الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

زوجات يعشقن «المعاناة الممتعة»

زوجات يعشقن «المعاناة الممتعة»
21 أغسطس 2009 23:04
قدوم شهر رمضان يلقي بظلاله بشكل أو بآخر على كل فرد باختلاف أعمارهم ومهنهم، لكن لدى البعض تعلن حالة الاستنفار القصوى التي تتطلب شحذ كل طاقاتهم وقدراتهم سواء كانت اختيارية أو مفروضة عليهم، أبرز هذه الفئات هن الزوجات، وإن كانت الحالة تنسحب على المرأة بشكل عام، حيث إنهن مطالبات بالمكوث في المطبخ أطول فترة ممكنة، رغم وجود أكثر من خادمة في بعض البيوت،لايعني عدم تواجد«ست البيت» بالمطبخ في رمضان. فالزوجة في شهر رمضان هي المحور الرئيسي وعليها يقع عب إعطاء رمضان طابعه المتعارف عليه، كثرة الأكل وتشجيع العلاقات الاجتماعية والزيارات العائلية، وحتى تصل المرأة إلى إرضاء «معدة الرجل»، عليها أن تتفنن في طهي أصناف كثيرة شهية وجديدة، وكل هذا بالطبع يحتاج إلى مجهود كبيرو وقت طويل، ناهيك عن الولائم التي تتنوع فيها الأكلات مابين الخليجية والعربية وحتى الغربية. هذا هو حال الكثير من الزوجات فمنهن من يستطعن اجتياز «أعباء رمضان» ومنهن من يخفقن في ذلك، ويعشن شهراً من المعاناة الممتعة، وسيبقى الحال على ماهو عليه. فهل تنجح المرأة في تنظيم وقتها بين أدوارها المختلفة ؟ علياء سيف الدربي تقول: «متاعبي كزوجة يمكن أن تكون أحسن حظاً من غيري من الزوجات، لأن والدتي تساعدني في إعداد مائدة الإفطار، مما سهل علىّ متابعة ابني الرضيع، والقيام بواجباتى المنزلية والزوجية». وتضيف علياء: «لا أنسي ما تعانيه بعض صديقاتي العاملات، فالمرأة العاملة تعاني الكثير من المتاعب في رمضان فهي مطالبة بإعداد طعام الفطور والسحور في وقته والذي يتراوح فيه عدد الأطباق مابين 5 ـ 8 أصناف، وفي النهاية يكون هناك فائض من الطعام يلقي في القمامة، وكأن الساعات الطويلة التي وقفت فيها الزوجة قد ذهبت هباء، إن رمضان هو شهر عبادة وليس أكلاً وشرباً». تعدد الطلبات بدورها تلخص جيهان زكي معاناة المرأة في رمضان قائلة:«يصعب على الكثير من الزوجات التوفيق في دورها كأم وزوجة وموظفة خاصة في رمضان، صحيح أن إعداد الطعام يقتصر على وجبة الفطور والسحور، ولكن كما هو معروف لدينا، فان مائدة الإفطار يجب أن تحتوي على كل ما لذ وطاب، وكأن الصائم من كثرة الجوع يهيأ له أنه سيأكل كل شيء ،ولكن لتعدد طلبات الأسرة، فإن الزوجة مطالبة بتنفيذ كل ما تشتهيه العائلة». وتضيف: «هناك بعض الممارسات الشائعة ،وهى أن تلك الولائم لا تحمل الجانب الرمضاني بقدر ما تحمل المباهاة، حيث إن كمية إعداد أصناف المأكولات كثيرة ومتنوعة، وولائم الرجال تختلف عن النساء، مما يشكل عبئاً آخر على الزوجة». المثل العربي يقول المثل العربي«البطنة تذهب الفطنة»، ومما يدعو للأسف أن هذه النزعة تزداد حدتها في رمضان هذا ما توضحه علياء محمد قائلة:» نرى الكثير من الزوجات في رمضان يركزن على الطبخ وإعداد كل ما لذ وطاب ،من ألوان وأصناف الطعام المختلفة، وكأنه شهر للتغذية و ليس الصوم، وبالنسبة لي فوجود الخادمة قلل من معاناتي، فهي تقوم بسلق بعض الأكلات إلى جانب تقطيع الخضراوات، وهذا الأمر يساعد على اختصار الوقت والجهد، وبعد العودة من العمل أدخل مباشرة إلى المطبخ لإعداد بعض الأكلات لدينا كالخبيص و الثريد والأرز والمحاشي، أما بخصوص الحلويات فغالبا ما يتم إعداده بيوم اختصاراً للوقت، أما فيما يتعلق بالولائم ففي شهر رمضان تكثر عادة الزيارات والعزائم، وهذا هو أجمل ما يميز رمضان عن غيره من الشهور، ففي الولائم تتعدد أصناف الطعام وتمتلئ السفرة بمختلف الأكلات من السلطات إلى المقبلات إلى الأكلات الرئيسية. وقد يستغرق تحضيره وقتا طويلا ، وحتى أتجنب ذلك أقوم بتحضير بعض الحلويات والأكلات الخفيفة قبل الوليمة بيوم وأضعها في الثلاجة». وهكذا أستطيع بعد الإفطار أن ألبي الدعوات والزيارات». انتقادات الزوج زوج عفراء الرميثي ينتقدها إن كان الطعام غير طيب، وتعلق على ذلك قائلة:» كموظفة مطالب منى في قسم شؤون الموظفين بالوزارة التي أعمل بها إعداد كشوفات العاملين من حيث الإجازة والراتب والعلاوة، كل تلك أمور تزيد من أعبائها في رمضان، إضافة إلى ذلك فإننى مطالبة في البيت بإعداد الطعام الذي يجب أن يكون متنوعا في رمضان أكثر من الأيام العادية، كل تلك أمور تجعلني أحاول تنظيم وقتي ولكن لا أستطيع». تصمت برهة لتقول عن انتقادات زوجها وهي تضحك: «تزعجني انتقادات «زوجي اللاذعة»، حيث إنه لا يُقدر المجهود الذي أبذله، ويقول ذلك أمامي دون تقدير لما أعانيه في العمل والبيت، حتى رغم وجود الخادمة، فإنه لا يفضل الأكل من يديها، فهو يفضل الأكل الذي أعده بنفسي، لكن هذا العام من شهر رمضان أنوى أخذ إجازة من غير راتب، شارحة سبب ذلك بقولها:»لأننى بالفعل طوال السنوات الماضية بت غير قادرة على التوفيق بين الأسرة والعمل ودوري كزوجة». وأقول لكل الأزواج ساعدوا الزوجات في المطبخ ولو بإعداد العصائر أو السلطات». ضيف عزيز من جانبها تقول سمية محمد:«رغم ما يقال إلا أننا نتفق أن شهر رمضان هو «ضيف عزيز» يمر علينا كل عام لمرة واحدة فقط وله عادته الجميلة مهما كانت أعباؤها، حيث إن الزيارات العائلية هي مناسبة لإعادة الروابط الجميلة معهم في هذا الشهر الفضيل وهى من الأمور التي يصعب التخلي عنها إضافة إلى تجديد العلاقة بالجيران والشعور بمعاناة الفقراء من خلال توزيع ما تجود به النفس من أطباق الطعام التي يكون لها نصيب فيها».
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©