الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«أحمر».. بوليسي تشويقي يكشف خفايا جريمة قتل

«أحمر».. بوليسي تشويقي يكشف خفايا جريمة قتل
20 يونيو 2016 20:32
رنا سرحان (بيروت) يدخل المخرج السينمائي جود سعيد أولى تجاربه الدرامية في الشهر الفضيل من خلال الدراما السورية «أحمر»، بقصة مميزة تبدأ بجريمة قتل القاضي الفاسد «خالد العبدالله» (عبّاس النوري)، التي تكشف عوالم غامضة منذ تولّي ابن حارته القديمة «العميد حليم» (الممثل اللبناني رفيق علي أحمد) التحقيق الجنائي، الذي انتهى وحيداً بعد نكسة حبٍ قديمة، ويعتبر زميله المحقق «الرائد عاصي» (يامن الحجلي) ابناً له، لكنّه ينتقد قسوته وتهوّره، وهذه القسوة مردّها لتاريخٍ عائلي وعاطفي مليء بالانكسارات، عاشها الضابط الشاب منذ الطفولة، قبل أن يتعرضّ لحادث طارئ يغيّر تركيبة شخصيّته كليّاً. ألغاز كبيرة تحدث الجريمة في الحارة التي نشأ فيها القتيل، على مقربةٍ من بيت أستاذ التاريخ «عباس» (نجاح سفكوني)، الصديق المشترك للقتيل والمحقق «حليم»، وتسكنها أيضاً الصحافية «سماح» (سلاف فواخرجي) التي تعد تحقيقاً صحافياً استقصائياً ما يدفعها لخوض المغامرة، ليفتح أمامها أبواب ألغاز كبيرة تسعى إلى حلّها، ويدخلها ذلك بمآزق كثيرة، تغيّر حياتها، بينما كانت تستعد للارتباط بحبيبها المخرج الإذاعي «أدهم» (عبد المنعم عمايري)، فترتقي القصة عبر المعالجة والنماذج الإنسانية من «تشويق بوليسي» في الشكل العام، إلى حامل لمضامين درامية تتثق بهوية الدراما السورية من ناحية الالتصاق بواقع أرضها، متجهةً إلى رؤية وتساؤلات عنه في سيناريو وحوار علي وجيه ويامن حجلي، الأمر الذي أغرى المخرج جود سعيد بالتوجه إلى الدراما التلفزيونية في تجربة أولى، بعد مسيرة سينمائية قدّم فيها خمسة أفلام روائية طويلة. ويلفت المخرج سعيد أن ما دفعه لخوض التجربة بعد رفضه لعروض سابقة على الشاشة الصغيرة، هو البحث عن مادة تقدم قيمة بصرية بكل جوانبها، حيث إن كتابة وجيه وحجلي قدمت له أكثر من 50 في المئة مما كان يتوخاه، لافتاً إلى أن الرفض لم يكن بدافع الترفع. ويوضح سعيد رؤيته في إخراج العمل التلفزيوني بالاستناد إلى تجربته السينمائية، قائلاً: «أصنع صورةً تعبّر عما نشاهد لتكون بحجم التلفزيون، صورةً تحمل كل أبعاد الصورة السينمائية بإيقاع العمل التلفزيوني الذي يقوم على الحكاية بنسبة أكثر». ويشير سعيد إلى أنه لا يساوم، بل يحرص على بناء العمل باحترام نفسه وجمهوره، الأمر الذي ينعكس أيضاً إيجاباً على الممثلين. قصة حب عاصفة الممثلة سلاف فواخرجي التي تؤدي دور «سماح»، تعترف أنها تقدم شخصيّة جديدة قاربتها بتأنٍّ، للمرّة الأولى تؤدي دور مذيعة، لذا عملت على أن تتمتّع الشخصية بكاريزما خاصّة للتأثير في المتلقّي. فمن حيث الشكل، حرصت على تقديم «سماح» كنموذج للمرأة الجميلة والصلبة والعملية في آنٍ. وتصوّرها للملامح فاستعدت لون شعرها الأصلي الأسود. ومن حيث الأدوات كصحافية ومذيعة، عليها أن تعتمد في شكل كبير على الصوت والكلمة، وأما من ناحية المزايا النفسية، فهي تتّصف بالروح الشجاعة والفضول الذي لا يعرف الاستكانة قبل الحصول على أجوبةٍ مقنعة. وتضيف فواخرجي: «بدت سماح مدخلاً مغرياً لاستكشاف عوالم من يعملون في مهنة المتاعب، الصحافة، بخاصّةً النساء». إلى ذلك، تلفت إلى تأثير عملها في حياتها وهزّه استقرارها النفسي والعاطفي، بينما تعيش قصّة حب عاصفة مع المخرج الإذاعي «أدهم» تكسر حدة السوداوية في العمل. وعن دوره يقول عبد المنعم عمايري: «أؤدي شخصية مخرج إذاعي يعمل بالإذاعة نفسها التي تعمل بها الصحافية سماح، ويعيش معها قصة حب عاصفة. وهو شخص رومانسي ومخلص لها إلا أنّ قصة حبهما تمرّ بتحولات عاصفة وبنفس الوقت يدخل معها بالتحري والكشف عن جريمة مقتل القاضي «خالد»، حيث ?إنهما ?من ?الحيّ ?نفسه ?الذي ?وقعت ?فيه ?الجريمة»?. تعرية الجميع تلتقي خطوط التحقيقين الجنائي والصحفي أمام طاولةٍ كبيرة، تتكدّس عليها ملفّات الفساد التي يكون القاضي ضالعاً فيها بالخفاء، ف«خالد» اعتاد الانتهازيّة سلوكاً، ومنهجاً حياتياً، ارتقى عبره درجات السّلم الاجتماعي، وبنى علاقاتٍ مشبوهة مع مافياتٍ خارج البلاد، ورجال أعمال محليين، يجدون ضالّتهم عند أمثاله، ليحكموا قبضتهم على كل شيء، ومنهم «رام» (محمد الأحمد)، الذي تربطه علاقة عائليةً مفككّة بأخته «يمام» (صفاء سلطان)، وتتخذ الأخيرة من مشاريع الأحزاب السياسية الجديدة، والأنشطة الخيرية الزائفة، واجهةً لتصفية حساباتها الشخصيّة، وتلميع صورتها، كإحدى سيّدات المجتمع المخملي. يعري موت «خالد العبد الله» الجميع، ويكشف شبكة علاقات تكون فيها طموحات الناس صغيرةً كانت أم كبيرة، مادّة لاستغلال مَن هم أكبر منهم، إلى أن ينتهي دورهم، وبين هؤلاء المغنيّة «رشا» (ديمة قندلفت)، الساعية للشهرة، والتي تخشى النهاية البائسة لأمهّا النجمة السينمائية المصابة بالزهايمر (ضحى الدبس). ويقص مسلسل «أحمر» حكاياتٍ موازية للواقع السوري اليوم، ويضّم على قائمة أبطاله أيضاً: خالد القيش، ندين خوري، رنا جمّول، جرجس جبارة، روزينا اللاذقاني، مصطفى المصطفى، بلال مارتيني، أمير برازي، ومن لبنان: بيير داغر، وممثلين كثر آخرين. سينما المؤلف تتداخل أحداث مسلسل «أحمر» من إنتاج شركة «سما الفن» الدولية، على إيقاعٍ ساخن، ضبطه الكاتب علي وجيه وشريكه بالكتابة الممثل يامن حجلي، لكنّ المخرج جود سعيد أرتأى أن يكون الإيقاع أكثر هدوءاً، وتوجّه المخرج السينمائي نحو الارتجال من دون الرجوع للكاتبين، وفقاً لطريقة سينما المؤلف التي اعتادها، واستغرق تصويره للعمل زمناً طويلاً بدأ منذ أواخر شهر ديسمبر الفائت، واستمر حتى نهاية شهر مايو الماضي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©