الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

سجون لبنان .. فوضى و«امتيازات» للأقوياء والأغنياء والمدعومين

سجون لبنان .. فوضى و«امتيازات» للأقوياء والأغنياء والمدعومين
23 أغسطس 2009 01:39
في سجون لبنان التي شهد أحدها فرار عنصر من «فتح الإسلام» أخيرا يسود قانون الأقوياء والمدعومين والأغنياء ويمكن ان يتمتع متهم بالإرهاب والانقلاب على الدولة «بنظام امتيازات»، بحسب ما يقول خبراء وشهود. وتحدث مستشار وزير الداخلية لحقوق الإنسان والسجون عمر نشابه عن «تدخلات في إدارة السجون لا تقتصر على جهات سياسية بل تأتي أيضا من رجال دين مسلمين ومسيحيين ومن رجال أعمال ومن سفارات وضباط في مؤسسات أمنية وعسكرية ومن شخصيات اجتماعية». واضاف نشابة الذي أمضى حوالى ثلاثة أشهر في سجن روميه المركزي (شمال شرق بيروت) يستقصي ويجمع معلومات ضمنها كتابه «سجن روميه ان حكى» ان «هناك راقصات وفنانات يملكن ما يكفي من النفوذ او وسائل التأثير للتدخل من اجل تحسين ظروف سجين ما او تأمين نظام امتيازات له». ويقع في اطار «نظام الامتيازات» هذا نقل السجين الى «غرفة مريحة» نسبيا اي مطلية حديثا أو أكثر نظافة من الغرف الاخرى، او تقع في الطبقات العليا فيصل اليها الهواء والنور... كما تشمل الامتيازات الحصول على وقت أطول مع الزوار أو في الهواء الطلق، او إدخال أغراض غير مسموح إجمالا بوجودها في السجن. ويضيف نشابه ان السجناء «المدعومين» يحاولون كذلك الحصول على عمل في مصنع السجن او المحترف الصغير، كونه لا توجد أمكنة للجميع. وكان طه احمد حاجي سليمان احد عناصر «فتح الاسلام» تمكن من الفرار عبر تسلق جدار السجن بمساعدة رفاق له، فيما احبط الحراس فرار سبعة سجناء آخرين من التنظيم نفسه. وتمكنت القوى الامنية في اليوم التالي من القبض على السجين الفار. وكشفت التحقيقات الأولية وجود «إهمال وتقصير». وروى عنصر أمني يعمل في سجن روميه لوكالة فرانس برس طالبا عدم كشف اسمه ان عناصر «فتح الإسلام» الأصوليين المتطرفين المتهمين بالارهاب وبالهجوم على الجيش اللبناني،»يحظون بمعاملة مميزة جدا» في السجن. وقال ان مرجعيات دينية تتدخل باستمرار لمصلحتهم, مضيفا «يمنع علينا ان نوجه اليهم أي لوم. مع بداية رمضان، يحصلون من خارج السجن على ولائم، يختارون أحيانا زنزاناتهم، ويحددون أوقات نزهاتهم». وأضاف «بعد عملية الثلاثاء، عثرنا بين أغراضهم على هاتفين خليويين لا أعلم كيف تمكنوا من ادخالهما». ويبلغ مثلا عدد نزلاء سجن روميه الأكبر الذي يضم 65% من سجناء لبنان، أكثر من أربعة آلاف. وبالكاد يتسع المصنع فيه لمئتي شخص، علما ان السجن بني أصلا ليستضيف حوالي 1500 سجين. ويقول رجل الامن ان «المبنى الذي فر منه حاجي حسين يضم 920 سجينا يحرسهم ثمانية عسكريين»، مضيفا «انا اعمل حوالي 16 ساعة في اليوم وأربعة ايام متتالية في الاسبوع». ويتقاضى العناصر العاديون والحراس رواتب مزرية ويفتقرون الى الاختصاص في السجون. ولا يكفي عديد قوى الامن الداخلي للقيام بكل المهام الامنية المطلوبة. ويساهم كل ذلك في التراخي والاهمال والتقصير، الى جانب تشجيع الفساد والرشوة. والنقص في العديد وعدم الاهلية في الادارة يدفعان القيمين على السجون الى ابتكار اساليب في التعامل مع السجناء بعضها غير قانوني، مثل الاستعانة «بالشاويش». ويقول نشابه ان «الشاويش سجين يعطى امتيازات خاصة مقابل المساعدة في ضبط الآخرين»، موضحا ان «الرعب الذي يفرضه الشاويش يحول دون كشف التجاوزات والشاويش هو عادة الاكثر سطوة وقوة بين السجناء لا العاقل بينهم». يضاف الى قانون المحسوبيات والتمييز هذا، غياب مجالات التأهيل على كل الصعد وتردي الخدمات.
المصدر: بيروت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©