الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الأميركيون الأفغان وهجوم «أورلاندو»

20 يونيو 2016 23:13
ندّدت منظمات للأميركيين الأفغان في الولايات المتحدة هذا الأسبوع بمذبحة النادي الليلي في أورلاندو، مشددةً على أن المهاجم، وهو ابن مهاجرين أفغانيين، لا يمثل جاليتهم أو معتقداتها، مشيرةً إلى أن آراء الأميركيين الأفغان حول المثلية، التي ينظر إليها باستهجان كبير في ثقافتهم الأصلية، أخذت تزداد حدتها، وخاصة بين أفراد الجيل الأصغر سناً الذين نشأوا وتربوا في ديمقراطية غربية. وفي بيان مشترك قالت 35 منظمة تنتمي إلى «التحالف لدعم الشعب الأفغاني» الذي يوجد مقره في مقاطعة كولومبيا إنها «ترفض بكل وضوح» الهجوم و«الكراهية» التي كانت وراء الهجوم. وإذ شددت على أهمية «تراثنا الأفغاني وقيمنا الأميركية»، فقد عبّرت عن «دعمنا لمدينة أورلاندو» وطلبت «ألا تكون وطنيتنا محل تشكيك أو تساؤل بسبب أعمال قام بها شخص واحد». ومرتكب الهجوم عمر متين، 29 عاماً، حارس أمن سابق مختل نفسياً، وقد قُتل أثناء تنفيذه إطلاق النار في 12 يونيو، الذي أسفر عن مقتل 49 شخصاً وجرح 53 آخرين في ملهى ليلي يدعى «بالس». ومتين ولد وترعرع في الولايات المتحدة بعد أن هاجر والداه من أفغانستان، وقد أعلن ولاءه لتنظيم «داعش» خلال الهجوم، وبدا أنه خطط له بعناية سلفاً، حيث قام بعدة محاولات لشراء أسلحة وزار النادي من قبل. وفي مقابلات يومي الخميس والجمعة، قال مهنيون ونشطاء أميركيون من أصول أفغانية في كاليفورنيا ونيويورك ومنطقة واشنطن، إنهم يشعرون بالصدمة والحزن بسبب إطلاق النار في أورلاندو. وأشار عدد منهم إلى أنهم يشعرون بوشائج مشتركة مع الضحايا لأن كلتا المجموعتين أقليتان في الولايات المتحدة. كما قالوا إنه على رغم أن المثلية الجنسية ما زالت مرفوضة على نطاق واسع ومن التابوهات بين الأميركيين الأفغان الأكبر سناً، فإن الأصغر سناً أقل حدة في النظر إليها. وفي هذا السياق، قال مجغان عزيز، وهو مهاجر أفغاني في شمال فرجينيا يساهم في إدارة منظمة غير ربحية تدير مدارس للبنات في أفغانستان تدعى «أطفال الحرب»: «إن مهمتنا ليست هي الحكم على الكيفية التي ينبغي للناس أن يتصرفوا بها. هؤلاء الأشخاص لم يستحقوا الموت بتلك الطريقة». ومن جانبه، قال والي كوهجادي، 38 عاماً، الذي يدير برنامج تغذية لفائدة المشردين في سان فرانسيسكو، إنه من الخطأ تحميل كل المسلمين أو الأفغان مسؤولية عمل شخص وصفه بالمريض عقلياً. وقال كوهجادي: «لستُ في حاجة للاعتذار عما حدث لأنني أفغاني وقد تصادف أنه هو أفغاني»، مضيفاً: «إنه لا يتحدث باسمي ولا باسم بقية الأفغان العاديين». وعلى غرار آخرين سئلوا، قال «كوهجادي» إنه لمس تحولًا تدريجياً في آراء جاليته من حيث نظرتها القيمية وموقفها من الحريات الفردية بشكل عام. فعندما هاجر في 1981، «كانت ثمة وصمة كبيرة جداً إذا كان شخص ما مختلفاً في ميوله وتوجهاته عن التيار الرئيس بحسب قيمنا، ولكن بشكل تدريجي بدأنا نرى تحولاً. إننا لا نعيش في بلد إسلامي بل نعيش في بوتقة منوعة من القيم تتعايش في ظل القوانين الأميركية»، مضيفاً «حتى الأشخاص الأكبر سناً بدأوا يصبحون أكثر تسامحاً تجاه المختلف ذوقياً أو أخلاقياً». والثقافة الأفغانية تقليدية وقبلية تسودها القيم المحافظة. وكل الأفغان تقريباً مسلمون. وقد هاجر مئات الآلاف من الأفغان إلى الولايات المتحدة منذ السبعينيات، بعد سلسلة من الحروب والأنظمة القمعية هناك، وتجمع معظم الوافدين ضمن مجتمعات عرقية صغيرة أقيمت حول مساجد، ولكن أعداداً متزايدة منهم أخذوا يعملون ويدرسون في أماكن أخرى وينصهرون في المجتمع الأميركي العريض. «لا تناقض في هوياتنا المتمازجة كأفغان وأميركيين»، تقول رسالة «التحالف»، «إننا جالية تضم أدياناً مختلفة كثيرة، والمجتمع الذي يريد فقط النظر إلى الأفراد كسود أو بيض، مسلمين أو غير مسلمين، مثليين أو أسوياء، يتجاهل التنوع الكبير» الذي في الوسط. ومن جانبها قالت زحل حميدي، 32 عاماً، صيدلانية في فيرفاكس بولاية فرجينيا، وعضو في «الجمعية الأميركية للمهنيين الطبيين الأفغان»، إنها شعرت برغبة قوية في الاتصال بضحايا أورلاندو والتقرب منهم «لأننا أقلية في هذا البلد أيضاً. لقد دعمنا أسر ضحايا الهجوم، والكثيرون منهم دعموا المسلمين الأفغان الأميركيين. وأعتقد أن علينا جميعاً أن نساعد بعضنا بعضاً!». * كاتبة صحفية أميركية ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©