الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أول قافز مظلات إماراتي يسافر بذكرياته إلى السبعينيات

أول قافز مظلات إماراتي يسافر بذكرياته إلى السبعينيات
18 مارس 2013 20:14
يعود بنا المقدم طيار باقر يونس باقر أول قافز إماراتي بالمظلة إلى بداية عهده في رياضة القفز الحر بالمظلات، ليضع تاريخ ولادة هذه الرياضة في الإمارات، والتي تعود إلى عام 1974، عندما اجتذبته مجموعة من هواة القفز البريطانيين ليشكل بهم أول فريق رياضي من هواة للقفز الحر في الشرق الأوسط، ويؤسس جمعية لأعضاء الفريق أطلق عليه نادي دبي لرياضة المظلات سنة 1975، واضعاً حجر أساس هذا النادي الذي تم في أروقته عملية التدريب والتجهيز للمشاركة في الفعاليات التي تنظم من حين إلى آخر . خولة علي (دبي) - كانت بداية باقر يونس باقر انطلاقة ليست بسيطة، فبالرغم من عدم توافر الإمكانيات إبّان تلك المرحلة، إلا أن رغبته في بناء هذا الصرح الرياضي على أرض الإمارات كانت كثيراً ما تلح عليه، فقد استطاع بمشاركة عدد من أعضاء الفريق على توفير وتجهيز المعدات اللازمة، والانطلاق بكل عزيمة وإصرار نحو مواصلة هذه الهواية التي دونها في سجل وتاريخ الرياضة في الإمارات، ليعيد لنا سرد تاريخ انطلاق هذه الرياضة التي استعرضتها الصحف العالمية وتداولت تأسيس فريق مظلي من مجموعة الهواة، في دولة حديثة النشأة، وهو يدل على مدى رغبة أبنائها على تطوير رياضة القفز بالمظلات واستحداث هذه الرياضة في الدولة. حماس الهواة والحديث لباقر يونس باقر، وهو مقدم طيار متقاعد من شرطة دبي، من مواليد عام 1953، ويحمل شهادة في علوم الطيران من بريطانيا، ويعود بذاكرته إلى بداية تعلقه بهذه الرياضة الغريبة والجديدة على المجتمع المحلي، وكان يروي من واقع الذكريات الجميلة التي عاصرها مع تلك الهواية وبدايته فيها قائلاً: «انطلقت في رياضة القفز بالمظلات من منطلق الهواية، عندما التقيت بمجموعة من هواة القفز البريطانيين أثناء دراستي في بريطانيا، مما دفعني ذلك إلى الرغبة والحماس، في ممارسة هذه الرياضة، ومن هناك أي من سماء بريطانيا، نفذت أول قفزة في حياتي بتاريخ 21 سبتمبر 1972، فكان الأمر بقدر ما هو مخيف لحظة القفز، إلا أنها رياضة ممتعة وتحفز على الجرأة والإقدام، فنفذت قرابة 12 قفزة في بريطانيا، ثم توالت القفزات في سماء وطني الإمارات، لأضع حجر أساس هذه الرياضة من خلال تأسيس جمعية لهواة رياضة القفز بالمظلات التي تم تأسيسها من قبل وزارة الشباب والرياضة، في 1975، وذلك بقرار من معالي راشد بن حميد الشامسي وزير الشباب والرياضة الأسبق، وتم تعييني رئيساً لها». وجاءت فكرة التأسيس عندما تعرف باقر على مجموعة من الهواة الأجانب العاملين في شركات النفط، الذين يتمتعون بخبرة جيدة في مجال القفز الحر، فكان اللقاء مثمراً ومحفزاً، حيث استطاع تشكيل فريق متكامل، من سبعة أعضاء ومن جنسيات مختلفة، تجمعوا وتوثقت علاقتهم ببعضهم البعض بالرغم من اختلاف القيم والأفكار والمعتقدات، إلا أن الهواية ساهمت في مد جسور وتوطيد العلاقات بين أعضاء الفريق. تدريبات وعن بداية التأسيس واختيار مقر النادي، قال: أهدانا المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم مقرا لإنشاء النادي في المركاض، فندق الميدان حالياً، وهناك تمت ممارسة الأنشطة والتدريبات الرياضية، وكان الأعضاء يحرصون على التواجد في المكان وممارسة هذه الهواية في المساء بعد فترة الدوام، كما كان هنالك حرص من قبل أعضاء الفريق على ممارسة هذه الرياضة والتواجد بشكل يومي في مقر النادي، ضمن هذا الفريق الذي يتكون من سبعة أعضاء من مختلف الجنسيات «اثنان بريطانيان واثنان أميركان، وواحد هولندي، ودنماركي وأنا الإماراتي الوحيد بينهم». وعن تشكيل أعضاء الفريق أوضح أنها ساهمت في إثراء وتبادل الخبرات بين الأعضاء، فنمت علاقة وثيقة بينهم لتسمو روح الرياضة وتطلعاتهم الدائمة إلى إسعاد ورسم البسمة والدهشة على وجوه وشفاه الآخرين الذين يتواجدون في أرض الاحتفالات بالمناسبات المتنوعة الذين أصبحوا جزءاً منها، حيث كان لهم دور بارز في إحياء بعض المناسبات في ربوع الوطن، كما شاركوا في حفل افتتاح بطولة الخليج لسباق المسافات الطويلة للسباحة عام 1975، الذي أقيم على كورنيش أبوظبي، حيث قاموا بالقفز في البحر، ورغم أن عملية القفز في البحر كثيراً ما تشكل خطورة على المظلي من احتمال تعرضه للاختناق في حال سقوط المظلة عليه وهو على سطح المياه. حركات رياضية ويستدعي باقر ذكرياته الجميلة مصوراً لأجواء الاحتفال في قوله: جاءت اللحظة عامرة وجلية ونحن نقف على بوابة الطائرة لنقفز من على متنها، وعمل بعض الحركات الرياضية في الهواء مع إطلاق بعض الدخان الملون، الذي عادة ما يركب في مؤخرة القدم، فتنتج خطوط لونية جميلة في السماء، وعدى عن اهتمام عدد من القيادات فكان الأمر يدعو للفخر والاعتزاز بدورنا نحن كشباب، حيث استطعنا أن نوجد هذه الرياضة لنكون الأوائل على مستوى الشرق الأوسط، ونحن في بداية عهد تشكيل وبزوغ فجر الاتحاد. وكان لتشجيع القيادة الحكيمة، أثر كبير في استمرار العطاء ودافع على المثابرة والاستمرار، هذا عن المساعدات والتسهيلات التي حظي بها أعضاء الفريق كشكل من أشكال دعم هذه الرياضة، وكان الأمر بمثابة دافع لي للتمسك بها، ويذكر لحظة مصافحة المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، عندما طلب أن يرى أعضاء الفريق بعد أداء عرض في سباق الخليج للسباحة في أبوظبي، فكان في حقيقة الأمر شرف لهم، وهم يجلسون أمامه ويبادلونه رحمه الله الحديث، ويشد على أيديهم للمواصلة، بالإضافة إلى ذكرياته قمنا بتجميع مبلغ من الفريق، حتى استطاع شراء طائرة خاصة، لممارسة رياضة القفز بالمظلات. وفي كلام عن طبيعة القفزات يقول: لم تكن لنا محطة بعينها للنزول فيها، فتواجدنا كان في الأماكن التي تشهد الاحتفالات، حتى في وسط المدينة، حيث الازدحام، وأذكر وقتها إنني نزلت في منطقة نايف التي تشهد ازدحاماً، تلبية لرغبة إحدى الأسر التي تشهد مناسبة زواج، وشهدنا التلاحم الاجتماعي بين الأهالي، حيث استطعنا من خلال هذه الرياضة، أن نكون جزءا مهما في الكثير من الأحداث والمناسبات في المجتمع. وحول إنجازاته يوضح باقر أنه من الإنجازات التي حققها الفريق عندما شرع بالقفز من مسافة تقدر بحوالي 24 ألف قدم، وهذه القفزات كان مسموحاً بها للعسكرين فقط، وكما هو معروف علمياً أن من بعد 14 ألف قدم يبدأ الأوكسجين في الانخفاض، لذا يتطلب الأمر استخدام الأكسجين، في هذه القفزة، وتمت استعارة الأوكسجين من فريق الصقور وهم المظلون العسكريون البريطانيون، وتم التدريب على القفز من مسافة ثلاثين ألف قدم، بهدف المشاركة في بطولة العالم، لكن ولأسباب فنية لم يتم الاعتراف بنا نظراً لشروط البطولة، التي تتطلب أن يكون كل أعضاء الفريق من جنسية واحدة، لكن هذا الأمر لم يثنينا عن التواجد والمشاركة. ومن المواقف الصعبة التي واجهة الفريق أثناء القفز، يذكر وقتها وهو على متن طائرة عسكرية بريطانية من فريق الصقور البريطاني، وأثناء القفز لم يستطع التحكم في نفسه نظراً لقوة الهواء ووجود السحب، فظل يلتف إلى نفسه لمدة 40 ثانية، وهو في وضع الهبوط، حتى استطاع التحكم وتثبيت نفسه أثناء النزول السريع من ارتفاع شاهق، ليفتح المظلة، وقد تملكه الرعب لحظتها، إلا أنه تغلب على ذلك وواصل ممارسة هذه الهواية التي تعلق بها كثيراً. صفحة من الماضي يقلب باقر يونس صفحة من كتاب هذه الرياضة قائلاً: طويت صفحة هذه الهواية عندما توجهت إلى بريطانيا لإكمال دراستي في علوم الطيران، عام 1976، وغادر أعضاء الفريق البريطاني الإمارات بعد انتهاء فترة عملهم فيها، كان الأمر بالفعل محزنا وأنت تجد الأعضاء كلاً منهم أدرك فترة رحيله وعودته إلى وطنه، حاملين معهم أجمل الذكريات، التي قضوها وهم يتذوقون طعم المناسبات الاجتماعية وعفوية الأهالي وبساطتهم، وبعد انقطاع دام أربعين سنة عن الأصدقاء الذين شكلت بهم أول فريق للمظلين، تواصلت معهم من جديد، فمنهم من رحل عن هذه الدنيا والبعض منهم ما يزال باقيا لنعيد مجد وتاريخ هذه الرياضة وذكرياتها التي ما زالت محفوظة في الصدور. كتاب وموقع إلكتروني شرع المقدم طيار باقر يونس باقر أول قافز إماراتي بالمظلة في تدوين كتاب حول رياضة القفز بالمظلات وتاريخها في الإمارات، إلى جانب تدشين موقع إلكتروني يستعرض من خلاله بالصوت والصورة مشاركة الفريق في الكثير من المحافل، وما حققه من إنجازات، إيماناً منه بأنه سيظل ذلك الحدث مدونا في سجل التاريخ كذكرى أول رياضة لفريق المظلات قد ولد مع تزامن قيام الاتحاد، ليكون كحدث هام في دولة الإمارات السباقة دائماً إلى أن تكون في الطليعة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©