3 مصممين كويتيين يتبارون في مضمار الأناقة

استمتع عشاق الموضة والأناقة في مصر بمشاهدة مباراة في الإبداع بين مجموعة من أشهر مصممي الأزياء في الكويت، هم: نوال البعيجان، ويعقوب بن يوسف، ورشا الوزان، في ليلة خليجية نظمتها جمعية أحباء مصر للأعمال الخيرية، وحضرها سفير الكويت بالقاهرة الدكتور رشيد الحمد وعدد من الدبلوماسيين العرب والأجانب ونخبة من الإعلاميين والفنانين، وخصص عائدها لبعض المشروعات التنموية في قرى الصعيد المصري. وأكدت تهاني البرتقالي رئيس الجمعية أن المصممين الثلاثة تباروا في تقديم تصاميم متفردة حملت بصمة كل منهم وعكست الذوق الرفيع والمستوى المتميز في فنون “الهوت كوتيور”. وقالت إن المفاجأة التي تضمنها العرض أن كل مصمم صنع موديلاً خاصاً أشبه باللوحة الفنية يتضمن بعضاً من المعالم السياحية والآثار المصرية. وقالت المصممة البعيجان إنها قدمت من قبل ثلاثة عروض بالقاهرة وأصبحت على علاقة دائمة ومتواصلة بعشاق الموضة والأناقة في مصر، مؤكدة أن مشاركتها مع مصممين كويتيين لم تكن بهدف المنافسة وإنما في إطار التعاون وتسليط الضوء على الأزياء الخليجية والكويتية الموقعة بأنامل مصممين يعبرون عن التراث والتقاليد بأسلوب عصري وأفكار مبتكرة. الرسم على القماش وعن مجموعتها، قالت البعيجان: “اتفقت مع يعقوب بن يوسف ورشا الوزان على أن يصمم كل منا فئة معينة لنطرح نماذج متنوعة من الأزياء ومجموعتي ضمت موديلات متنوعة بين السهرة والزفاف والأزياء التقليدية مثل العباءة والدراعة والجلوة الكويتية”. وأضافت: “ركزت على تقديم أفكار جديدة من (الجلوة)، التي ترتديها العروس قبل فستان الزفاف الأبيض وكان هدفي استعراض التطور والقدرة على الابتكار من خلال الأزياء الكويتية التقليدية التي تواكب أحدث الاتجاهات في الموضة العالمية”. وحول تقنية الرسم على الأقمشة التي تعد بصمة مميزة لها، قالت: “رافقني هذا الأسلوب منذ بداياتي، وأصبح من السمات المميزة وفي كل مجموعة أحرص على تطويره بأساليب تساير التطور السريع في التكنولوجيا الخاصة بصناعة الأزياء”. وعن الخامات التي اعتمدت عليها، قالت “اخترت الخامات الناعمة الفاخرة مثل الحرير الطبيعي الهندي والشيفونات والدانتيل والاورجانزا ووجدتها الأنسب للموديلات التي تضمنتها المجموعة، أما فساتين الزفاف فقد تنوعت بين عصرية ضيقة وأخرى منقوشة ذات طابع كلاسيكي واستخدمت فيها الجيبور والتفتاه والساتان والتول”. وبررت انحيازها للألوان الزاهية الصريحة في السواريهات بأنها تضفي الحيوية والإحساس بالقوة والجرأة مثل الأحمر ومشتقاته والذهبي والأزرق الزهري والمهم اختيار اللون الملائم للبشرة. وأشارت البعيجان إلى أنها حرصت على أن تتناسب القصات المتنوعة مع طبيعة تكوين المرأة العربية سواء النحيفة أو الممتلئة. وقالت إنها تستعد لعرض مجموعة جديدة خلال شهر يوليو القادم في دار الأوبرا المصرية، مؤكدة أنها تشعر بأن مصر أصبحت منافساً قوياً في عالم الموضة وهي تجذب مصممي الأزياء من مختلف دول العالم، وانها سبق أن قدمت عروضها في أسابيع الموضة العالمية في بيروت وباريس ولندن. تصاميم شبابية أما المصمم بن يوسف، فشارك بمجموعة يغلب عليها الطابع العصري ورغم أنه حلق بأفكاره المنطلقة في تصاميم شبابية، إلا أنه حرص على أن يستوحي تصاميمه من طبيعة الكويت وبيئتها؛ ولذلك ضمت مجموعته فساتين الكوكتيل والسهرة والجراند سوارية، إلى جانب فساتين الزفاف. واعتمد بن يوسف على الأقمشة التي تعزز الإحساس بالأنوثة والرفاهية مثل التفتاه والساتان والجيبور والتول المطرز ولجأ إلى استخدام أكثر من خامة في الفستان الواحد ليزيد التصميم قيمة وحيوية وسيطر اللون البني بدرجاته، وكذلك الألوان الترابية الهادئة مثل البيج والزيتي والطوبي على فساتين السهرة، واحتل اللون الأسود مكانة خاصة لديه، حيث قدمه في أكثر من موديل بقصات متنوعة وتعمد مزجه بألوان أخرى مثل البيج والذهبي والأزرق ليتحول كل فستان إلى قطعة فنية راقية تعكس قدرته على إبراز أنوثة المرأة وجمالها. وتميزت الوزان بتقديم العباءة السوداء من خلال تصاميم مبتكرة يغلب عليها الطابع الكلاسيكي، إلى جانب تداخل الألوان المبهجة الزاهية مثل البرتقالي والأخضر والأحمر والأصفر. وقالت عن عرضها الأول في مصر إنه كان بمثابة اختبار جديد تواجهه وشعرت بأن العباءة أصبح لها جمهور كبير من سيدات المجتمع والفنانات؛ ولذلك حرصت على أن تطرح أشكالاً جديدة تعبر عن شخصيتها وأفكارها والتي تراها مناسبة لسهرات الصيف، مؤكدة أنها حاولت المزج بين الألوان لتمنح المرأة طلة مميزة ولافتة للأنظار من خلال موديلات تجمع بين التقاليد الخليجية والصرعات الحديثة. وأضافت “استوحيت بعض الأفكار من عالم البحار والأسماك وحاولت ترجمتها في تصاميم غير تقليدية وحتى الإكسسوارات الخاصة بالعباءات اخترتها لتمنح المرأة الشعور بالتفرد والفخامة وأغلبها يعتمد على الحياكة اليدوية الراقية”. وعن الخامات الأساسية في المجموعة، قالت الوزان “استخدمت أقمشة الشيفون والحرير الطبيعي والكريب والدانتيل، فهي تلائم الستايل الناعم الساحر الذي أريد أن تبدو عليه المرأة من خلال تصاميم هفهافة واسعة بعضها مؤلف من قطعتين أو ثلاث مثل (الكاب) مع (البنطلون) أو مع (الجوب)، بحيث لا تبرز مفاتن الجسم وتغلف المرأة بقدر من الغموض والجاذبية والاعتزاز بالذات”. وحول لجوئها إلى التطريز بالأحجار والستراس الأسود والأبيض والأزرق، قالت إن بعض العباءات لا يظهر جمالها إلا عندما تكون باللون الأسود، وقد وجدت أن استعمال الأحجار الكريستالية والستراس يكسبها بهاءً وتألقاً لتصبح مناسبة للسهرات والمناسبات.