الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تريم .. مساجد عامرة بالمصلين والأعمال الخيرية في رمضان

تريم .. مساجد عامرة بالمصلين والأعمال الخيرية في رمضان
22 أغسطس 2009 23:51
مساجد مدينة تريم الغناء في محافظة حضرموت جنوب اليمن التي تتسلم العام القادم لقبها كعاصمة للثقافة الإسلامية عامرة بالمصلين والأعمال الخيرية في شهر رمضان الكريم كما هو حال بقية المساجد اليمنية. وتتزاحم المساجد الكثيرة في تريم , إذ يبلغ عدد مساجدها (365) مسجدا وجامعاً.. وأبرز تلك الجوامع التي لاتزال شامخة جامع تريم.. والجامع الشهير بمئذنته الشاهقة جامع المحضار والمدينة تعد من عواصم الأحقاف، وأصبحت في العصر الإسلامي لها مكانة خاصة، حيث كانت عاصمة وادي حضرموت عندما اتخذها عامل الخلفاء الراشدين لبيد بن زياد الاباضي عاصمة للدعوة.. وإلى جانب المساجد فإن المدينة تشتهر أيضا بمكتباتها الكثيرة المنتشرة في أرجاء المدينة. وأهم هذه المكتبات مكتبة «الأحقاف» التي يصل عدد مخطوطاتها إلى خمسة آلاف مخطوط في شتى المعارف. كما تمتاز تريم بتعدد القصور ذات الطراز الفريد.. وهي قصور ذات مهابة خاصة, ومن تلك القصور.. قصر «القبة» وقصر «تريم».. وتحيط بها حدائق غناء واسعة. كما تشتهر تريم بتعدد أربطتها العلمية والدينية.. وقد بلغ شهرتها الآفاق.. ويقصدها طلبة العلم من مختلف أنحاء العالم الإسلامي واشهر تلك الأربطة «دار المصطفى». المسجد الجامع بداية تؤكد المصادر التاريخية أن مساجد تريم الكثيرة كانت في معظمها مصليات أو مساجد صغيرة ثم تداخلت ببعضها أو توسعت وتحولت إلى مساجد كبيرة أو جوامع تقام فيها صلاة الجمعة والجماعة. ومن هذه المساجد مايعرف بالجامع تريم الكبير المقام في قلب مدينة تريم والذي يرجع تاريخ بنائه إلى ما قبل ألف عام، (375 – 402هـ) ، إذ يروى أنه بني في عهد الحسين بن سلامة الذي ولي الحكم في اليمن عام (375هـ) . وتشير المصادر إلى أن الحسين بن سلامة هو أحد موالي دولة بني زياد ، وكانت عمارة هذا المسجد قد تجددت عدة مرات حيث كان التجديد الأول عام (581هـ) ، أي بعد حوالي قرنين من بنائه، وبعد أربع سنوات جرى التجديد الثاني عام (585هـ) ، وجدد للمرة الثالثة في عام (960هـ) ، ثم تم توسيعه عدة مرات لاحقة ، حتى صار على ما هو عليه اليوم بعد توسيعه الأخير في عام (1392هـ) . وتـصـل مساحـة الـجـامع اليوم إلى ( 19110 أقدام مربعة ) ، وتحمل سقفه ستون دعامة أسطوانية ، قطر الواحدة (16 بوصة) ، وللمسجد ثمانية أبواب ، وتزينه المنارة التي بنيت في منتصف الجدار الشرقي للمسجد ، ويبلغ ارتفاعها (115 قدماً) ، ويقع الجامع في الطابق الثاني ، أما الطابق الأول (الدور) الأرضي فقد افتتح في ديسمبر من عام (1972م) كمكتبة تضم معظم المخطوطات، وأطلق عليها اسم مكتبة الأحقاف. جامع المحضار ومن المساجد المشهورة بتريم مسجد الشيخ عمر المحضار ، شيد هذا المسجد عام 1823م وتفنن البناؤون الحضارم في بنائه وهندسته ، وأبرز ما فيه منارته الشامخة ، وهي أطول منارة في اليمن حيث يبلغ أرتفاعها 175 متراً ، وهي أطول منارة في العالم مبنية من الطين اللبن والخشب ، وتعد أحد معالم مدينة تريم التاريخية ذات الفن المعماري الرائع. وتذكر المصادر الموثقة أن من قام ببناء جامع المحضار هو عمر المحضار بن عبدالرحمن السقاف.. ويعود في تصميم هذا المسجد الى الشاعر الأديب أبو بكر بن شهاب المتوفي في عام (1334هـ ومنارة المحضار المبنية بشكلها المميز ذات الأربعة أضلاع هي أحد المعالم الشهيرة لتريم بل وعلى مستوى شبه جزيرة العرب. منارة عالية ويعد هذا المسجد مقصدا لزوار تريم لما يمتاز به من فن هندسي جميل في عمارته ، خاصة منارته الشامخة ، وهي مربعة الشكل وبداخلها درج للصعود إلى أعلاها ، وكان بناؤها في حوالي (1333هـ) ، وهي مبنية من اللبن ـ الطين ـ وجذوع النخيل ،) ، وقام بتنفيذها المعلم عوض سلمان عفيف التريمي الذي سبق له أن بنى قبة الحبشي بسيئون . وتشير هذه المنارة إلى السماء بشهادة التوحيد ويصدح فيها بالتكبير أسسها على التقوى عمر بن الرحمن السقاف وصممها على ذلك الطراز الفريد خيال الشاعر المشهور والعالم الكبير أبو بكر بن شهاب المتوفى سنة 1340 هـ صاحب النظرية المعمارية التي تقول: كل بيـت بثـلاث يـزدهي في عيون المكتري والمشتري الهـوا والنـور في داخـله ومن الخارج حسـن المنـظر وأتقن وضع اللبنات في صرحها وتأنق في زخارفها المعلم «عوض سلمان بن عفيف التميمي» وهكذا اجتمع خيال الشاعر وإبداع الفنان وجلال التقى ليصنعوا من الطين تحفة فنية تناطح السحاب . المعلم وتقول المصادر الموثقة إن المعلم «الأسطى» عوض سليمان عفيف قد أتقن في بناء منارة مسجد ومنارة المحضار الشهير في مديرية تريم - بوادي حضرموت لنشأته في أسرة توارثت مهنة البناء وهو أحد عمالقة الجيل الثالث من المعماريين في حضرموت الذين ولدوا في أواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين. ومن أهم أعمال عفيف في مجال البناء للمساجد ودور العلم والأضرحة إلى جانب مسجد المحضار بتريم سنة 1333هـ مسجد باهارون بمنطقة النويدرة بتريم سنة 1329هـ . ومسجد شهاب الدين ومسجد الزهرة سنة 1348هـ . و مسجد الزاهر . ومسجد الصفاء سنة 1345هـ ومسجد السكران سنة 1328 هـ . ومسجد شيخ عيديد سنة 1318هـ 9- مسجد الرياض بسيئون سنة 1316هـ . و قبة الحبيب علي الحبشي بسيئون سنة 1334هـ 14وقبة الحبيب شهاب الدين بن أحمد بن سالم بن الشيخ أبي بكر بن سالم بمنطقة عينات بتريم سنة 1335هـ وغيرها من المساجد والمنارات الشهيرة. مساجد أخرى وإلى جانب المسجد «الجامع» في تريم وجامع المحضار ومنارته العالية توجد مساجد أخرى لا تقل عنهما جمالاً وسعة وحسن تصميم مثل مسجد بن علوي وهو من أشهر مساجد تريم وأكثرها زواراً بالمصلين وهو مسجد قديم أسسه الإمام علي بن علوي في حوالي عام (530هـ) ، بني من الطين والنورة على أجمل صورة ، أعيد ترميمه عدة مرات ثم بنيت له منارة في آخر بوابة ذات شكل جميل ، وطول المسجد من جهة المشرق إلى الغرب اثنان وثلاثون ذراعاً ونصف وربع الذراع ، وطول الرواق القبلي أربعة عشر ذراعاً ونصف ، وطول الصحن ثماني عشرة ذراعاً وربع ، وعرضه من جهة الشمال إلى الجنوب سبع عشرة ذراعاً وربع تقريباً . هذه المساجد في رمضان كغيرها من المساجد اليمنية تكون دائما عامرة بالمصلين الذين يؤدون فيها الصلوات الخمس وصلاة التراويح والتهجد ويعتكف فيها المصلون في العشر الأواخر مع قراءة القرآن وإقامة حلقات الذكر والأحاديث النبوية فيما تزخر بالأعمال والأنشطة الخيرية التي تعبر عن عظمة الدور الذي احتله أبناء اليمن في نشر الإسلام بالموعظة الحسنة في كافة أرجاء المعمورة ومنهم أبناء حضرموت وعلماء تريم الغناء . وتحث مساجد تريم في حلقات الذكر خلال شهر رمضان المبارك العطف على الفقراء والوقوف إلى جانبهم وتلبية احتياجاتهم وتعمل على دعم جهود الأمن والاستقرار والحفاظ على سكينة المجتمع والمساواة وإخراج الزكاة
المصدر: صنعاء
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©