الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الخروج من الشرنقة

الخروج من الشرنقة
18 مارس 2015 21:00
الشرنقة مرحلة مبكرة في حياة الفراشات، وبعدها تخرج كائناً مكتمل العطاء والوضوح والبهجة، وهكذا برنامج أمير الشعراء خرج من الشرنقة منذ دورته الأولى، فأصبح علامة فارقة في فضاء البرامج والمسابقات الثقافية، وأصبح مشتركوه ومن عبروا به في مساحة الجذب الإعلامية، ونجوماً في فضاء الشعر والأدب. وتجربتي مع البرنامج ليست في مقام المرحلة، لأنها أسست لمرحلتين في حياتي الأدبية الى حد ما، والإعلامية بشكل كبير، حيث إن تجربتي قبل البرنامج إعلامياً تختلف عما بعده، حتى على مستوى التجريب والابداع، في تجربة بثراء كبير على الصعيد الاجتماعي، والإعلامي والأدبي، لا يمكن اختزالها بشهرة وجائزة، هناك كيان آخر متحول عند الكثير ممن شاركوا في المسابقة، وليس الجميع، حيث أن الغالب الأعم من المشاركين لا تعدو مشاركتهم الظهور الإعلامي في مساحة أكبر، ولكن هناك من وجد في البرنامج ضالته وانطلق في الجهات الأخرى من الأرض العربية، فأصبحوا نجوماً وهم يستحقون ذلك، في بلدانهم التي كانت تدير عيناً عمياء على إبداعهم قبل البرنامج. حتى البرنامج أخذ مكانته في دائرة الابتكار الأدبي، حيث إن المسابقات قبل أمير الشعراء وشاعر المليون مقتصرة، على المسابقات في مجال الرياضة، ثم أصبحت بعض المسابقات في مجال الفن والغناء تحديداً، أما الأدب فلم تكن هناك استراتيجية إعلامية له، والنقد الأدبي كان محظوراً عليه الخروج من أروقة الجامعات، كان شأناً أكاديمياً حين تلمسه الجماهير يتلف، وحين تتطلع على كاميرات التصوير يحترق، هكذا كانت النظرة إلى النقد الأدبي، الذي كان أبعد خروج له من الجامعات والكتب هو بعض الصحف الأدبية المتخصصة، ولكن برنامج أمير الشعراء استطاع ان يقلب المجن في جرأة اعلامية غير مسبوقة نظر لها الجميع بريبة وخوف، حتى أن البعض استعجل فشل التجربة وكتب عنها سلباً قبل أن تبدأ، والآخرون منهم من لم يستوعب التجربة، قلة قليلة هي التي حلقت مع البرنامج والمسابقة، فاقتدى بهم الجميع الآن، حتى أصبح الصوت السلبي نشازاً تفنده المتابعة النجومية التي صنعها البرنامج، وأنا واحد ممن صنعهم البرنامج إعلامياً، بعد أن صنعت نفسي إبداعياً. * شاعر إماراتي، فاز بلقب أمير الشعراء في الموسم الأول للبرنامج
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©