العنابي يعود للحياة بعد رقصة الموت

أحياناً تكون كرة القدم كالحياة·· فرصة واحدة قد تكفي·· وهكذا اكتفى العنابي (منتخب قطر) بمصافحة الفرصة الوحيدة خلال رقصة الموت الخاطفة التي بدأها المراوغ البارع حسين ياسر بمرور أشبه بتوغل السكين في الزبد الساخن، وأنهاها المهاجم سيد البشير بضربة رأس كرصاصة الرحمة، فتراقص بعدها اللقاء 14 دقيقة وما أن توقف عن النبض حتى انفجرت شلالات السعادة الوحشية تروي كل شبر على أرض ستاد النادي الأهلي بدبي ثمرة صعود العنابي إلى المرحلة الرابعة والأخيرة من تصفيات آسيا لكأس العالم لكرة القدم· وفي الخلفية تدفق نزيف المنتخب العراقي وجمهوره العريض فيما يشبه الإعلان عن تقليم أظافر البطل الذي وقف قريباً على منصات التتويج معلناً فوزه بكأس الأمم الآسيوية وجاءه الدرس الموجع يقول إن الكرة لا تعرف الألقاب ولكن يرويها الجهد والعطاء لتثمر الفوز والأفراح· إذن صعد العنابي بفرصة واحدة وخرج العراقي بفرصتين، فكأنما انتصر الحماس بسلاح واحد على التراخي بسلاحين ولم ينفع المنتخب العراقي دخول المباراة بفرصتي الفوز والتعادل وتوقف رصيده عند 7 نقاط، فيما ارتفع العنابي إلى عشرة فاحتل المركز الثاني في المجموعة الأولى بفارق الأهداف عن استراليا وصعد الفريقان للمرحلة النهائية من التصفيات· وفي المؤتمر الصحفي التقط فوساتي مدرب العنابي أنفاسه وقال: لقد حان وقت الراحة·· أنهينا المهمة بنجاح وانتزعنا بطاقة الصعود وأمامنا وقت طويل نعيد فيه حساباتنا ونعيد دراسة الرحلة منذ بدايتها حتى المنحنى الأخير ونكشف عن النواقص ونعالجها وعن الإيجابيات وننميها·· مرحباً بكل نقد وبكل رأي يعري ويكشف لنا أخطاءنا، فلا يوجد عمل من دون أخطاء ومن يكاشف نفسه بأخطائه يندفع للأمام وهذا ما نتطلع إليه فنحن ننظر الآن للهدف الأكبر· وقال: إنني حقاً سعيد ومتفائل جداً لأن فريقي حقق شيئاً مهماً ولعلكم لاحظتم ضد من كان يلعب اليوم؟، في إشارة على مايبدو إلى الجماهير العراقية الغفيرة التي ملأت المدرجات· ومضى فوساتي: إنني أهنئ الشعب القطري وكل القائمين على كرة القدم بداية برئيس اتحاد الكرة وانتهاء بكل من ساهم في دعم هذا الفريق وعمل على إنجاح مهمته على النحو الذي آلت إليه التصفيات، أما التهنئة الخاصة فهي للاعبين الذين قدموا جهداً رائعاً على مدار المشوار· وتطرق المدرب إلى المباراة فقال: لقد جاءت متكافئة بين الفريقين وتقارب المستوى كثيراً وكان هناك توازن كبير بين الدفاع والهجوم ولم ألجأ إلى تغليب الجانب الهجومي على الرغم من أنني لم يكن أمامي بديل غير الفوز تحقيقاً للصعود ولو بحثت عنه منذ البداية بطريقة جنونية لكان الأمر أشبه بالانتحار وكنت كمن يحكم على نفسه بالإعدام·· لقد كان ينبغي لنا البحث عن الفوز من خلال أداء متوازن ونجحنا في ذلك إلى حد بعيد حتى وصل اللقاء إلى المنحنى الأخير وانتزعنا الفوز وحققنا الهدف ولو كنا نملك فرصتين كالمنتخب العراقي للعبنا أيضاً بنفس الطريقة وسعينا للفوز دون مجازفات ومن خلال نفس الأداء المتوازن· وعن الأسباب التي دعته إلى عدم الدفع بنجم الوسط المتألق ومفتاح الفوز حسين ياسر منذ بداية اللقاء قال فوساتي: أعتقد أن الأسباب واضحة وكلكم تعرفونها حيث انقطع فترة عن المران لأسباب ليست بخافية عليكم ولم يشارك في تدريبات الفريق بصورة منتظمة وانضم للمران قبل يوم واحد فقط من مباراة استراليا بالدوحة وكان بحاجة إلى بعض الوقت لاستكمال الجوانب البدنية وقد فكرت في الدفع به خلال الشوط الثاني لتنشيط الهجوم لكن ظروف المباراة استدعت اشتراكه قبل نهاية الشوط الأول، وبشكل عام أود التأكيد على أن جميع اللاعبين سواسية أمام المدرب وعندما لا يكون أحدهم جاهزاً فإما أن يحتفظ به على الدكة أو يخرجه تماماً من حساباته· وأشار المدرب إلى أنه كان حريصاً على إعداد لاعبيه نفسياً للمباراة من خلال التأكيد على أنها مباراة الفرصة الأخيرة وأن عليهم في نفس الوقت التعامل مع الموقف بأعصاب هادئة كالحال في أية مباراة عادية·