الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

القمة الروحية اللبنانية تدين التطرف وتحظر استخدام السلاح

القمة الروحية اللبنانية تدين التطرف وتحظر استخدام السلاح
25 يونيو 2008 01:37
شددت القمة الروحية لقادة الطوائف والمذاهب في لبنان التي انعقدت امس في قصر بعبدا برعاية الرئيس ميشال سليمان على حظر استخدام السلاح بين اللبنانيين وإدانة التطرف والعنف بمختلف أشكاله، وركزت على اهمية دور الجيش وقوى الأمن الداخلي في الحفاظ على الامن والاستقرار· ودعا قادة الطوائف الـ15 المسلمون المسيحيون في بيانهم الختامي القوى السياسية على اعتماد المؤسسات الدستورية اداة لمعالجة الخلافات بالحوار وايثار المصلحة الوطنية لأن لبنان الحر السيد المستقل اولا وفق كل اعتبار· وشددوا على ضرورة عدم استخدام السلاح في الداخل بالمطلق وفق ما ورد في اتفاق الدوحة الذي أنهى الأزمة السياسية الللبنانية في 21مايو· واكد البيان الذي تلاه مناصفة عضوا لجنة الحوار الاسلامي-المسيحي محمد السمال وحارث البستاني على ما ورد في اتفاق الدوحة لجهة الامتناع عن او العودة الى استخدام السلاح والعنف بهدف تحقيق مكاسب سياسية وحظر اللجوء الى استخدام السلاح او الاحتكام اليه فيما قد يطرأ من خلافات مهما كانت هذه الخلافات وتحت أي ظرف كان''· ودعا مختلف القوى الى التعاون مع الرئيس سليمان لتسريع مهمته في عملية استعادة العافية الوطنية واستكمال تحرير الارض المحتلة وتثبيت اركان الوحدة والامن والاستقرار ومعالجة القضايا الاجتماعية والاقتصادية بالتعاون مع مجلس النواب والحكومة''· وطالب البيان بالإسراع في إنجاز حكومة الوحدة الوطنية لأن كل تأخير يعيق انطلاقة العهد في تحمل المسؤولية الوطنية واطلاق ورشة الحوار· وناشد السياسيين الارتقاء باللغة السياسية الى مستوى المسؤولية الوطنية لتجنيب اللبنانيين مساوئ تحويل الاختلاف في وجهات النظر الى ازمات سياسية على مستوى الوطن· كما ناشد الاعلام وضع حد لتبادل الاتهامات التي تؤدي الى تحريض مذهبي وإشكالات· وكان الرئيس سليمان شدد في افتتاح القمة على دور قادة الطوائف والمذاهب لتعزيز الوحدة الوطنية في مواجهة الخلافات اللبنانية التي وصلت الى ما وصفه ''حد الانتحار''· وقال ''دعوتكم ولي أمل واحد أن يؤسس لقاء اليوم لاطلاق ورشة حوار وطني ترسخ رسالة لبنان ودوره وتعزز وحدة ومصير ابنائه''· ورأى أن خلافات اللبنانيين اليوم وصلت الى حد الانتحار، مشددا على اهمية حلها بالحوار· ودعا الى العمل منذ هذه اللحظة على ابعاد الخلافات الداهمة لمنع انعكاسها خلافات مذهبية لا تخدم الا العدو الاسرائيلي لننطلق بعدها للبحث في مختلف الملفات الخلافية وسبل دفع البلاد في مسيرة النهوض'' واعتبر سليمان ان التعبير الاقوى عن الرغبة بقيام الدولة يكون من خلال الاسراع في تشكيل الحكومة على نحو يعكس ارادة اللبنانيين وتطلعاتهم نحو غد افضل· ودعا السياسيين الى تقديم تنازلات في هذا الشان تقتضيها مصلحة البلاد بدون ان يحدد طرفا معينا· ورأى أن الاسراع في تشكيل الحكومة يعبر عن ارتقاء القيادات السياسية الى مستوى المسؤولية الوطنية الحقيقية ولو تطلب ذلك تقديم تضحيات او تنازل يرخص امام مصلحة الوطن الذي يواجه ظروفا بالغة الدقة افرض وقفة ضمير ومبادرات شجاعة قبل فوات الأوان· وفور اختتام القمة اقام سليمان مأدبة غداء للمشاركين حضرها موفد البابوي الكاردينال خوسيه مارتيناس ورئيس مجلس الوزراء المكلف فؤاد السنيورة ورئيس البرلمان نبيه بري· وقالت مصادر بعبدا لـ''الاتحاد'' ان سليمان تعمّد انعقاد القمة الروحية في القصر الجمهوري كـ ''بروفة'' للحوار السياسي الذي سيدعو اليه اركان طاولة الحوار من الاكثرية والمعارضة والتي سبق ورعاها بري قبل ان تتوقف في يوليو ·2006 ولم تستبعد المصادر ان يشارك في الحوار السياسي اللجنة الوزارية العربية برئاسة رئيس وزراء قطر الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، للمساهمة في ترجمة اتفاق الدوحة الى وقائع حسية على الارض وصولاً الى صيغة لبنانية تشكل ميثاق شرف تلتزم به جميع الاطراف لحل جذري ودائم لجميع المشكلات العالقة· من جهة ثانية، كرر السنيورة تأكيده ان فريق الاكثرية ما زال متمسكاً به ويدعمه بقوة في مهمته، نافياً ان يكون ملتزما أي مهلة لتأليفها، او ان يكون يائساً من امكانية التغلب على العقبات· وقال في مؤتمر صحافي عقده في اعقاب قمة ضمته والرئيسين سليمان وبري على هامش القمة الروحية ''ان التوتر على الارض هو نتيجة التوتر السياسي، وليس في الامكان إيجاد حلول سحرية للازمات، بل ان ذلك يتطلب التروي والتفاهم والحوار''· واضاف السنيورة ''رسالتي للجميع ان هذا البلد هو للجميع، واذا استمر التوتر فلن نصل الى اي حل، ومن لديه كلمة طيبة فليقلها ويسهم من خلال الاعلام في التهدئة، وعلينا ان نحل مشاكلنا معاً، ونمنع من لهم مصلحة في إبقاء التوتر من اخذ البلد الى ما لا تحمد عقباه''· واضاف انه يتابع اتصالاته ومشاوراته بشأن تشكيل الحكومة، وهناك عقبات يحاول ازالتها ويجب ان يتابع المهمة مهما كانت المصاعب والعراقيل ويجب عدم التوتر أو أخذ الأمور لمكاسب شخصية، ولفت إلى أن اتصالاته مستمرة مع جميع الاطراف لاسيما مع رئيس تكتل ''التغيير والاصلاح'' النائب ميشال عون· وجزم بأن هناك اربع حقائب سيادية فقط وفق العرف اللبناني، وقال ان مصلحة البلاد والظروف تحتمان اعطاء حقيبتي الدفاع والداخلية لرئيس الجمهورية، وعلى المعارضة اختيار المالية أو الخارجية وبذلك تنتهي المشكلة·
المصدر: بيروت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©