الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«رمضانيات» حسن غنيم.. حين تتعانق الأهلة والمآذن في مجموعات لونية

«رمضانيات» حسن غنيم.. حين تتعانق الأهلة والمآذن في مجموعات لونية
22 أغسطس 2009 23:47
الفنان التشكيلي حسن غنيم مخلص لعالمه الفني الاسلامي الذي اختار السير فيه منذ ما يقرب من 35 عاما. وأدواته هي الصبر والإصرار والإرادة التي مكنته من انتاج أعمال فنية إسلامية تسير في اتجاهين: الأول يمتاز بالجو الصوفي الروحاني والثاني يرتبط بالاشكال الهندسية ذات الحس الرياضي المستوحى من الزخارف الهندسية في الفنون الاسلامية• ويتميز بأنه قادر على ابتكار تجارب فنية مختلفة من الفنون الاسلامية برؤية معاصرة تستهدف القيم الجمالية• وفي تجربة فنية خاصة أطلق عليها «رمضانيات» نعيش مع مجموعة من اللوحات التي تتعانق فيها الأهلة بالقباب والمآذن في مجموعات لونية غير صاخبة تحمل حسا جميلا وتبدو عناصر اللوحة وكأنها صاعدة إلى السماء لتدعونا إلى التسبيح الدائم لله، وتعدد الأهلة في السماء يبدو سورياليا ولكنه يخلق حالة من الروحانية والصوفية التي تدعو إلى الزهد والتقوى• ويقول الفنان حسن غنيم إن تجربته مع الفنون الاسلامية ومحاولة ايجاد صيغة معاصرة تقترب من خمسة وثلاثين عاما، هي تجربة شديدة الثراء بحكم ثراء المنبع الذي يستلهم منه أعماله فهو يمر بمراحل متعددة كل منها توصلة للمرحلة التالية وكأنها متوالية هندسية تسعى لتطوير الفنون الاسلامية لتتماشى مع الفنون المعاصرة من خلال استخدام الموتيفات والوحدات الاسلامية المعروفة وتوظيفها داخل العمل الفني• واضاف أن أعماله التي أطلق عليها اسم «رمضانيات» عكف على إبداعها عبر مراحل زمنية مختلفة وهناك رابط بينها تتمثل في علاقة الأهلة بالمآذن والقباب وايضاح حالة التسبيح الدائم لله فتكرار الأهلة في السماء يبدو كأنه صدى يردد التسبيح لله عز وجل، وكل المجموعة بها جو روحاني وصوفي يتمثل في المضمون والشكل وخاصة على مستوى الالوان الشفافة• وأوضح ان شغفه بالمآذن والمساجد والأهلة مرتبط بنشأته في مدينة دسوق معقل قطب الصوفية ابراهيم الدسوقي وهضمه واستيعابه للتراث الاسلامي وفنونه بشكل متعمق بالاضافة إلى زياراته المتعددة للأماكن الاثرية الاسلامية والتاريخية في مصر والعراق واليمن واسبانيا وكل هذه العوامل ساعدته على ابداع رؤية فنية جديدة تمتاز بالتعبيرية التجريدية والتركيز على فلسفة البعد الروحي والايماني والتعبير عن مكنون الفنان من أجل ابراز القيم الجمالية والايمانية التي تعكسها الاعمال الاسلامية وتطوير منجزات الفن الاسلامي• وأكد انه ضد استخدام الوحدات والموتيفات الاسلامية كما هي في الواقع لان هذا لا يضيف جديدا والمهم ان يسعى كل فنان لاستلهام تلك الوحدات وتوظيفها في اطار معاصر والامر لا يرتبط بالدروشة أو التدين في المقام الاول بقدر ما يرتبط بالابداع وقدرة الرؤية الابداعية للفنان في البحث عن حلول جديدة معاصرة واذا تحقق ذلك يمكننا ان نتحدث عن تواصلنا مع الفنون الاسلامية التي اعطت الحضارة الانسانية منجزات كثيرة في العمارة والزخارف والابداع واستنهاض تلك الفنون وفق قيم الفن المعاصر• وقال الفنان حسن غنيم إن تعمقه في الفنون الاسلامية منذ سنوات أعطاه الصبر والاصرار والتعلم للبحث عن مضامين وحلول فنية جديدة وهناك فنانون عملوا في الفنون الاسلامية ولكنهم تركوها حيث لم يقدموا جديدا، وهو يعمل كثيرا وينقب في التراث والفنون الاسلامية ويسعى لربطها بالمعاصرة والبحث عن موضوعات جديدة• واضاف ان هدف الفن عنده يرتكز على الحفاظ على التراث الاسلامي لأنه يعبر عن هويتنا وشخصيتنا بدلا من البحث عن افكار غريبة لا تناسبنا كما يركز على تطوير القيم الجمالية والفنية في تراثنا وفنوننا الاسلامية من خلال استلهام الوحدات والموتيفات الاسلامية وتوظيفها في اعمال فنية معاصرة• واشار الى ان اعماله الرمضانية تخلو مثل بقية اعماله من التشخيص لقناعته بأن اللجوء الى الشخوص لن يفيد العمل الفني الذي يقدمه مع ثراء الزخارف والموتيفات التي تحمل ابداعا لا حدود له وتقدم حلولا فنية متنوعة للفنان الجاد المتعمق في شكل وفلسفة هذه الوحدات وهذا يتوقف على الرؤية الابداعية للفنان المعاصر وقدرته على النفاذ إلى جوهر وفلسفة هذه الوحدات وتمكنه من توظيفها واستلهامها في مضامين تناسب العصر• وأوضح أن العمل الفني متكامل ولا يتوقف على توظيف الوحدات الاسلامية فقط فهناك عناصر أخرى مكملة مثل الألوان التي اختلفت عنده بالمقارنة بالفنان الاسلامي الأول حيث تمكن من استخدام خلطات لونية اكثر شفافية وتعطي ثراء ونورانية للوحة الفنية، وهو يفضل كل الألوان وبخاصة الألوان التي تناسب روح المنطقة العربية والعصر•
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©