الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الأكل في المطاعم .. بين الرفض خوفاً من التسمم والإقبال كسراً للروتين

الأكل في المطاعم .. بين الرفض خوفاً من التسمم والإقبال كسراً للروتين
22 أغسطس 2009 01:24
يحجم كثيرون عن ارتياد المطاعم أو التعامل مع المطابخ الشعبية، خشية عدم توافر شروط النظافة فيها، وخوفاً من الإصابة بحالات التسمم الغذائي التي تنشر تفاصيلها عبر وسائل الإعلام بين فينة وأخرى. ويزداد التخوف من حالات التسمم الغذائي في فصل الصيف، مع ارتفاع درجات الحرارة، حيث تنطلق التحذيرات العائلية للأبناء بتوخي الحذر لدى تناول الأطعمة خارج المنزل. وتترافق هذه التحذيرات مع تشديد جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية على المطاعم، حرصاً منه على سلامة الغذاء الذي يصل بين يدي المستهلك، في وقت يطالب فيه أصحاب مطاعم بعدم التعميم، معتبرين أن عدم الالتزام وانعدام النظافة تبقى تشكل «حالات فردية». وتقول المقيمة فادية الحسن: «كل يوم نسمع بأن شخصاً تسمم بعد تناوله الغداء في المطعم الفلاني، أو قد تنطلق تحذيرات من أحدهم بعدم تناول الطعام من المنطقة الفلانية»، مطالبة الأجهزة المتخصصة بتشديد الرقابة وتغليظ العقوبات على المطاعم والمنشآت الغذائية المخالفة حفاظاً على الصحة العامة. من جانبه، يزعم عبد الله الهاملي (موظف) وجود ظاهرة تكرر حدوثها معه، وتتعلق بانتشار الحشرات في المطاعم وتحديداً الشعبية، يقول: «تتقاسم الحشرات الوجبات معنا، وتشكل مصدر إزعاج دائم لرواد المطاعم»، عازياً ذلك إلى تدني مستوى النظافة، والمزعج هو آلية تعامل عمال المطعم مع الموضوع بكل بساطة، وكأن هذه الحشرات ضمن قائمة الطعام أو إحدى وسائل الترفيه، بحسب تعبيره. ويؤكد الهاملي، وهو زائر دائم للمطاعم بحكم أوقات دوامه، ضرورة اتخاذ إجراءات أكثر تشدداً مع المطاعم التي لا تلتزم بالنظافة العامة. وتؤكد ريم عبد الله (24 عاماً) أن ترددها على المطاعم قليل، «وذلك من باب كسر الروتين»، إلا أنها في الآونة الأخيرة أصبحت تفضل الجوع حتى تعود إلى منزلها وتتناول طعاماً بمواصفات صحية عالية ومضمونة، في وقت تدعو فيه هديل الخطيب، وهي أم لثلاثة أطفال، جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية إلى الإعلان عن إغلاق المطاعم، ونشر أسمائها وأسباب إغلاقها وتعليق القرار الإداري على بوابة المطعم، ليشكل ذلك دافعاً لدى العاملين في المطاعم بالالتزام باشتراطات السلامة الغذائية وعدم الوقوع في الخطأ لأن في ذلك تدميرا لسمعتهم بين الزبائن. مطاعم: التعميم ظلم وفي الوقت نفسه، يؤكد عبد الله الحمد، وهو موظف في أحد المطاعم الشعبية، أن هناك مطاعم مشهورة بسمعتها الطيبة، والتزامها الغذاء لديها، «لذلك فمن الظلم التعميم على جميع المطاعم بأنها لا تراعي اشتراطات حفظ وتخزين الغذاء، لأن في ذلك تأثيرا على سمعة المطعم من جهة، وتأثير على مردوده المالي وأرباحه من جهة ثانية». ويعتبر الحمد أن التزام العاملين في المطعم بالاشتراطات العامة ومراعاتهم لسلامة الغذاء المقدم من قبلهم يعود بالفائدة على سمعة المحل بين الزبائن، وهو ما يتمناه المستهلك أولاً وأخيراً وهو تناول الأكل الصحي. ويعتقد الحمد أنه لضمان التزام المطاعم باشتراطات سلامة الغذاء لا بد أن يكون هناك متابعة مستمرة من الأجهزة الرقابية ولا ضير من أن يتخذ المفتشون هيئة المفتش السري بحيث يكون أصحاب المحلات والمطاعم في حالة استعداد دائم والتزام بالاشتراطات. ويرى محمد فرحان، مدير مطعم، أن أعمال النظافة سواء للمطعم أو العاملين هي من الأهمية بمكان لهذه المهنة، حيث تعد واجهة للمكان ووسيلة جذب، مؤكداً أن الالتزام بالقوانين مفادها تحقيق مصلحة المحل والمستهلك معاً. وينظر فرحان إلى عمليات التفتيش التي يقوم بها مفتشو جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية بأنها تخدم الأطراف ذات الصلة كالمستهلك والعامل وصاحب العمل، حيث تخلق لدى العاملين هاجساً دائماً بالحفاظ على نظافة المكان وسلامة الغذاء المقدم. الريايسة: لا حالات تسمم غذائي العام الحالي يؤكد محمد جلال الريايسة مدير إدارة الاتصال والمعلومات بجهاز أبوظبي للرقابة الغذائية أن الجهاز يعمل تحت شعار «سلامة الغذاء فوق كل اعتبار»، داعياً جمهور المستهلكين للتواصل مع الجهاز عند وجود أي مخالفات باعتبارهم عين الجهاز، وذلك بالاتصال على الهاتف المجاني 800555. ويطالب الريايسة المستهلكين بأن يتمتعوا بدرجة عالية من الوعي لكل ما يتناولونه من طعام، سواء في المنزل أو خارجه وأن يبلغ أولاً بأول عن أي تجاوزات. وعن حالات التسمم الغذائي، يؤكد الريايسة عدم تسجيل الجهاز أي حالات تسمم غذائي خلال العام الحالي، حيث لم تصل إلى الجهاز أي بلاغات بهذا الشأن. وفي هذا الأطار، يؤكد الريايسة أن الاستشعار بأعراض التسمم الغذائي يتم التعامل معها بتوجه المستهلك إلى أحد المستشفيات وإعلامهم بأنه يعاني من أعراض التسمم من التقيؤ والاسهال، والتي بدورها تعلم هيئة الصحة – أبوظبي حيث تقوم الثانية برفع شكوى لجهاز أبوظبي للرقابة الغذائية وتعلمها بأسباب التسمم والمطعم الذي تم تناول الطعام فيه، وبدوره الجهاز يأخذ عينات من المطعم ويفحصها ويعاين العينات مع العنيات البشرية التي تم فحصها من قبل هيئة الصحة. وفي حال ثبت تطابق العينة البشرية مع عينة الطعام التي يتم فحصها في الجهاز، يؤكد الريايسة أنه يتم أخذ القرار الإداري بشأن المنشأة الغذائية. الإجراءات العقابية حول الإجراءات التي تتخذ بحق المنشآت المخالفة، يوضح الريايسة أن الجهاز يوجه إنذاراً للمنشأة لتصويب المخالفات، وقبل عملية الإغلاق يسبقها إجراءات أخرى منها تحرير مخالفات وفي حالة تعددها وعدم تصويب المخالفات يتم تحرير إنذار بالإغلاق، بعد ذلك يأتي دور الإغلاق ثم يحول إلى المحكمة لسحب رخصته وإلغائها تماماً إذا لزم الأمر أو تقضي بإغلاق المنشأة وتغريم صاحبها. وأفاد بأن الإغلاق قد يكون لأيام أو لساعات، ولكل مدة إغلاق غرامة محددة، حيث إنه إذا كان الإغلاق ليوم واحد فالغرامة تكون 1000 درهم، وليومين 2000 درهم، ولأكثر من خمسة أيام تكون الغرامة المقررة 10000 درهم، إضافة إلى الخسارة التي تترتب على المنشأة نتيجة للإغلاق والتشهير باسمها في وسائل الإعلام. وكان جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية أصدر منذ بداية العام الحالي ما يقدر بـ 52 قراراً لإغلاق بحق المنشآت الغذائية، من مطاعم وبقالات ومحلات لبيع الخضروات ومصانع لمخالفتها الاشتراطات الصحية والخطورة المترتبة على الصحة العامة نتيجة لذلك. وطالب الريايسة كذلك ربات المنازل بالتعرف على الأساليب الصحيحة في حفظ الغذاء وعدم ترك الأمور لخدم المنازل لاحتمالية جهلهم وعدم إلمامهم ثقافياً بالبيانات على المواد الغذائية أو طرق تحضير الطعام
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©