الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حلبة مرسى ياس.. منصّة عالمية لعروض السيارات الكلاسيكية النادرة

حلبة مرسى ياس.. منصّة عالمية لعروض السيارات الكلاسيكية النادرة
22 أغسطس 2009 23:48
عندما عمد القيّمون على شركة أبوظبي لإدارة رياضة السيارات، لدعوتنا للتجوّل في جزيرة ياس التي تتحوّل الآن بسرعة عجيبة إلى أحد أهم المقاصد السياحية في العالم من دون منازع، لم نكن نتوقع أن تكون حلبة سباق السيارات فيها، والتي تكاد عملية بنائها المعقدة تكتمل تماماً، على مثل هذا التطور والتعقيد الجمالي والهندسي؛ ولا يكاد أحد يصدّق أن هذا الإنجاز العملاق تمّ خلال سنتين فقط. ومن المنتظر أن تشهد هذه الحلبة، التي تتألف من مضمار طويل يبلغ طوله 5554 متراً، وست منصّات للمتفرجين، أول سباق للفورمولا1 بتاريخ الأول من نوفمبر المقبل لتنضم أبوظبي بذلك إلى قائمة الدول القليلة التي تتمكن من استضافة هذا الحدث الرياضي والسياحي المهم. وخلال هذه الزيارة الاستطلاعية المهمة، شدد خبراء الشركة على قضيّة مهمة مفادها أن الحلبة ومعها كل المعالم السياحية الراقية التي تضمها جزيرة ياس، سوف تلعب دور المنصّة العالمية لاستقطاب كبار الشخصيات العالمية وملايين السيّاح وبشكل مستمر على مدار الأيام والسنين من خلال الفعاليات والنشاطات المختلفة. منصة العروض والفعاليات العالمية يوحي التصميم الإنشائي والمعماري لحلبة ياس بأنها تعدّ منصّة عالمية لاستضافة عروض وسباقات السيارات الكلاسيكية النادرة أسوة باستعراض «بيبل بيتش كونكور ديليجانس» أو «مسابقة بيبل بيتش لأناقة السيارات الكلاسيكية» التي تنظم في شاطئ بيبل بيتش في كاليفورنيا كل عام وتشتمل فعالياتها على عروض السيارات النادرة، وجلسات المزادات لبيعها وشرائها، وإلقاء المحاضرات التثقيفية حول التطور الذي شهدته صناعة السيارات خلال القرن العشرين، خاصة من النواحي الهندسية والجمالية. وشهدت هذه الحلبة في الفترة الممتدة بين 12 و16 أغسطس الجاري دورة عام 2009 التي شاركت فيها أكثر من مائتين من أندر السيارات في العالم. وتبلغ الحصيلة الإجمالية لصفقات بيع وشراء السيارات الكلاسيكية بضع مئات الملايين من الدولارات في كل دورة، ويشهد هذه الفعاليات ألوف الناس من نخبة المجتمعات العالمية الذين يحرصون على حضورها سنوياً. وتمتلك حلبة ياس من المقومات الهندسية والبنى التحتية، ما لا تمتلكه معالم شاطئ بيبل بيتش. ويمكن لأي إنسان أن يعي هذه الحقيقة من مجرّد قيامه بزيارة سريعة إلى جزيرة ياس. وحلبة ياس، تعدّ أيضاً منصّة رائعة لعروض وسباقات السيارات الهجين والكهربائية. وسبق لشركة ميشلان أن استغلّت حلبة سباق السيارات في مدينة شانغهاي الصينية في عام 2005 كمنصّة لتنظيم ندوة عالمية حول مستقبل السيارات الهجينة والكهربائية عرضت خلالها أكثر من مائتي سيارة كانت من أكثرها شهرة «تويوتا بريوس»، وشارك فيها بضع مئات من كبار خبراء ومهندسي السيارات العالميين. وحققت هذه الندوة نجاحاً إعلامياً منقطع النظير إذ تناولتها الصحافة العالمية بكل تفصيل. وعمدت شركة ميشلان إلى إقامة التظاهرة ذاتها مرة أخرى في باريس عام 2006. وكثيراً ما تنظم في حلبات سباقات السيارات العالمية استعراضات وسباقات السيارات المدفوعة بالطاقة الشمسية، وهي تلقى إقبالاً كبيراً من جماهير الناس التي تسحرها وتدهشها مثل هذه الابتكارات الفردية التي يقوم بها أشخاص مبدعون. ويمكن أن تكون حلبة جزيرة ياس أيضاً منصّة لعروض السيارات المعدّلة، خاصة أن هناك عشرات الإماراتيين الشغوفين بفن إجراء مثل هذه التعديلات أو حتى بناء سيارات كاملة تتناسب في خصائصها الميكانيكية والهيكلية مع قسوة البيئة الصحراوية. ولا شك أن حلبة ياس سوف تكون أيضاً رئة جديدة يتنفس من خلالها الإماراتيون من هواة اقتناء وجمع السيارات الكلاسيكية والذين ما كانت تتهيأ لهم فرصة استعراض سياراتهم إلا على نطاق ضيق وفي الزوايا المنسيّة من معارض السيارات الدورية التي تقام في أبوظبي ودبي والشارقة. الاستعداد للفورمولا1 الحديث عن التنوع الكبير للنشاطات والفعاليات التي يمكن تنظيمها فوق حلبة ياس، لا يصرفنا عن الاهتمام بالحدث الأهم وهو سباق الفورمولا 1، حيث سيجري اسم أبوظبي كل عام على ألسنة مئات الملايين من سكان كوكبنا. وسوف يشهد العالم أجمع على إرادة الإماراتيين في دخول القرن الحادي والعشرين من كافة الأبواب وفي مختلف الاختصاصات الحضارية من دون استثناء. وفي أبوظبي، سوف تلمع أسماء رفاق وأنداد مايكل شوماخر الذين أثاروا العالم بفنيات القيادة السريعة على مضامير السباقات. وهذا السباق الذي تنظمه لجنة الجائزة الكبرى لسباق الفورمولا 1 في شركة الاتحاد للطيران في 1 نوفمبر المقبل، يتطلب من السائقين الحفاظ على لياقة بدنية وذهنية عالية حتى يتمكنوا من التنافس في البطولة. وعادة ما يتطلب الأمر من السائقين أن يتمتعوا بلياقة بدنية تفوق تلك التي يتمتع بها لاعبو كرة القدم والرياضيون الآخرون. وهناك اعتقاد خاطئ بأن السائقين لا يخضعون لأي ضغوط بدنية كسائر الرياضيين في المجالات الرياضية الأخرى لأن رياضة الفورمولا 1 تتطلب منهم الجلوس في مقاعدهم وقيادة سياراتهم فقط. وهذا الاعتقاد ليس صحيحاً بحسب ما صرح به ريتشارد كريجان، الرئيس التنفيذي لشركة أبوظبي لإدارة رياضة السيارات والمدير العام السابق لفريق تويوتا للفورمولا 1، الشركة التي تدير حلبة مرسى ياس والمنظمة لسباق جائزة الاتحاد للطيران الكبرى للفورمولا 1 في أبوظبي. وقال كريجان في هذا الصدد: «يتوجب على سائقي سيارات الفورمولا 1 التمتع بقوة تحكّم عالية وقدرة على التركيز الذهني المتواصل واللياقة البدنية العالية خلال فترة السباق كلها. ويجب أن ننتبه إلى أن الجلوس في مساحة ضيقة داخل السيارة، والقيادة بسرعة تزيد على 300 كيلومتر في الساعة، يفرض على السائق اتخاذ قرارات في أقل من جزء من الثانية، وهذه القرارات تحدد معطيات أدائه في السباق، فضلاً عن سلامته الشخصية وسلامة السائقين من حوله. وعند الالتفاف في منعطفات السباق، يتعرض جسد السائق لأربع أضعاف الضغط الطبيعي. ومن لم يخضع لتدريبات قاسية لتحمل هذه الضغوطات البدنية لن يتمكن من متابعة السباق وقد يغمى عليه أثناء القيادة.» وأضاف كريجان: «سينطلق السباق الأول لجائزة الاتحاد للطيران الكبرى للفورمولا 1 في أبوظبي في الأول من نوفمبر وهو آخر جولات بطولة العالم للفورمولا 1 لموسم 2009. وعند نهاية الموسم، يعاني أغلب السائقين من الإرهاق من الصعوبات التي واجهوها خلاله، ولكننا نتطلع بأن يتم تحديد بطل العالم للفورمولا1 لعام 2009 في سباق أبوظبي كما كان الحال في موسم 2008، وهذا يجعل جميع السائقين يعيدون حساباتهم ويتأهبون بدنياً وذهنياً لخوض هذه المرحلة المهمة.» التحمل البدني خلال 60 جولة من السباق الواحد، قد يفقد السائق ما يزيد على 3 كيلوجرامات من وزنه بسبب التعرق الزائد أثناء القيادة. وهذا ما تتسبب به الحرارة الهائلة المنبعثة من المحرك القوي المستخدم في سيارات الفورمولا 1، وقد يرتفع هذا التأثير في الظروف الجوية الحارة في بعض الحلبات كحلبة مرسى ياس في أبوظبي، وفي ماليزيا والبحرين وسنغافورة. وهذا الارتفاع في درجة الحرارة يرفع معدل نبض قلب السائق خلال السباق إلى 198 نبضة في الدقيقة. وبالمقارنة مع باقي الرياضات، فعدد دقات قلب السائق تعادل دقات قلب عداء ماراثون عند اجتيازه لخط النهاية. وفي حين تبلغ عدد دقات قلب الشخص العادي عند القيام بالتمارين الرياضية 150 دقة في الدقيقة. بالإضافة لكل ذلك فهناك ضغط على الأعضاء الداخلية لجسم السائق كالقلب والأطراف الخارجية. أما الذراعان والأكتاف فيجب تهيئتهما بشكل كبير لتحمل المتطلبات الهائلة للتحكم بمقود السيارة والالتفاف حول 12 منعطفاً في الجولة الواحدة بسرعة عالية؛ وعلى عضلات الرقبة التأقلم والاستجابة لتحمل وزن الرأس والخوذة. وكل هذه المتطلبات البدنية لا يمكن التدرّب عليها باستخدام تقنيات التدريب الرياضية العادية، لذلك فكل فريق فورمولا 1 لديه تقنيات وآلات تدريب خاصة وتمارين التحكم بالوزن والتي تساعد السائقين على تهيئة أجسادهم للسباقات والحلبات. كما يتوجب على السائقين تكوين عضلات مرنة في الظهر والأكتاف والرقبة والذراعين. وتعد زيادة وزن العضلات في المناطق الأخرى من الجسم أمراً خطراً على أداء السائق بشكل عام ويجعل التحرك صعباً في مقعد السائق. وعلى هذا المجال علق د. ريكاردو كيكاريللي، من العيادة الرياضية الإيطالية «عيادة الفورمولا 1 الطبية» والمستشار الطبي لفريق باناسونيك تويوتا للسباقات، مفسراً لماذا تعد قيادة سيارة الفورمولا 1 تحدياً جسدياً يعادل الجري لمسافة 26 ميلاً: «يكمن الفرق في سباقات الفورمولا 1 عن غيرها من الرياضات في الضغط الذهني الذي يمر به السائقون، فلا توجد رياضة أخرى تتطلب تركيزاً ذهنياً مماثلاً. فهذا التركيز يدفع الجسد لإفراز كميات هائلة من هرمون الأدرينالين وهذا بالإضافة لأن المجهود البدني يتسبب في ارتفاع دقات القلب، فقدرة جسد السائق على تحمل هذا الضغط تأتي نتيجة للتدريبات المكثفة ولذلك يتوجب على السائق التدريب لأربع ساعات في اليوم بعدة تمارين رياضية مختلفة. وهذا ما يساعد على المحافظة على وزن السائق وفقاً لمتطلبات السباقات، فعلى سبيل المثال إن السائق ديفيد كولتهارد يحافظ على معدل دهون 7% ما يعادل معدل الدهون في جسد عداء مع بداية الماراثون
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©