الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«تعرف علي وانطلق معي» تنشر الوعي بواقع اضطراب التوحد

«تعرف علي وانطلق معي» تنشر الوعي بواقع اضطراب التوحد
18 مارس 2013 20:10
نبهت فعالية نظمتها جمعية الإمارات للتوحد إلى الكثير من العلامات، التي يجب أن تلاحظها الأسر في أبنائها، وترتبط باضطرابات التوحد، ويأتي في مقدمتها غياب الإدراك والاستجابة للمثيرات الحسية، والبرود الانفعالي، بالإضافة إلى تكرار تصرفات نمطية والاندماج بها طويلاً، والاهتمام بأشياء تصنف بالتافهة، بجانب نوبات الغضب والعدوان على النفس، والضحك والبكاء والصراخ دون سبب واضح. وركزت الجمعية على الشرح لأسر الأطفال المصابين بتلك الاضطرابات، بأن تتكيف مع الطفل داخل محيط المنزل، وأن تعتبره شخصاً أساسيا في الحوار والممارسات اليومية، ولا تتجاهله، فالطفل التوحدي في حاجة إلى عدم تركه في عزلة حتى يعي البيئة من حوله. في محاولة لنشر الوعي لدى الأسر التي تعاني من وجود طفل مصاب باضطرابات التوحد في صفوف أبنائها، تواصل جمعية الإمارات للتوحد جهودها للنهوض بالطفل التوحدي من خلال حزمة من الأنشطة والفعاليات التي تنظمها من حين إلى آخر، منها فعالية «تعرف علي وانطلق معي» لفهم طبيعة هذا الاضطراب، التي تؤدي إلى الكثير من الأعباء النفسية. وانطلاقاً من مفهوم فعاليات «تعرف علي وانطلق معي» التي نظمتها الجمعية في الأيام الماضية، قدمت المتطوعة منى كاظم الاختصاصية في صعوبات التعلم والتربية الخاصة لمجموعة من الأهالي وذوي المتوحدين والمهتمين بقطاع التربية الخاصة، رسالة ركزت فيها على طبيعة التوحد وأعراضه الرئيسية وكيفية تصرف الأسرة مع الحالة والتكيف مع وجودها وكيفية التعامل بواقعية مع الحالة. وحول معنى التوحد، أشارت إلى مفهوم هذا المصطلح، الذي قد يجهل الكثيرون أنه نوع من الإعاقات التطورية سببها خلل وظيفي في الجهاز العصبي المركزي يتسبب في توقف أو قصور بنمو الإدراك الحسي واللغوي، وبالتالي القدرة على التواصل والتخاطب والتعلم والتفاعل الاجتماعي، ويصاحب هذه الأعراض نزعة انطوائية تعزل الطفل الذي يعاني منها عن وسطه المحيط، حيث يعيش منغلقاً على نفسه لا يكاد يحس بما حوله وما يحيط به من أفراد أو أحداث أو ظواهر. استجابة للمؤثرات وعن العلامات البارزة والواضحة على الطفل التوحدي، فأوضحت أنها القصور الحسي وهو غياب مظاهر الإدراك والاستجابة للمثيرات الحسية، والعزلة العاطفية والبرود الانفعالي، وبالتالي غياب القدرات الاجتماعية، والاندماج الطويل في تصرفات نمطية متكررة واهتمامات غريبة بأشياء تافهة، وتنتابه نوبات من الغضب والعدوان على النفس إلى جانب حالة من الضحك، والبكاء، وصراخ بدون سبب واضح. وأيضاً توقف النمو اللغوي وتعذر أو غياب كلي للتواصل اللفظي وغير اللفظي تعبيراً وفهماً، وبالتالي غياب القدرة على التعلم والنمو المعرفي، والتفكير المنكب على الذات وقصور في السلوك التوافقي للطفل التوحدي نسبة للطفل السوي المساوي له في العمر وغياب التقليد وعدم وجود مشاركة مع الأقران في اللعب والأنشطة، مع رفض أي تغير في السلوك الروتيني ومقاومة التغيير في أنماط الحياة اليومية. أما عن السبب الدقيق وراء الإصابة بهذه الحالة، قالت إنه يرجح إلى أسباب عدة منها كثرة أنواع الإصابات التي تؤثر على المخ والجهاز العصبي، فقد تحدث نتيجة تلوث كيميائي (مثل الرصاص والمعادن الثقيلة) أو التلوث الإشعاعي الطبيعي أو الصناعي أو نتيجة للتدخين أو إدمان المخدرات والكحوليات أو التعرض للمبيدات الحشرية أو نتيجة الإصابة بالأمراض التناسلية والأمراض البكتيرية أو الفيروسية، كالحصبة والحصبة الألمانية والحمى الشوكية أو نتيجة التهاب الغدد الصماء «الغدة الدرقية» أو التصلب الدرني أو سرطان المخ أو الدم، وغير ذلك من عشرات الأمراض المسببة لإصابة المخ أثناء فترة الحمل أو بعد الولادة. والطفل التوحدي لديه استثارة حسية واضحة، خصوصاً بالأصوات العالية المزعجة، والإضاءة القوية، لذلك يتم غرس فيه سلوك معين من خلال تكراره بطريقة روتينية واستخدام الصور والمشاهد التي تعزز فيه نمطا معينا، حيث لفتت المتطوعة منى كاظم إلى أن هناك العديد من البرامج التي يخضع لها الطفل التوحدي، التي أعطت نتائج تطورية ملحوظة في سلوك الطفل ومنها برنامج «أي بي أي»، القائم على السلوك التطبيقي ويتم فيه تجزئة المهام إلى أدوار ومهام صغيرة، وتثبيت الملحوظات وفق كل مهمة أو إجراء يطبق عليه، ويتم إخضاعه لهذا البرنامج بطريقة متكررة ومستمرة، وعدم الإخلال بهذا الروتين أو الانقطاع عنه، فالطفل التوحدي بطبيعته سرعان ما ينزعج من التغيير المستمر. ونوّهت إلى ضرورة تكاتف الأهل في التعرف على طرق التعامل مع طفلهم في المنزل، والتحاور معه وعدم تركه في عزلته، إنما إشراكه والأخذ بيده في الممارسات الحياتية، فالطفل التوحدي بحاجة ماسة إلى تأهيل نمطه السلوكي، بصورة متكررة ومستمرة، حتى يعي البيئة من حوله، ويكون على معرفة ودراية في أسلوب التعامل والتعاطي مع أفراد أسرته، كما دعت إلى ضرورة أن يسعى الوالدان في التزويد بالمعلومات عبر الاطلاع على كم من المعلومات في الشبكة المعلوماتية والحضور إلى المحاضرات التي تقام من حين إلى آخر في سبيل التوعية بمرض التوحد، وتبادل الخبرات بين الأهالي، ودور هذه الجهات في توجيه الأسر وإرشادهم إلى الجهات المختصة، وهي المحطة الأولى للكشف عن حالة الطفل وما درجة إصابته بالتوحد. استفسارات وتفاعل الحضور بشكل ثري مع الموضوع المدرج من خلال طرح العديد من التساؤلات والاستفسارات حول بعض النقاط التي تدور فحواها حول اضطراب التوحد، سواء من أولياء الأمور حتى المتخصصين في مجال التربية الخاصة، الذين توافدوا من مركز العين للمعاقين ومركز رأس الخيمة لتأهيل المعاقين، حيث تشير حليمة الشحي التي حرصت على الحضور، بدافع الرغبة في الاستفادة من خبرات الآخرين في كل ما يتعلق بمرض التوحد وأطيافه الذي بدأ ينتشر بشكل كبير في المجتمعات، في وقت ربما الكثير يجهل تمام ما يعتري طفلهم من خطب أو مشكلة، الأمر الذي يؤدي إلى تفاقم وضع الطفل يوماً بعد يوم، فوجود جهة داعمة في نشر التوعية والتوجيه والإرشاد حول السبل الكفيلة في التعامل مع الطفل التوحدي ساهم وبشكل كبير في البحث في ماهية هذه الحالة، والتعرف على سبل التعامل معه وتعديل نمطه السلوكي شيئاً فشيئاً. من جهة أخرى قالت إحدى المختصات في مركز للمعاقين، شما الغفلي: كوني أعمل في مركز للمعاقين، فنحن نصادف بعض حالات التوحد، الأمر الذي يجعلني حريصة في البحث والاطلاع على طبيعة هذا المرض وأعراضه، وأنواعه، والعوامل التي قد تؤثر سلباً على سوك الطفل التوحدي، والأسلوب الأمثل الذي يجب أن يتبعه العاملون في هذا الحقل، للتطوير من سلوك الطفل والحد من تأثيرات هذه الحالة السلبية. ونحن نأمل أن تنظم الدورات المتخصصة سواء للمعلمين وللأهالي لتضييق الخناق على السلوكيات السلبية وكسر قيود العزلة، التي فرضها المرض على الطفل. فيما يشير معلم التربية الخاصة عبدالله سعيد الكلباني، إلى أهمية المشاركة في فعاليات جمعية الإمارات للتوحد، والتعرف على كل ما هو جديد في طرق تدريس المعاقين ومعرفة ما يتعلق بهم للعمل على مساعدتهم في التحسين من قدراتهم، وبالأخص التعرف على اضطرابات التوحد وأطيافه وصفات كل نوع، وأنماط التعلم عند المصابين بالتوحد، بالإضافة إلى معرفة بعض الطرق التي تساهم في حل مشكلاتهم مثل التواصل والتفاعل الاجتماعي، حيث تعرف خلال حضوره فعاليات «تعرف علي وانطلق معي» على متلازمة «أيرلن» وما يتعلق بها من مظاهر، إلى جانب التعرف على سمات الطفل التوحدي الإيجابية، وقد كون لديّه مخزون معلومات جيدا، حول مفهوم التوحد، الذي كنا نسمع به خلال العشر سنوات ولا نعي ما هي هذه الحالة. إضاءة جمعية الإمارات للتوحد، جمعية ذات نفع عام غير ربحية تم إشهارها من قبل وزارة الشؤون الاجتماعية بدبي تحت قرار وزاري رقم 225 لسنة 2012، وقام على تأسيسها مجموعة من أهالي المصابين بالتوحد بغرض رفع الوعي بالتوحد وخدمة المصابين به وذويهم، ونشر الوعي وتقديم يد العون والمساعدة لأسر المصابين باضطراب التوحد وإبراز رسالة الجمعية ودورها الاجتماعي حيال هذه القضية.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©