الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

يوم و يوم!

10 مايو 2010 20:14
دوام الحال من المحال، وهكذا هي الحياة، من المحال أن تمضي على وتيرة واحدة، فتأتي يوماً صحواً، ويوماً غائماً، ويوم حلواً، يوماً مراً، يوماً مناصفة ما بين بين، فقد يبدأ بضحكة، وينتهي بدمعة، يوم يمر خفيفاً كحلم جميل، وآخر ثقيلاً ككابوس يجثم على القلب.. هكذا تتسرب أعمارنا في ثنائيات «متضادة متلازمة» ما بين مد وجزر، في يوم من هذا ويوم من ذاك!...
يوم يمر كالفراشة الناعمة، تمضي متوكلاً على الله، قاصداً حاجتك في إحدى الوزارات، أو الدوائر الحكومية، فتتعثر بإحدى «اللحى الغانمة» فتنجز معاملتك بلا واسطة، ولا كتاب توصية، ولا آلووو من فلان!..
ويوم تكون أوراق معاملتك كاملة على حسب الأصول، لكن «السيستم» معطّل، وعليك المراجعة في يوم آخر!..
ويوم مديرك المباشر يوزع ابتساماته المجانية على «إللي يعرفه وإللي ما يعرفه»، ويوم تلقي عليه التحية ثلاثاً فلا يردها، فينكمش وجهك خجلاً، وتشتغل كل وساوس إبليس في صدرك!..
يوم تجد أم العيال «كاشخة»، و»متعدْله» كأنها عروس جديدة في انتظارك، بذاك اللبس الغاوي، والمْخمْريّة تفوح من شعرها، ورائحة المسك ودهن العود، وأدخنة العود والعطور تشل وتحط منها، وبيتها نظيف، يشع بالرومانسية، مع ذيك المائدة الساخنة العامرة، وبذاك الوجه السمح إللي يسّر الخاطر، ويطرد الشرّ! والتهلل والتراحيب بك، ويوماً آخر تشك أنك متزوج.. تقول مخاويلك شرطي منشئات عقابية، عفانا الله!!!.
ويوم تلتقط فكرة هذا العمود، فتأتيك متهادية كما الغرنوقة في فلاة، سلسة، متدفقة، ويوماً تتحايل عليها لأجل خطب ودها، لتقبض عليها وترسلها باكراً لمدير التحرير!.
يوم أبو العيال ضحكته تطّر وجهه، فتعرفين أن مؤشر السوق أخضر، ويوم لو أنّ إصبعه حطّ على أرنبة أنفه بالخطأ، لقطعه، فهذا يعني أنّ مؤشر السوق» والع أحمر»! فتقولين:»عليه العوض ومنه العوض»!
ويوم جارك يصبحّك ويمسيّك، ويبعثلك نغصْة من غداهم بين يوم ويوم، ويوم من شاف سيارتك المرسيدس ال 500،2010
واقفة أمام دروازة باب بيتك بدلاً من الدتسون القديمة، علت وجههه غمامة، وتغير طبعه وكلامه، وأنكر سابق ودّه وسلامه، وبدّلها حسداً ولآمة!
يوم تسير وفق نظام وأكل صحي، و»أورجانك فوود»، وكل شيء بمقدار، السكر والملح والدهون، والنشاط والحيوية تتقافز منك، والتريّض من الصباح الباكر، و الإهتمام باللبس، والإعتناء باللوك، والشعور الغامر باللياقة، وبالجاذبية والرضا، والعافية، ويوم تتكور كخلاط «ردي مكس» في وسط صالة البيت، ترعى صباح مساء أمام شاشة التلفزيون، مرتدياً «الجلابيّة» النصف كُم، الزرقاء المخططة، ولا تتورع حتى عن الذهاب بها إلى المسجد!
ويوم تهْل على هاتفك رسائل «الجمعة مباركة» زرافات، من بعد صلاة الفجر، وفي يوم جمعة آخر تتساءل: «وين الناس، أو شو اليوم»؟!...


Esmeralda8844@gmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©