الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«وول ستريت جورنال»: قلق إدارة ترامب من انجراف قطر إلى «الفلك الإيراني»

«وول ستريت جورنال»: قلق إدارة ترامب من انجراف قطر إلى «الفلك الإيراني»
12 ابريل 2018 01:04
دينا محمود (لندن) بعد ساعات قليلة على الاجتماع الذي عقده الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد في المكتب البيضاوي، والذي وصفه محللون أميركيون بأنه كان «عصيباً» بالنسبة لرأس النظام الحاكم في الدوحة، كشف مسؤولون في واشنطن النقاب عن أن قلق البيت الأبيض يتصاعد إزاء ارتماء الدويلة المعزولة بشكلٍ أكبر في أحضان نظام الملالي المهيمن على الحكم في إيران، وتَبِعات ذلك على الوضع في الخليج العربي ومنطقة الشرق الأوسط بأسرها. وفي تقريرٍ تحليليٍ مطول، نقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية المرموقة عن هؤلاء المسؤولين -الذين لم تكشف عن هويتهم- قولهم إن ثمة «قلقاً متزايداً لدى إدارة ترامب من أن قطر تنجرف إلى الفلك الإيراني، سياسياً واقتصادياً»، وذلك في الوقت الذي تحاول فيه هذه الإدارة تسوية الأزمة التي تعصف بالخليج منذ أكثر من عشرة شهور، بفعل تشبث «نظام الحمدين» بانتهاج سياساتٍ داعمة للإرهاب وتنزع نحو التقارب بشدة مع النظام الإيراني. وأشار التقرير الذي أعده إيان تالي وجوردون لوبولد، إلى أن اكتمال هذا التحول القطري باتجاه الدوران في فلك نظام الملالي على نحوٍ أقرب سيشكل -كما يتخوف المسؤولون الأميركيون- «إعادة اصطفافٍ وتموضع سياسي كبيرة، وتهديداً محتملاً للأمن القومي (الأميركي) في ضوء تحدي طهران لأميركا ولحلفائها الشرق أوسطيين في المنطقة». وأبرز تقرير الصحيفة الذي حمل عنوان «إيران هي الخطر الحقيقي في الخلاف القطري الخليجي بحسب مسؤولين أميركيين»، التنازلات التي أُجْبِرَ «نظام الحمدين» على تقديمها على مدار الفترة الماضية، وبالتحديد منذ اتخاذ الدول العربية الأربع الداعمة لمكافحة الإرهاب (السعودية والإمارات ومصر والبحرين) تدابيرها الصارمة ضده في الخامس من يونيو من العام الماضي. وضرب التقرير مثالاً على أحد هذه التنازلات بالقائمة التي أعلنتها قطر للإرهاب أواخر الشهر الماضي، وذلك بعد زيارة قام بها مسؤول رفيع المستوى في وزارة التجارة الأميركية إلى الدوحة، وهي القائمة التي ضمت أسماء 20 شخصاً وثماني شركات ومؤسسات. ولفتت «وول ستريت جورنال» الانتباه إلى أن من بين المدرجين على هذه القائمة، أشخاصاً قطريين يخضعون لعقوباتٍ أميركية وأممية، بوصفهم «من بين كبار ممولي التنظيمات الإرهابية». ولكن الصحيفة الأميركية حرصت على إبراز إدراك «دول الرباعي» للمغزى الحقيقي لإصدار الدويلة المعزولة قائمتها تلك، إذ أبرزت رد فعل معالي الدكتور أنور محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية على هذه الخطوة من جانب الدوحة، عبر تغريدةٍ قال فيها: «بعيداً عن المكابرة، فإن قطر تؤكد الأدلة ضدها وأن دعمها للتطرف والإرهاب جوهر أزمتها». وأشار التقرير في هذا الصدد إلى أن المسؤولين الأميركيين يعتبرون أن هذه التنازلات «جسيمة» بالفعل، ولكنهم يستبعدون، هم أو المحللون في واشنطن، أن يتم التوصل إلى «تسوية وشيكة» للأزمة المتفاقمة في الخليج، بفعل تشبث نظام تميم بسياساته التخريبية، وعلاقاته مع أنظمة مستبدة في الشرق الأوسط مثل النظام الإيراني. وقالت الصحيفة، ذات المكانة المرموقة على الساحة الإعلامية في الولايات المتحدة، إن واشنطن قلقة من أن توطد العلاقات بشكلٍ أكبر بين الدوحة وطهران، قد يجعل بوسع «إيران الحصول على دولارات أميركية، ومن ثم توجيهها إلى (حزب الله) في لبنان والمتمردين الحوثيين في اليمن، وجماعاتٍ مسلحة أخرى في المنطقة». ويتخوف المسؤولون الأميركيون كذلك من أن تؤدي إقامة النظام القطري «علاقاتٍ أكثر عمقاً مع طهران إلى توفير ذريعةٍ للأخيرة لإرسال عملاء سريين إلى البلاد (قطر) في صورة تجار، وهو ما يزيد من صعوبة محاربة عمليات جمع الأموال التي تقوم بها إيران بشكلٍ غير مشروع، ومكافحة عمليات (بسط) النفوذ في المنطقة» من جانب السلطات الإيرانية. وتمتد مخاوف إدارة ترامب إزاء انعكاسات تنامي العلاقات القطرية الإيرانية، إلى المجال العسكري كذلك. فقد أشار تقرير «وول ستريت جورنال» إلى أن المسؤولين العسكريين في واشنطن يشعرون بالقلق بدورهم من «تَبِعات» الروابط الوثيقة بين الدوحة وطهران، على الترتيبات الأمنية المُتفق عليها في منطقة الشرق الأوسط. وقالت الصحيفة، إن هؤلاء المسؤولين بدأوا يضطلعون بدورٍ كبير في محاولة معالجة التعقيدات الناجمة عن الأزمة القطرية، وأشارت في هذا الشأن إلى «محادثاتٍ مكثفة» أجراها الجنرال جوزيف فوتيل قائد القيادة المركزية الأميركية صيف عام 2017 مع نظرائه في دول الخليج. كما لفتت الانتباه إلى زيارةٍ قام بها وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس الشهر الماضي إلى البحرين، وكذلك مشاركته في المحادثات التي يجريها كبار القادة الخليجيين الذين يزورون واشنطن تباعاً في هذه الآونة. من جهتها، أكدت صحيفة «رول كول» الأميركية المتخصصة في تناول الشؤون السياسية خاصة تلك المتعلقة بالكونجرس، أنه لا يزال هناك في أروقة المؤسسة التشريعية في الولايات المتحدة، من يشعرون بالقلق حيال العلاقات التي تربط النظام القطري بالتنظيمات الإرهابية، وذلك على الرغم من استقبال ترامب لرأس هذا النظام في البيت الأبيض قبل يومين. وفي تقريرٍ أعده روبن أوبسال، نقلت الصحيفة عن هؤلاء النواب قولهم إن «هذه الدولة الخليجية (قطر)، ربما تكون لا تزال تساعد الجماعات المتطرفة». ونسب التقرير إلى العضو الديمقراطي في مجلس النواب براد شرمان قوله، إنه يتعين على الولايات المتحدة «النظر عن كثبٍ بشكلٍ أكبر في أي صلات يمكن أن تكون قائمةً بين قطر وتنظيمات راديكالية». وأكد شرمان أنه لا تزال للنظام القطري «روابط بالقطع مع حماس، ونحن نبحث ما إذا كانت (هذه الدولة) تساعد على تمويل حماس» أم لا، في إشارة إلى مشروع قانونٍ مطروح على مجلسيْ النواب والشيوخ الأميركيين بشأن تمويل هذه الحركة المنبثقة عن جماعة «الإخوان» الإرهابيين، ويرد فيه ذكر الدويلة المعزولة بالاسم. وقالت الصحيفة الأميركية، إن شرمان من بين الأعضاء الذين قدموا هذا المشروع في مايو من العام الماضي مع مجموعة من النواب الجمهوريين والديمقراطيين، وذلك للمطالبة بفرض عقوباتٍ على أي «أشخاص أجانب أو وكالاتٍ أو حكوماتٍ أجنبية، ممن يقدمون الدعم لحماس وحركة الجهاد الإسلامي أو الجماعات التابعة لهما». ويتهم نص المشروع النظام القطري بإيواء العديد من قادة «حماس»، وتقديم مساعداتٍ ماليةٍ كبيرة للحركة وكذلك دعمٍ عسكري لها. وقال النائب الأميركي إنه وزملاءه ينوون المضي قدماً على طريق مناقشة النص من أجل إقراره. وأشار إلى أنه سيسعى إلى الحصول على إحاطات سرية من جانب مسؤولي الإدارة الأميركية، بشأن أي أنشطة مرتبطة بالتعاون القائم بين الدويلة المعزولة و«حماس»، وذلك لضمان ألا تقدم الدوحة أي مساعدات مالية للحركة التي تُصنّفُها الولايات المتحدة تنظيماً إرهابياً.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©