الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إسرائيل.. بناء جدار عميق حول غزة!

20 يونيو 2016 23:12
أفادت تقارير إخبارية بأن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تبني جداراً عميقاً تحت الأرض من حول قطاع غزة، بدعوى مواجهة تهديد الهجمات عبر الأنفاق التي يبنيها مسلحون تابعون لحركة «حماس»، التي تسيطر على الجيب الساحلي. وهذه الخطوة، التي تأتي بعد زهاء عامين على الحرب الدامية التي شنتها إسرائيل لمدة 50 يوماً على القطاع، كشفت عنها صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، إلا أن وزارة دفاع الاحتلال رفضت التعليق على المبادرة، ولكن في صباح يوم الجمعة الماضي، استقر حفاران كبيران في منطقة على الحدود عند حقول جمعية زراعية على تخوم مدينة خان يونس في قطاع غزة. وسبّب وجود أكثر من 30 نفقاً بنتها حركة «حماس» حول محيط القطاع، صدمة للإسرائيليين أثناء حرب 2014، وكان من بين تلك الأنفاق 14 على الأقل تمر عبر جدار الفصل العنصري مروراً إلى المجمعات السكنية في إسرائيل. ولا زال الإسرائيليون يبلغون في بعض الأحيان عن سماع أصوات نبش وحفر من تحت أقدامهم. وفي عام 2014، زعم قادة إسرائيليون أن من ضمن أسباب معركتهم مع حركة «حماس» السعي للتخلص من ترسانة الصواريخ، وإزالة الأنفاق. وقد قُتل أثناء الحرب الإسرائيلية على غزة أكثر من 2100 فلسطيني و72 إسرائيلياً، غير أن ضابطاً إسرائيلياً كبيراً أكد لـ«واشنطن بوست» يوم الجمعة الماضي أن الحرب أخفقت في استبعاد احتمال نشوب صراع مستقبلي. وأضحت المنطقة الآن أكثر هدوءاً مما كانت عليه قبل عقد مضى، وإن كان التوتر لا يزال موجوداً، فقد تم اكتشاف ثلاثة أنفاق جديدة على الأقل العام الماضي، ولا تزال تُطلق الصواريخ من حين إلى آخر من قطاع غزة على إسرائيل. ويشير كثير من المحللين العسكريين إلى أنها مسألة وقت فقط قبل أن تشتبك إسرائيل و«حماس» مرة أخرى. وقال ضابط إسرائيلي، رفض الإفصاح عن اسمه وفقاً للبرتوكول العسكري: «إن حماس مشغولة بالتأهب لأي هجمات مستقبلية على إسرائيل، وعلى المدى القصير، يريدون الهدوء، ولكن على المدى الطويل، هم يريدون الحرب، ومن ثم فهي أمر لا مفرّ منه». وأضاف: «إن إنشاء جدار جديد حول قطاع غزة من شأنه حماية الإسرائيليين الذين يعيشون في المجمعات الزراعية في المنطقة المجاورة، بصورة أفضل»، موضحاً أنه على رغم ذلك لا يوجد شيء مضمون بنسبة 100%. وذكرت التقارير الإعلامية أن الجدار الجديد سيكون تحديثاً لسور الأسلاك الشائكة الحدودي، الذي تم إنشاؤه في عام 2005 عقب الانسحاب الإسرائيلي من المستوطنات في القطاع. ومن المقرر أن يمتد على طول الحدود بين الأراضي الفلسطينية والأراضي الخاضعة لسلطات الاحتلال بطول 40 ميلاً تقريباً، وتقدر تكلفته بزهاء 570 مليون دولار، ولكن لم يتم الكشف عن ارتفاعه وعمقه بالتحديد. وقال «كوبي مايكل»، الباحث في معهد الدراسات الأمنية في إسرائيل، ونائب المدير العام السابق لوزارة الشؤون الاستراتيجية: «إن معظم الجدار سيكون تحت الأرض، ورغم ذلك، سيظل من الممكن لحماس أن تبني نفقاً إذا كان عمقه 30 متراً، لكن الجدار سيجعل الأمور أصعب بكثير بالنسبة لهم». وأضاف: «تواجهنا مشكلة مع هذه الأنفاق الهجومية، وليس لدينا حل جيد لها، غير أن ذلك الجدار من شأنه في النهاية أن يقلص إمكانية شن هجوم آخر». وبدورها اعتبرت «أدلي رامير»، إحدى المستوطنين في الأراضي القريبة من غزة، أن «إنشاء جدار كان من بين الوعود التي قطعت للمستوطنين في إطار الجهود لتعزيز أمنهم بعد حرب 2014»، قائلة إنه كان ينبغي الانتهاء منه منذ فترة. بيد أنها أكدت أن بناء الجدار، ووجود قبة حديدية أفضل تعمل في نطاق أقرب لحمايتنا من الصواريخ، كل ذلك جيد، ولكنه ليس إلا كوضع ضمادة صغيرة على جرح كبير يتدفق منه الدم. وأوضحت أن التحرك الوحيد الذي سيجعل السكان يشعرون بأنهم أكثر أمناً هو الوصول إلى نقطة تفاعل وتطبيع بين الإسرائيليين والفلسطينيين في قطاع غزة، كما كان الوضع من قبل، وذكرت أن الناس لا يتساءلون عما إذا كانت هناك حرب أخرى ستنشب، وإنما يتساءلون عن توقيت هذه الحرب. * كاتبة ومحللة سياسية يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©