الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

«أساطير» خلدها التاريخ!

«أساطير» خلدها التاريخ!
10 مايو 2017 11:21
محمد حامد (دبي) جدل بدأ ولن يتوقف قريباً، في وقت بادرت بعض الدول بتكريم نجوم كرة القدم بوضع صورهم على عملتها المعدنية مثل بافيل ندفيد نجم التشيك واليوفي، والبعض الآخر ذهب إلى ما هو أبعد من ذلك بإطلاق اسم لاعب على مطار دولي، وهو ما فعلته البرتغال حينما أطلقت اسم كريستيانو رونالدو على مطار ماديرا، والمفارقة أن عملة نيدفيد المعدنية ومطار رونالدو أثارا جدلاً كبيراً في توقيت واحد، وتحديداً في مارس الماضي، وسط تباين في الرؤى وخلاف في الرأي، بين من يقول إنهم يستحقون هذا التكريم، باعتبارهما واجهة مشرفة عالمياً، فيما يرى البعض الآخر أن ذلك ينطوي على مبالغة واضحة. قد يكون منع قميص لاعب بعد اعتزاله تكريماً له أمراً مقبولاً، كما حدث مع الأسطورة باولو مالديني نجم الميلان، وربما يتفهم البعض إقامة تمثال لنجم شهير أمام النادي الذي لعب له، أو أمام ملعب الفريق، وقد يحصل اللاعب على وسام رفيع، وربما يكون التكريم مالياً بتخصيص المكافآت الكبيرة، إلا أن صك العملة التي تحمل وجه نجم شهير، أو إطلاق اسمه على مطار دولي قد يراه البعض أقرب إلى المبالغة في تقدير مكانة وشعبية نجوم الساحرة. نيدفيد.. وجه على العملة أعلنت الحكومة التشيكية في مارس الماضي، طرح عملة معدنية تحمل صورة بافيل ندفيد اللاعب الأشهر في تاريخ كرة القدم في بلاده، واللافت أن هذا الإصدار الخاص من العملة، تم سحبه بالكامل في غضون ساعات من جانب عشاق النجم التشيكي، الذي توج بلقب أفضل لاعب في العالم العام 2003، فضلاً عن مشواره الكبير مع اليوفي. ومع إصدار العملة المعدنية التي تحمل اسمه أصبح لنجوم الرياضة بشكل عام، وكرة القدم على وجه التحديد مكانة كبيرة تثير جدلاً، وأصبح لاعب الكرة يقف على قدم المساواة مع مشاهير السياسة في تلك الدول، فالعملة المعدنية غالباً ما تحمل وجهاً لزعيم سياسي شهير، أو لأحد المعالم التاريخية والتراثية لهذا البلد أو ذاك. نيدفيد البالغ 44 عاماً كان ولا يزال واجهة مشرفة لبلاده على المستوى العالمي، ومن ثم فقد استحق هذا التكريم الكبير، ورداً على المنتقدين قال أحد عشاق اليوفي إنه قد لا يعرف اسم الرئيس التشيكي، ولكنه بالتأكيد يعرف من هو نيدفيد. مطار رونالدو وفي تكريم لم يسبق له مثيل للاعب كرة قدم ورياضي على المستوى العالمي، أطلقت السلطات الحكومية في جزيرة ماديرا البرتغالية في 28 مارس الماضي، اسم كريستيانو رونالدو نجم الريال والمنتخب البرتغالي على مطار المدينة، التي شهدت ميلاد رونالدو العام 1985، وأثارت هذه الخطوة بعض الجدل في البرتغال، حيث يرى البعض أنه لا يجب أن يحمل مطار ماديرا أو غيرها من المدن اسم لاعب كرة قدم أو رياضي مهما بلغت إنجازاته، فهي خطوة غير مسبوقة. ورداً على ذلك، قال رونالدو في المؤتمر الصحفي الذي أقيم بمناسبة ذلك الحدث: أنا لم أطلب ذلك، ولكنني لست منافقاً لكي أخفي شعوري بالسعادة والفخر، شكراً لكل من سعى لمنحي هذا الشرف، رؤية هذا المطار يحمل اسمي إنما هي لحظة لا تنسى في حياتي، والجميع يعلمون أنني فخور لأنني برتغالي، كما أنني أفخر دائماً بمسقط رأسي. من مالديني إلى توتي منذ حجب قميص باولو مالديني «رقم 3» بعد اعتزاله تكريماً له من إدارة النادي الإيطالي، وهناك حالة من الخلاف في الرأي، في وقت عادت قضية حجب القمصان إلى الواجهة من جديد. فقد أكد لوتشيانو سباليتي أنه ضد حجب قميص فرانشسيكو توتي، مشيراً إلى أن وجود القميص يجعل الجميع يتذكرون توتي على الدوام، فيما قد يتسبب منع القميص في نسيان هذا النجم الأسطوري. كما أن حجب القميص ما هو إلا مصادرة لحق الأجيال القادمة في التألق، ومن ثم تصبح قمصان الأساطير حقاً لها، وهو ما قاله البعض عقب مبادرة الميلان بمنع القميص رقم 3 الذي حمله مالديني فوق ظهره لمدة تقترب من ربع قرن، ولم تكن تلك هي الواقعة الأولى، فقد سبقه تكريم مشابه لمدافع أسطوري آخر وهو فرانكو باريزي الذي دافع عن الميلان في الميلان في 720 مباراة بين عامي 1977 و1997، مما جعله الأجدر بهذا التكريم الرفيع، بحجب القميص رقم 6 تخليداً واحتراماً لأسطورته الكروية. أما القميص الأشهر «رقم 14» الذي كان يوهان كرويف سبباً في شهرته، فقد قرر أياكس الهولندي حجبه للأبد، تقديراً للنجم الذي أبدع مع أياكس، وتحديداً في حقبة السبعينيات من القرن الماضي وتوج بدوري الأبطال 3 مرات، واكتملت أسطورته في البارسا لاعباً ومدرباً. تماثيل النجوم إقامة تمثال لنجم شهير هو أعلى وأشهر درجات التكريم في عالم السياسة والأدب والثقافة وغيرها من المجالات، وكذلك في كرة القدم، وإبداع النجوم يدفع الجماهير إلى أن تقول إن هذا النجم أو ذاك يستحق تمثالاً تكريماً له، وقد فعلها الإنجليز حينما وضعوا تمثالاً لبوبي مور أمام استاد ويمبلي، تقديراً لدوره في حصول المنتخب الإنجليزي على مونديال 1966، وفي كولومبيا يقف تمثال كارلوس فالديراما شامخاً خارج استاد إدواردو سانتوس، وفي استاد النور في البرتغال يشاهد الآلاف من عشاق كرة القدم تمثال النجم الشهير أوزيبيو. وفي السنوات الأخيرة لقيت مبادرة أرسنال بوضع تمثال لهنري أمام استاد الإمارات أصداء واسعة، وبتواضع يحسد عليه قال هنري، إنه لم يكن ليصدق في أكثر أحلامه جنوناً وتطرفاً أن يرى تمثالاً له أمام ملعب الفريق الذي يعشقه، وهو ما يجعل جمهور المدفعجية يرى هنري كأسطورة في كل وقت. ويرى عشاق أرسنال أن هنري يستحق هذا التكريم فهو الهداف التاريخي للفريق برصيد 226 هدفاً في 369 مباراة، ويكفي أن النادي اللندني لم يحصل على لقب الدوري منذ العام 2004، وهو الموسم الذي شهد تألق هنري وتسجيله 30 هدفاً في الدوري ليساعد «الجانرز» على معانقة اللقب للمرة الأخيرة في تاريخ النادي. وأمام أولد ترافورد معقل مان يونايتد وبمناسبة احتفال النادي في العام 2008 بمرور 40 عاماً على الفوز بالبطولة الأوروبية، تم الكشف عن تمثال ثلاثي لـ «الثلاثي الذهبي» بوبي تشارلتون، ودينيس لو، وجورج بيست، وهم من أشهر نجوم الفريق على مدار تاريخه، وتثير مثل هذه المبادرات التكريمية التساؤلات حول ما يمكن فعله مع أساطير المستقبل. البرنابيو.. ملعب ولاعب ! ليس سهلاً أو شائعاً أن يطلق اسم لاعب على استاد فريق كبير، ولكن ريال مدريد كان سباقاً في منح هذا الشرف الرفيع لنجمه ورئيسه التاريخي سنتياجو برنابيو الذي توفي العام 1978، وترأس النادي 35 عاماً، وقبل ذلك لعب دوراً مؤثراً كلاعب في جعل الريال واحداً من القوى الكروية الأهم والأكبر سواء محلياً أو قارياً أو عالمياً، واتخذ النادي هذه المبادرة منذ العام 1955. ويبدو أن برشلونة يريد أن يسير على خطى الغريم التاريخي، فقد أعلن رئيسه بارتوميو أن استاد البارسا الجديد سيحمل اسم يوهان كرويف الذي حظي بتكريم مماثل في بلاده، حيث تمت الموافقة على تسمية استاد أياكس باسمه أيضاً، وسيتم تفعيل هذا الأمر في غضون عدة أشهر وفقاً لما كشفت عنه تقارير الصحف العالمية. السير بيكهام في الوقت الذي تبادر أندية واتحادات كروية وحكومات لتكريم النجوم، فإن دافيد بيكهام فعل عكس ذلك، حينما فعل كل شيء للحصول على لقب «سير»، وعلى الرغم من أنه أحد النجوم المؤثرين في تاريخ بريطانيا إعلامياً وجماهيرياً، فضلاً عن دوره الكبير في أولمبياد لندن 2012، إلا أن محاولاته للحصول على لقب «سير» أدت إلى اهتزاز مكانته بشدة. فقد تم تسريب مراسلات خاصة بالنجم الإنجليزي، تحمل اعترافات بأنه يقوم بالأعمال الخيرية حول العالم، خاصة مع اليونيسيف «منظمة الأمم المتحدة للطفولة» من أجل الحصول على أعلى درجات التكريم في بلاده، والحصول على مكانة «الفارس» ولقب «السير» دافيد بيكهام.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©