينما بالذات، أنا لا أرى لحد الآن أن شابا أو شابة أثبتوا أنفسهم على مستوى عالمي، لأن العمل السينمائي لا يقتصر على شخص واحد، مثلا فيلم علي مصطفى “دار الحي” جميل جدا لكن ليس عمله وحده كشخص بل عمل فيه فريق كبير وكلف أموالا كثيرة، والمبدأ ينطبق على كل الأفلام. ? يوجد دعم كبير للسينما في الإمارات، سواء في أبوظبي أو دبي. من رؤيتك وأنت تعمل في هذا المجال، هل تطور السينما في الإمارات يسير ببطء أو هناك نجاح وتميز يبشر بمستقبل جيد؟ ? بالتأكيد نحتاج إلى وقت طويل، السينما حتى عالميا وفي هوليود أو أي مكان آخر يحتاج المخرج السينمائي حوالي أربعين سنة، إلى أن يبدأ ينتج أفلامه. المبدأ هنا المخرج يبدأ كمساعد يحضر الشاي، بعد ذلك يصل إلى مصور ثم يشتغل على الإضاءة، يتعلم كل هذه الأشياء، وأخيرا يشتغل بالإخراج. والمشكلة أن التقنية تطورت، يمكن بكاميرا صغيرة أن أصور فيلما لا يكلفني الكثير، بينما قبل 10 سنوات لو أردت أن أصور فيلما تكون كلفته أكثر من أربعين أو خمسين ألف درهم فقط ثمن لأجهزة التصوير ومعرفة استخدامها. لذلك لابد من أن أتدرب لعدة سنوات وأن تكون لدي الإمكانية حتى أتقن هذه التقنية، وبعدها أفكر كيف أقوم بإنتاج فيلم. الآن أصبحت التقنية سهلة، ويتم تصوير الفيلم بسرعة. مع الأسف الشديد عندنا عدد كبير من المخرجين، هذا شيء جيد وفرصة أنهم يتدربون، لكن لا أعتبر أن عندنا سينما، ولا مخرجين عندهم خبرة وأنا منهم، فعلا ليس لدينا خبرة كافية. ولذلك نحتاج إلى وقت وعلى الشباب أولا أن يتدربوا حتى يتمكنوا من الإخراج السينمائي. وثانيا أن يكون عندنا مجال للسينما، ومعنى كلمة مجال للسينما مثل مصر أو مثل هوليود أو بوليود، أفلام تنتج وتباع وتربح. إذا لا توجد أرباح من وراء هذه الأفلام لا تدخل شركة وتستأجر الكاميرات، حتى المخرج يجب أن يكسب لأن من يريد أن ينتج فيلما عليه أن يتفرغ أكثر من سنة. بعدها، سنة ثانية ليروج حول العالم عرض الفيلم. بالطبع أنا لا أقدر أن أتفرغ لعمل فيلم بدون دخل، إلا إذا كان المجال من خلال شركة كشركة “إيمجنيشن” الموجودة في أبوظبي وقد بدأت تدعم الفيلم بطريقة التمويل العالي بحيث أن المخرج يحصل على أجره، هذا يمكن المخرج من أن يتفرغ لعمله ولكن هذا الشيء غير موجود بعد. ? بدأت عملك بالإعلام، ثم تركته وتوجهت إلى السينما، بماذا أمدتك تجربة العمل بالإعلام؟ ? لا أعتبر نفسي أني تركت الإعلام، مازلت أشتغل مع قناة الجزيرة الإنجليزية الوثائقية، كما قدمت أفلام طلاب عرضت في مهرجان الخليج السينمائي، وفي أفلام الإمارات في أبوظبي، واشتغلت على فيلم اسمه “انخفض” كان آخر عمل طلابي عرض في أبوظبي. وآخر مشروع عملت عليه إخراج ومونتاج وتصوير، كان فيلم وثائقي بعنوان “رسائل إلى فلسطين”، عرض في مهرجان دبي السينمائي، وهو عمل يتكلم عن فكرة فلسطين في العالم العربي، واخترنا أشخاصا من البلاد العربية من أعمار مختلفة وسألناهم ماذا تعني فلسطين لهم، ولاحظنا أن الجميع مهتم بالقضية وما هي وجهة نظره حولها. الفيلم أساسا كان معمولا للشعب الفلسطيني، وأرسلناه إلى فلسطين وعرض هناك وسيعرض في مهرجان الخليج السينمائي. ? ما هو العمل الجديد التي تحضر له حاليا؟ ? هناك عمل جديد أعمل عليه، هو مجموعة من الورش، يشارك فيها مجموعة من الشباب من دول مختلفة بينهم أميركي يعمل متطوعا، ومعنا من إيرلندا وبريطانيا، وسنذهب إلى فلسطين في فترة الصيف وسنشارك أطفالا من فلسطين أعمارهم من 10 إلى 15 سنة في ورش عمل تعد للسينما، تبدأ بالرسم والتصوير عن حياتهم اليومية، ونقدمها بطريقة مبسطة. ? حدثنا عن الفيلم المرافق لورش العمل، الذي تتحدث عنه في داخل فلسطين؟ ? العمل هو مرافق لورش العمل في فلسطين، وهو عبارة عن فيلم وثائقي يتكلم عن نفس الموضوع، فيه شخص أميركي من أصل فلسطيني طرد من أرضه، في السبعينيات كان عمره 13 سنة، عاش فترة في الأردن، والكويت، ثم أميركا حيث درس وعاش هناك. نحن الآن أعطيناه الفرصة أن يرجع إلى فلسطين بعد 30 سنة، ليصور معنا فيلما يتكلم عن قصته. سيلتقي في هذا العمل مع الإسرائيليين الذين أخذوا أرضه وطردوه وستدور نقاشات في هذا الفيلم حول الأرض والاستيلاء عليها، هذا الفيلم سيتكلم ويصور هذه النقاشات، والمكان والواقع الذي يعيشون فيه من وجهة نظر أميركي، لأنه عاش كل هذه السنين وأصبح أميركيا، وهو سيشرح القضية على حقيقتها دون أي تدخل. ? كيف تنظر إلى الإعلام العربي، وخاصة بعد هذه الثورات ومصاحبة الإعلام وتقديمه للأحداث؟ ? بعض الجهات الإعلامية جيدة جدا، لكن الذي نجح وغير في دور الإعلام كله هو الإعلام الجديد، الفيسبوك، تويتر إنترنت كل هذه الأشياء غيرت دور الإعلام بشكل عام بحيث توصل المعلومات للعالم كله، يعني لا يوجد حلقة وصل بين الحدث والجمهور كما كان من قبل، كانت حلقة الوصل بين الحدث نفسه والجمهور، وكانت الحكومات وجهات معينة هي التي تسيطر على الإعلام. الآن ألغي هذا الشيء لأن الإعلام اضطر أن يغير الطريقة التي كان يتصرف فيها، ولم يظل على نفس النمط. المشاركة في المهرجانات السينمائية حول مشاركاته في مهرجانات السينما العربية والعالمية، يقول المخرج راشد المرر “أحاول قدر المستطاع المشاركة في العديد من المهرجانات السينمائية، بعد أن اشتغلت في مهرجان أبوظبي السينمائي، فتحوا لي المجال بأن أزور مهرجانات ثانية، ومن خلال عملي وطموحاتي الشخصية، كنت أحضر أي فعالية تخص السينما في الإمارات. ولما تفرغت في أبوظبي أصبحت كسينمائي أزور مهرجانات بشكل تلقائي، حضرت مهرجان الدوحة، وكما التقينا معا في مهرجان وهران، وسأحضر “مهرجان كان”. وهناك خطة بأن أكمل دراسة الماجستير في إدارة الأعمال، ومن خلال الدراسة يمكن أن أبحث عن التوازن الأفضل بين الإبداع والتفكير في العمل، بحيث أعرف كيف يمكن أن أمول فيلما بشكل صحيح.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©