تصاعدت حدة الغضب داخل إسرائيل بعد تقرير نشرته صحيفة «أفتونبلادت» اليومية السويدية يوم 17 أغسطس الجاري، عن قيام جنود إسرائيليين بقتل فلسطينيين وسرقة أعضائهم. وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية امس، أن إسرائيل ستفكر في إرجاء زيارة وزير الخارجية السويدي كارل بيلت لها، والمقررة نهاية الشهر الجاري.
وأعطى وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك، تعليماته الى المستشار القانوني لجهاز الأمن، لدراسة إمكانية تقديم دعوى قضائية ضد صحفي سويدي كشف النقاب عن قيام جنود من الجيش الإسرائيلي ببيع أعضاء خاصة بشهداء فلسطينيين قتلتهم إسرائيل. وذكرت مصادر إسرائيلية أن باراك أرسل أيضاً، رسالة إلى وزيرة الخارجية السويدية احتج فيها على نشر الخبر، جاء فيها ان «ما جاء في الصحيفة السويدية مكيدة خسيسة ليس لها مكان في بيئة ديمقراطية» ما أثار ردود فعل غاضبة في الأوساط السويدية. فقد رفضت الحكومة السويدية الطلب الإسرائيلي باستنكار ما ورد في الصحيفة بحكم أنها ليست شريكة في نشر الخبر. فبينما استنكرت السفيرة السويدية في إسرائيل اليزابيث بورسين بونير، ما نشرته الصحيفة، الا ان وزير خارجية السويد كارل بيلت، اعتبر ان السفيرة ادلت بتعليقها «متأثرة بالرأي العام في اسرائيل» مشيرا الى ان الحكومة السويدية «متمسكة بحرية التعبير والصحافة». وكان السفير الإسرائيلي السويد بني دجان، قد اجتمع مع كبار موظفي وزارة الخارجية السويدية، وطلب منهم أن ينشروا استنكارهم لنشر الخبر في الصحيفة إلا أن كبار الموظفين رفضوا طلب السفير الإسرائيلي. واثار وزير الخارجية الاسرائيلي افيغدور ليبرمان اليميني المتشدد، هذا الموضوع بشكل شخصي خلال مكالمة هاتفية مع بيلت امس. واخذ ليبرمان على نظيره السويدي كارل بيلت، سكوته على نشر التقرير، وقال: «من المعيب ان ترفض وزارة الخارجية السويدية، التدخل ضد دعوة الى القتل تستهدف يهودا». واضاف ان «هذا الموقف يذكر بموقف السويد خلال الحرب العالمية الثانية. في تلك الفترة ايضا، رفضت السويد التدخل» ضد الابادة النازية. وكان صحفي حر يدعى دونالد بوستروم، قد نقل في تقريره الذي يحمل عنوان «أعضاء أبنائنا تتعرض للسلب» عن بعض العائلات الفلسطينية قولها إن أقارب لهم فتحت بطونهم حتى الرقبة داخل المستشفيات الإسرائيلية. وقال عبد الناصر فروانة المتخصص فلسطيني في شؤون الأسرى إن كل الوقائع والحقائق والشهادات ومنذ عقود مضت، لاسيما فيما يتعلق بآلية وكيفية تعامل قوات الاحتلال مع الفلسطينيين العزل، تؤكد صحة هذا التقرير، كون قوات الاحتلال قتلت مئات الفلسطينيين العزل بعد اعتقالهم وإطلاق الرصاص عليهم من نقطة الصفر، ورفضت تسليم جثامينهم فوراً واحتجزتها لأيام عدة. وذكر أن قوات الاحتلال احتجزت جثث آخرين لسنوات طويلة، في ما يُعرف باسم «مقابر الأرقام» بهدف السرقة والاستفادة غير المشروعة منها، والمتاجرة بها بشكل غير قانوني، عبر شبكة دولية ضُبطت الشهر الماضي في الولايات المتحدة، وضمت في عضويتها حاخامات يهود، واتهمت بالاتجار بالأعضاء البشرية وتبييض الأموال بشكل غير الشرعي.
عدد اليوم
