الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أبراج النصلة تتحدى الزمن برأس الخيمة

أبراج النصلة تتحدى الزمن برأس الخيمة
18 مارس 2013 20:13
موزة خميس (رأس الخيمة) - تعتبر المنيعي والقرى التابعة لها من أجمل المناطق التي يمكن قضاء وقت ممتع بين حقولها أو أوديتها في الشتاء، خاصة في مواسم سقوط الأمطار حين تتحول إلى بقع خضراء، بعد أن ينبت العشب والأزهار الجبلية وتغتسل المزارع، ولكن منذ سنوات أصبحت المياه شحيحة، فتحولت إلى منطقة عطشى، إلا من خط مياه تحلية للشرب، وتتبع للمنيعي مجموعة من القرى منها صخيبر، والوعب، ورفاق، والنصلة، هذا ما أكده أحد أبناء المنطقة علي بن سعيد الدهماني، في حديثه عن تاريخ المنطقة. وتوجد في المنطقة أماكن أثرية مثل بقايا الأبراج التي بنيت من أجل المراقبة والحراسة، ومنها ما يوجد في منطقة النصلة، وتقع على قمة أحد جبال رأس الخيمة وتعد موقعاً استراتيجياً، حيث يقابلها مباشرة وفقاً لما ذكره الدهماني، الخط الفاصل بين الإمارات وسلطنة عُمان، وكانت القوافل التجارية أو قوافل المصطافين، تنتقل من الإمارات إلى سلطنة عُمان عن طريق النصلة، وقد وضعت نقطة حراسة تحدد الحدود قبل أكثر من مائتي عام بجذع نخلة تتوقف عنده القوافل لدفع تعرفة مرور. عوامل الزمن ومن أهم كنوز المنطقة يرى أنها برج النصلة الذي كان مخصصا للحراسة الأمنية، وهو في أشد حالات التدهور، حيث تعرض لعوامل الزمن التي أدت إلى سقوط أجزاء كبيرة منه، لكن تبقى ما يمكن ترميمه وإعادة هيئته الأصلية، خاصة أنه شامخ في أعلى الجبل، كما يوجد برج حراسة ثان قد تم وضع سور حوله، وبجانب البرج غرف للحرسة ومسجد للصلاة، وإن لم تسرع أي جهة لعمل صيانة على أصولها فإن إعادة ترميمه ككل سوف يكلف أكثر من حالته الآن. ومما يشوه جمال تلك الأبراج، أوضح أن الجهة التي رغبت في الحفاظ عليها جبلت أو عجنت من الأسمنت حول الأحجار، وذلك مخالف للشكل الأساسي للصخور مع الطين، وربما يضر ذلك بالصخور الأصلية التي تجاوز عمرها مائتي عام، مما يتطلب سرعة إعادة ترميم هذه الأبراج. وقال إن الأبراج قريبة من مساكن الأهالي، وكان الرجال يحبون الاجتماع بالقرب منه في مختلف الأوقات، خاصة أن الحصون والقلاع وأبراج الحراسة من أهم ما يمكن أن تفخر به الشعوب، ويوجد برج بجانب منزل أحد أبناء المنطقة وهو حمد بن خميس بن زعيل الدهماني مباشرة وهو النصلة، وكان أهل المنطقة قد ساهموا في بناء الحصون والقلاع، ودلالة على ذلك توجد في المناطق المجاورة مربعة للحراسة، وهي برج مربع في هندسته، وموحدة في مواد البناء، وهي العمارة الطينية التي تختلف عن البناء بنوع أخف من الطين، ويسمى المدر، والمدر أقل قوة وصلابة في مواجهة التأثيرات والعوامل المناخية، وهو درجة ثانية من حيث القوة، ولذلك بنيت الحصون والقلاع من الطين الأكثر صلابة، وكان المدر يستخدم لبناء أسوار مزارع النخيل قديماً، وللطين مناطق معروفة في أماكن مختلفة من الدولة. وبنيت البيوت قديماً من السعف أو من أحجار الجبل المضاف له الطين أو الجفص، وكانت بعض البيوت لا بد أن تبنى بها مربعة أو برج من دورين للحراسة والمراقبة تحسباً لأي طارئ، فإذا حدثت غارات من أي عصابات، فإن الرجال يضعون النساء والأطفال في الدور الأرضي، ويكمن الرجال في الدور العلوي متربصين، ومن الفتحات يصوبون ويراقبون، وقد زرع أهل قرى المنيعي القمح والذرة والدخن، لكن الإقبال على الدخن والذرة كان كبيراً لأن المحصول يكون وفيراً، وكان الفقير من الرجال الذي لا يملك مزرعة أو لا يستطيع تحمل تكاليف الزراعة، يعمل كمساعد لدى الآخرين، كما اشتغل البعض الآخر في العمل على اليازرة أو الساقية لإخراج الماء من بطن الأرض للري، ومن النخل كان الرجال يبيعون الرطب ويحتفظون بالتمور لأنفسهم. تخزين المواد والكلام على لسان الدهماني: توجد في المنطقة بعض الأماكن التي استخدمت لتخزين المواد الغذائية والغلة، وكان الناس لا يعطون من مزارع النخل للغير، حتى لا يحدد الرجل بيديه كم يعطي للغير، لكنهم يتركون مزارعهم مفتوحة حتى يستطيع من ليس له دخل أن يأخذ ما يكفيه بنفسه، واليوم أصبح لمعظم المواطنين مزارعهم الخاصة لكنها تعاني شح المياه، رغم أنه تم حفر مجموعة من الآبار للحصول على الماء، ولكن باءت كل المحاولات بالفشل، حيث لم يجدوا أي قطرة ماء. ويكمل الدهماني أن أي آثار هي ثروة تخص الدولة، وهي تعكس الحضارة القديمة، ولذلك، فإن في ترميمها تأثيرا إيجابيا على الجميع، خاصة أن الدولة يدخلها آلاف من السياح في كل عام، والغالبية منهم تعشق ارتياد الأماكن الأثرية أو التي تزخر بالتراث، ونحن نظن أن في الاهتمام بها وسيلة لجذب السياح وكي تنتعش منطقة المنيعي بكل ما فيها من قرى، لأنها أحد أجمل المناطق الجبلية سواء في الصيف أو الشتاء. طريقة البناء القديمة حول طريقة البناء القديمة، أشار علي بن سعيد الدهماني إلى أنها كانت تعتمد على صنع حفرة في الوسط لأجل وضع كميات مدروسة من المياه، وعندما يصب الماء يصبح شبيهاً بالمعجون وبطريقة الدهس بالأقدام أي العجن يتكون، ثم يترك حتى اليوم الثاني كي يتشرب الماء ويصبح أقوى، وفي اليوم الثاني يصب عليها الماء مرة أخرى، ثم يوضع قش القمح الذي كان يتوافر بكثرة في ذلك الزمن، لكونه من الغلال الرئيسية لأن المنطقة مشهورة بالزراعة، وتكرر عملية العجن بالأقدام حتى يتجانس ويصبح جاهزا للتحويل إلى قوالب، وتلك القوالب هي اللبنات التي يتكون منها الجدار والحائط وكل ما له علاقة بالمبنى، ويؤتى بقوالب من الخشب ويسكب به المعجون الطيني ليتحول إلى طوب، وكل قالب ينتج ما بين ثلاث إلى أربع لبنات، ويترك مدة لا تقل عن عشرة أيام حتى تجف كل القوالب تحت الشمس، وتأتي بعد ذلك عملية حفر الأساس.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©