الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

أدونيس يرصد الومضات الشعرية لـ 290 شاعراً منذ الجاهلية

أدونيس يرصد الومضات الشعرية لـ 290 شاعراً منذ الجاهلية
21 مارس 2011 22:13
يقدم الشاعر ادونيس في عمل شعري مهم - ليس من شعره هذه المرة- كتابا مهما بعد إصداره “ديوان الشعر العربي” باجزائه الاربعة ويقدم للقارئ فضلا عن المتعة الفنية “خدمة معرفية” اكيدة ومرجعا مهما. كتاب ادونيس (علي أحمد سعيد) حمل عنوان “ديوان البيت الواحد في الشعر العربي” وجاء في 245 صفحة متوسطة القطع مع مقدمة مهمة في مدلولاتها الفكرية وما تشير إليه من قيم جمالية. وقد صدر الكتاب عن دار الساقي في بيروت. قال ادونيس في المقدمة “هذه محاولة أخرى لبناء سياق مشترك بين ماضي الشعر العربي وحاضره. تنهض هذه المحاولة على قاعدة البيت الواحد وهو بيت يقوم على الفكرة -الومضة- أو الصورة -اللمحة أو المعنى- الصورة”. اضاف “هنا في البيت الواحد يصفو الايجاز وتتكثف حكمة البداهة وبداهة الحكمة. هنا كذلك يرتجل العميق الغامض وتتعانق الروية والشفوية. هكذا ينفتح مجال آخر لامتحان التجربة رؤية وكشفا”. وقال “هي اذن بعد “ديوان الشعر العربي بأجزائه الأربعة” محاولة أخرى لبناء سياق إبداعي مشترك بين ماض عربي تؤرجحه النزعات والمعتقدات تارة في اتجاه ذاكرة ملتبسة عدا انها موضع صراع وتنازع واقتتال أحيانا وتارة في اتجاه مستقبل لا ذاكرة له وليس في الحاضر مستند راسخ”. ورأى ادونيس أنه من الناحية العملية فان هذه المحاولة تتيح للقارئ “الذي يحب السفر في اتجاه الذاكرة والتاريخ والماضي أن يسير خفيفا في دروب الفكر والمخيلة حيث تتبجس أشعة مفردة مفاجئة وتتموج ينابيع شاهقة من اللذة والغبطة: غبطة الفكر ولذة الحس والمخيلة. أقول ذلك واعرف أن الشعر ليس ذاكرة بل حضور أيضا. “نظريا تتيح لهذا القارئ أن يلتقي بسهولة عالية ذروات شعرية تيسر له استحضار ماض غني لا يستنفد وتيسر له بسهولة عالية أيضا امكان التأكد من أن لغة الشعر هي أولا وقبل كل شيء فن وإتقان. اللغة في هذا كله تتجاوز كونها أداة إيصال أو تخاطب أو تفاهم لتكون طاقة اكتشاف وإبداع”. وخلص إلى القول “هكذا يبدو الشعراء فيما وراء الأزمنة والأمكنة شهبا تأتلف وتختلف فيما يشقون معا طريق الإنسان نحو المجهول. ويبدو الشعر كمثل انفجار ضوئي يتواصل في فضاء المعنى”. أورد ادونيس هذا العدد الكبير من الأبيات الشعرية من نتاج ما لا يقل عن 290 شاعرا ابتداء من الجاهلية وصولا إلى بضعة شعراء من نهاية القرن التاسع عشر إلى بداية القرن العشرين. وارفق الشاعر الكبير ذلك بما اسماه “فهرس الشعراء” وفقا للتسلسل الابجدي وفيه تعريف مختصر بالشاعر وسنة ميلاده حيث توفرت مع إثبات سنة وفاته. استهل الكتاب ببيت للشاعر دؤيد بن زيد الحميري هو “لو كان للدهر بلى ابليته”. وهو شاعر لا يعرف تاريخ موته وقال هذه الأبيات في حضرة الموت ويروى أنه قال لأبنائه وهو يموت “أوصيكم بالناس شرا”. ومما أورده بعد ذلك بيتان للمهلهل بن ربيعة التغلبي (توفي نحو 525 م) قال في احدهما “ونبكي حين نذكركم عليكم ونقتلكم كأنا لا نبالي”. وفي مجال آخر اورد للأفوه الأودي (اسمه صلاءة ويقال انه توفي نحو 570 م) بيتا قال فيه “لا يصلح الناس فوضى لا سراة لهم ولا سراة اذا جهالهم سادوا” وبيتا آخر هو “انما نعمة قوم متعة وحياة القوم ثوب مستعار”. ومن حاتم الطائي الشهير بكرمه (578 م) قوله “فنفسك اكرمها فانك ان تهن عليك فلن تلقى لك الدهر مكرما”. ومن قيس بن الحدادية (عاش في القرن السادس ميلادي) قوله “فلا يسمعن سري وسرك ثالث الا كل سر جاوز اثنين شائع”.
المصدر: بيروت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©