مجدي عثمان (القاهرة)
ارتبط «فن الإبرو» أو الرسم على الماء على مدى العصور الإسلامية المختلفة بفن الخط العربي ولازم تطوره، حيث استخدمه الفنان المسلم في تزيين اللوحات الخطية وآيات الذكر الحكيم، لتغطية الفراغات الأربع في كل ورقة، كما استخدم في مرحلة متقدمة في تغليف جلود المخطوطات من الداخل على شكل بطانة، ثم وضعت تلك الأوراق من الخارج بدلاً من الجلد.
ويعود «الإبرو» تاريخياً إلى العصر السلجوقي «1070 - 1299م»، ثم العصر العثماني «1300 - 1923م»، على نطاق واسع في العصر الأول لتزيين وتلوين أغلفة الكتب والدفاتر واللوحات الخطية، ثم انتقل إلى الأوربيين بعد فتح القسطنطينية عام 1453م، وشهدت فترة حكم السلطان العثماني سليمان القانوني ازدهاراً لذلك الفن مع رواج فن الخط العربي، ولعل المقولة الموروثة من تلك الفترة، «المعرفة ترتبط بالشغف»، دفعت إلى الاهتمام بالفنون الإسلامية التي من بينها «فن الإبرو».
![]() |
|
![]() |
وتُرجع بعض المصادر نشأة الإبرو إلى تركمانستان في آسيا الوسطى، حيث إن «إبرو» مشتقة من كلمة «إبر»، التي وردت في لغات آسيا الوسطى وتعني القماش ذي التعارق أو الورق المستخدم في تغليف وتبطين الكتب المقدسة، ثم انتقل إلى إيران عبر طريق الحرير وسُمي عند الإيرانيين بـ «الآبري» وتعني سطح الماء، ثم عُرف في بلاد الأناضول باسم «إبرو»، ومنها انتقل إلى أوروبا في القرن السادس عشر أي بعد فتح القسطنطينية بحوالي قرن - عن طريق التجار، وانتشر بعد ذلك بكثرة في إيطاليا وألمانيا وفرنسا وإنجلترا، وقد ظهر أول كتاب عن «فن الإبرو» في أوروبا في إيطاليا بمدينة روما عام 1626 تحت عنوان «الورق التركي».
![]() |
|
![]() |